محليات

رجال الدولة “مش وراثة” و”شيكات” لإسرائيل

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تحت سماء كسروان وعلى مقربة من الصرح البطريركي وحاضرة سيدة لبنان حريصة، أطل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من عرين المقاومة معراب خلال احياء ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، واضعاً النقاط على حروف الملفات العالقة، وخصوصاً ملف رئاسة الجمهورية، إذ حدد جعجع مواصفات رئيس الجمهورية المقبل، وأعطى لوناً لهوية العهد الآتي.

وأجهز جعجع على ما تبقى من العهد الحالي المترهّل المنتهي الصلاحية، وأنهى حقبة رئيس الجمهورية ميشال عون قبل 31 تشرين الأول، واوقف عدّاد انتهاء عهده، واستبدله بعداد الـ21 يوماً التي عاشها لبنان مع الرئيس الشهيد بشير الجميّل.


وفي الغضون، لا يزال الرئيس عون يظن أنه قادر على توريث صهره النائب جبران باسيل من دون حصر إرث، لكن مهلاً، يستطيع عون توريث باسيل كرسي التيار، وتوزيره بقوة التعطيل، وتوريثه مقعداً نيابياً، لكن كرسي الرئاسة “بدا رجال دولة”، وهذه الأخيرة لا تُورّث.

حكومياً، تراجعت الآمال المعقودة على إمكانية تفاهم عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، ولم يعد تأليفها يتصدر جدول أعمال المرحلة السياسية الراهنة الذي يتجاوز انطلاق الحراك الرئاسي ولو بخجل إلى ترقب ما سيحمله في جيبه هذا الأسبوع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين في زيارته المرتقبة إلى بيروت لتسوية النزاع بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية، في ضوء ارتفاع منسوب التفاؤل ولو بحذر بأنه يسعى للتوصل إلى إعلان للنيات يمكن أن يؤسس لإحداث خرق يفتح الباب أمام تزخيم وساطته لنزع فتيل التصعيد السياسي الذي يمكن أن يتلازم مع تصعيد عسكري لاستئناف المفاوضات غير المباشرة إنما على الساخن.


“فتراجع الاهتمام بتشكيل الحكومة لم يأتِ من فراغ”، كما يقول رئيس المجلس النيابي نبيه بري لـ”الشرق الأوسط”، كاشفاً عن أن “الاجتماع الأخير بين الرئيسين عون وميقاتي كان من أسوأ الاجتماعات وأعاد النقاش حول تأليف الحكومة إلى المربع الأول وهذا ما لم نكن نتمناه”. ولفت بري إلى أن “الأجواء التي سادت لقاء عون – ميقاتي لم تكن مشجعة على الإطلاق، وهذا ما دفعني لاتخاذ قراري بعدم التدخل بتشكيل الحكومة تاركاً المهمة على عاتق الرئيسين من دون أن يعني أن (بموقفي بعدم التدخل) أُقفل الباب أمام تأليفها”.


وأكد بري أنه “كان ولا يزال مع تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد لقطع الطريق على إقحام البلد في اشتباك دستوري ليس في محله، (لكني اتخذت قراري بعدم التدخل) بعدما اصطدمت مشاورات تأليفها في اللقاء الأخير للرئيسين بحائط مسدود، مجدداً رفضه توسيع الحكومة بضم 6 وزراء دولة لأنه ليس في وارد استحضار ما أصاب حكومة الرئيس تمام سلام بعد انتهاء الولاية الرئاسية للرئيس ميشال سليمان من معاناة إذ أخذ كل وزير يتصرف على أنه رئيس للجمهورية، وبالتالي لا أحبذ توسيعها كما هو مطروح، وكنت أبلغت موقفي إلى ميقاتي، مع أنني لن أتوانى عن دعمه في مهمته لتسهيل ولادة الحكومة وإخراجها من التأزم المفتعل”.

من جهتها، توقعت مصادر سياسية مزيداً من التصعيد والتأزم السياسي مع حلول موعد الدخول بالمهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لان كل طرف سياسي يحاول ابراز قوته وتأثيره، ترشحاً أو بلعب دور مؤثر بانتخاب الرئيس ليكون له حصة ما بالعهد المقبل او نفوذ بالسلطة، مع علم الجميع بأن انتخاب رئيس الجمهورية أيا كان، لا يخضع لموازين القوى الداخلية فقط، بل للتفاهمات الإقليمية والدولية أيضاً.


وأشارت المصادر عبر “اللواء” إلى ان الأيام القليلة المقبلة، ستشكل مناسبة لردود الفعل من قبل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على المواقف التي اطلقها بري في ذكرى الامام الصدر وعلى ما قاله جعجع بالأمس، ضد العهد العوني وممارساته ونتائج سياساته، ومن بعدها ستشهد وتيرة الجلسات بالمجلس النيابي حركة نشطة لإقرار سلسلة من مشاريع القوانين الإصلاحية والضرورية لمواكبة المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والمباشرة بحل الازمة الضاغطة، في حين يتوقع بعدها أن تعاود التحركات لانعاش عملية تشكيل الحكومة الجديدة، وخصوصاً، اذا تعثر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بالتزامن مع سلسلة من التطورات الإقليمية والدولية، وتراجع احتمالات التوصل الى اتفاق نهائي بالملف النووي الإيراني مع الولايات المتحدة، ما يعني تأجيل البت بانتخاب رئيس الجمهورية الجديد، واطالة امد الفراغ الرئاسي الى وقت غير معلوم.

وعلى صعيد ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، كشف مرجع أمني رفيع المستوى عن أنّ الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين سيزور لبنان آتياً من إسرائيل، حيث يفترض ان يتسلّم منها الجواب النهائي على مطالبنا.

وعن الكلام عن استكمال التفاوض، سأل المصدر عبر “الجمهورية”، “تفاوض على ماذا؟ لقد اتخذنا قرارنا، وهوكشتاين اجتمع مع اركان الدولة في زيارته الأخيرة واعطوه جواباً نهائياً لا تنازل عن نقطة او حرف فيه، واننا ننتظره لحسم الامر، والّا لماذا تضييع الوقت؟”.

وعمّا إذا اصرّ الجانب الإسرائيلي على ان يحصل على شيء بديل من الجزء من حقل قانا المتداخل مع ما يقول انّها حدوده او على تعويض مادي، قال المصدر ممازحاً، “هذا احسن طلب، منعطيهن شيكات”.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا