تكتُّم "مريب" حول زيارة هوكشتاين... وهذه إحتمالات الحرب!

يُقبل لبنان على أسبوع هامّ وحاسم في ما يخصّ ملف ترّسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، ورغم التكتم "الشديد" و"المريب"، كما تصفه الأوساط، حول ماهية زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان الأسبوع المقبل، فمن المتوقع أن تتوضح الأجواء التي ستشهدها البلاد حول مصير المفاوضات عقب انتهاء زيارة هوكشتاين بحسب العرض الذي سيُقدم إلى الطرف اللبناني الذي يستعجل الوصول الى تحقيق انتصار نوعي في هذا الملف قبيل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون.

ورُغم ما يُنقل عن أجواء إيجابية تتحدث عن إتفاق ما سيتم تحقيقه في هذا الملف، تبقى المعلومات حول زيارة الوسيط الأميركي إلى لبنان ضئيلة، وهذا ما يزيد من التساؤلات حول إحتمالات المرحلة المقبلة التي سيتجه إليها لبنان في الأسابيع القادمة.

وفي هذا الإطار أكّدت الخبيرة في شؤون النفط لوري هايتايان، أنّ "لا معلومات حول موضوع الترسيم بقدر ما نسمع"، مشيرة الى أن "هناك تكتم شديد حول الموضوع، وأكثر من مرة قال الوزير الياس بو صعب أنهم يتقصدون التكتم".

وقالت: "الوضع في لبنان يوحي أن لا ثقة بالمواطن وحكومته والمسؤولين، التكتم الشديد ليس نقطة قوة لمصلحة الاتفاق بقدر ما يثير شكوك أكثر حول البازار السياسي الذي يدور بين المسؤولين اللبنانيين والأميركيين".

وأضافت، "بعد تجربة الحكومة مع الخط 29 والضغط الذي حصل يفضلون أن لا تتسرب أي معلومات لأنهم يريدون أن يحقق الجانب اللبناني الاتفاق بأسرع وقت وتحديداً فريق رئيس الجمهورية قبل نهاية ولايته".

وتابعت، "هناك ربط أنه اذا حصل اتفاق بموضوع ترسيم الحدود فهذا سيحقق استقرار في لبنان ويعني لا فراغ رئاسي وتسوية رئاسية بسرعة، الأميركيين مستعجلين لأنهم يعتبرون أنهم الان يمكنهم تحقيق انجاز، وأيضاً هوكشتاين يريد تحقيق الانجاز ويعتبره انتصاراً شخصياً له، ويعتبر أنه يمكن للحكومة أن تأخذ القرار الان، وبحال دخلنا بفراغ رئاسي فإن ملف الترسيم لن يبقى أولوية".

وأردفت هايتايان، "الأميركيون يتساءلون اذا غادر رئيس الجمهورية من سيوقع على الاتفاق النهائي، هذا ما يفكرون به ويضغطون بهذا الاتجاه".

وحول ما يروّج عن "كاريش مقابل قانا" أشارت هايتايان الى أنها "فكرة ساقطة وغير موجودة لأن لبنان لم يطالب بحقل كاريش"، مضيفة أنّ، "لبنان قال لدي حقوق بكاريش ولكن لا أريد المطالبة بها، لذلك على اسرائيل أن تقدم تنازلات على قدر تنازلاتنا، لذلك يجب ان نستفيد من قانا وحدنا".

وأكملت، "إشكالية قانا هي أنها غير موجودة، وأعتقد يجب أن يكون هناك دور لشركة "توتال"، لبنان لم يعد يهتم بموقع الترسيم بقدر ما يهتم بإنطلاق التنقيب والاستفادة من مواردنا، ولذلك على الشركات أن تعبر عن رأيها بهذا الموضوع".

وزادت هايتايان، "يجب ان تقدم توتال التزامات أنها لن تأخذ فترة 3 سنوات كما أخذت بفترة الاستشكاف الأولى ولا تعمل".

وتابعت، "رئيس التيار الوطني الحر قالها أكثر من مرة وأيضاً الرئيس بري وكذلك الحزب يعتبر أن الخطوط كلها لا تعنيه بل ما يهمه استغلال الموارد النفطية".

ولفتت هايتايان الى أن "على الحكومة اللبنانية أن تضمن أن شركة "توتال" ستعمل في السنوات الثلاث المقبلة، هم يريدون التزام "توتال" بالعمل بأسرع وقت، ولتحقيق انتصار يهمهم تصريح علني أو مؤتمر صحفي لـ "توتال" يقول "نحن ملتزمين بالعمل في لبنان وحتى السنة القادمة نكون قد قمنا بأول استكشاف".

وأضافت، "بحال حصل ذلك ففريق رئيس الجمهورية سيعتبر ذلك انتصار، بغض النظر عن الموضوع التقني لترسيم الحدود، لأن الهدف الأساسي انطلاق التنقيب".

وحول إحتمالات أن يلجأ حزب الله، الى عملية أمنية مع اسرائيل قالت هايتايان: "لا شك أن حزب الله صعّد كثيراً وقال أنه مستعد للذهاب إلى حرب، ورأينا بعد ذلك إنخفاضاً في وتيرة التصعيد، وثم قالوا بأول أيلول وثم قالوا في منتصف أيلول، والان لا نعرف، وللصدف هوكشتاين سيزور لبنان في منتصف أيلول".

ورأت أن "الاسرئيلي مستعد أن يقوم بأي شيء لتهدئة الأجواء لأنه يخاف إذا فتحت جبهة لبنان فقد يؤدي ذلك إلى فتح جبهة الجولان، وهذا ما لا يريدوه".

وشدّدت على أنه "بحال أتى هوكشتاين وكان هناك نصف طبخة فلا أعتقد أن حزب الله سيذهب إلى حرب ويعرض الطبخة إلى الإحتراق، لذلك قد يكون هناك تهدئة لأن الطبخة على نار حامية".

وختمت هاياتايان، بالقول: "إذا كان لدى حزب الله حسابات أخرى ويريد ربطها بمسار المفاوضات في فيينا يصبح من الصعب التوقع، ولكن يجب أن نرى ما سيقدمه هوكشتاين وسبب مجيئه وعلى أساس ذلك يظهر موقف الحزب، ولكن الجميع يعرف أنه لا يمكن اللعب كثيراً بموضوع الحرب، لأن اللعبة مختلفة عن لعبة الجهاد الاسلامي ولا يمكن ضمانة ما يحكى عن "قصف على الخفيف".