قرار لمحكمة هيوستن بدعوى لذوي ضحايا أميركيين بانفجار المرفأ... ماذا في تفاصيله؟

أصدرت محكمة هيوستن في ولاية تكساس الاميركية قرارا اعتبرت فيه انها صالحة للنظر في الشكوى المدنية التي تقدم بها في تموز 2022 تسعة اميركيين من اهالي ضحايا انفجار المرفأ ومتضررون ضد شركة "سبكتروم". ووفق صحيفة "لوموند" الفرنسية ان محكمة هيوستن اعتبرت في القرار الذي اصدرته في 31 تموز الماضي انها صالحة للتحقيق في موضوع الشركة من خلال الدعوى التي تقدم بها اهالي ضحايا اميركيين بينهم لبنانيون يحملون الجنسية الاميركية وطالبوا بنتيجتها الشركة بتعويض مقداره 250 مليون دولار. ورأت المحكمة الاميركية انه في ضوء العناصر التي قدمها المدّعون في شكواهم ثمة ما يبرر إجراء تحقيق لأنه، في حال تم اثبات الوقائع، "يمكن لهيئة المحلفين ان تستنتج مسؤولية الشركة، نظرا الى انها على علم بالقوانين اللبنانية التي تنظم طريقة التعامل مع نيترات الامونيوم، لاسيما في ما يتعلق بمنطقة سكنية"، بحسب الصحيفة الفرنسية التي نقلت عن قرار المحكمة "ان النتائج التي توصل اليها المدعون تشير بشكل كاف الى اسباب الدعوى".

وقد ورد ذكر شركة "سبكتروم" من خلال تناول الباخرة "روسوس" التي كانت تنقل حمولة نيترات الامونيوم عام 2013 من جورجيا متجهة الى موزمبيق في افريقيا. وبعد ابحارها توقفت في تركيا ثم توجهت الى مرفأ بيروت حيث طرأ عطل على الباخرة الهرمة حال دون ابحارها وافرغت حمولتها في العنبر الرقم 12 في المرفأ حيث انفجرت عام 2020 . وبحسب ما ذكره قبطان الباخرة الروسي بوريس بروكوشيف في اعقاب الانفجار لـ"رويترز" ان مالك السفينة "روسوس" ابلغه ان عليه ان يتوقف في لبنان، بشكل لم يكن في برنامج رحلته، لتحميل شحنة اضافية ونقلها الى ميناء العقبة في الاردن قبل استئناف الرحلة الى موزمبيق لتسليم حمولة الامونيوم .

وعن محاولة تحميل الشحنة الاضافية في بيروت، قال بروكوشيف: "كان مستحيلا. كان من الممكن ان تدمر السفينة كلها، فقلت لا". هذه الشحنة الاضافية كانت معدات للمسح الزلزالي لنقلها من مرفأ بيروت الى الاردن بعدما استأجرت شركة "سبكتروم" الباخرة "روسوس" لهذه الغاية. وكانت هذه المعدات استُقدمت لمصلحة وزارة الطاقة. ونفى محامي وزير الطاقة جبران باسيل في حينه أي علاقة للأخير بها. وقال ان دور الوزارة "انحصر فقط بارسال كتب الى مديرية الجمارك لتسهيل وتسريع الدخول الموقت لهذه المعدات كما تفترض الاصول، من دون أي دور لها في خروج المعدات ولا في توقيت خروجها ولا في كيفية شحنها".

وتعود ملكية شركة "سبكتروم" الى مجموعة "تي جي أس" الاميركية النروجية للخدمات الجيوفيزيائية. وكانت نفت في بيان بعد تقديم ذوي الضحايا الشكوى في هيوستن "كل المزاعم الواردة فيها"، وانها اجرت تحقيقا شاملا لملابسات دخول "روسوس" مرفأ بيروت خلص الى ان "سبكتروم" لا تتحمل مسؤولية عن الانفجار.

ووصف بيان لمنظمة "المحاسبة الآن"، وهي مؤسسة سويسرية وفي عدادها محامون لبنانيين، وتعمل على دعم المجتمع المدني اللبناني لوضع حد لثقافة افلات المسؤولين من العقاب، قرار محكمة هيوستن بأنه "حكم تاريخي اصدره القضاء الاميركي لصالح الضحايا الاميركيين في انفجار مرفأ بيروت". وأشار الى انه تم رفض جميع الطلبات المقدمة من المجموعة مالكة الشركة المتداولة علنا، مضيفا: "سيبدأ الاكتشاف الكامل مع توقع اجراء محاكمة نهائية امام هيئة محلفين في اميركا في ما يتعلق بانفجار المرفأ وشبكة الفساد الاكبر التي ادت الى الانفجار"، موضحا ان المجموعة وافقت في وقت سابق من هذا الشهر على تسليم جميع الوثائق ذات الصلة المتعلقة بـ"روسوس" والمتفجرات وتعاملاتها مع السياسيين او الكيانات او الافراد داخل لبنان وخارجه بأي شكل من الاشكال المرتبطة بالانفجار. وانهى: "ان المساءلة ستضمن سيادة العدالة لجميع ضحايا الانفجار".

"النهار"- كلوديت سركيس