محليات

... وكم صوت يملك البطريرك الماروني؟!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كتب رئيس الحكومة البريطانية الراحل ونستون تشرشل في مذكِّراته، أنّه عندما أبلغ الزعيم السوفياتي جوزف ستالين، خلال "مؤتمر يالطا" (شباط عام 1945)، أن الفاتيكان قرّر مواجهة الديكتاتور النازي أدولف هتلر، أجابه (ستالين) ساخراً:"كم دبّابة يمتلك بابا الفاتيكان؟".

واذا كان ستالين يعتبر ان السياسة تُقاس بالقوة والحروب تقاد بالسلاح، الا ان الزعيم الانكليزي كان يدرك ما يقول عن قوة الفاتيكان، الذي يشكل "أهم مؤسسة بشرية عرفها التاريخ المعاصر"، بحسب "وول ديورانت"، وكان له الدور الاساسي في حماية الهوية الدينية الأوروبية.

وقد تنعكس الصورة السوفياتية الفاتيكانية، على المشهد اللبناني بين البطريركية المارونية ومعظم القوى السياسية، وتحديدا في مقاربة الملف الرئاسي...

فقد يعتبر البعض ان لا قوة لدى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لفرض مرشح رئاسي، ولكن مواقفه قد تتدحرج ككرة الثلج لتتحول من صوت صارخ في البرية، الى صوت ناخب؟! وذلك على غرار المواقف التي دأب البطريرك الماروني الراحل مار نصر الله بطرس صفير على اطلاقها منذ العام 2000 حتى نفذت في العام 2005، وتوجت بالانسحاب السوري من لبنان، بعدما سار وراء مواقف البطريرك العديد من الشخصيات والاحزاب اللبنانية التي كانت مؤيدة في السرّ قبل ان تخرج الى العلن؟!

ويشرح مصدر سياسي واسع الاطلاع عبر وكالة "أخبار اليوم" ان البطريركية سحبت نفسها من اليوميات السياسية وتشعر انها مسؤولة بشكل من الاشكال عن الا يتصدع الهيكل، وما هو الكلام الصارم الذي يردده الراعي منذ فترة وكان بالامس الاعلى نبرة لجهة تحذيره من التلاعب بمصير رئاسة الجمهورية.

واشار المصدر الى ان هذا الكلام اعلى من السياسة ومبدئي واساسي، فالبطريركية لم تحسب يوما حساب "من يزعل او يرضى"، بل انها تطلق مواقف "تقرّش" في المستقبل وتخلق قوى تستطيع التنفيذ، مشددة على ان كلام البطريرك هو اعتراض ورفض للامر الواقع.

وكان الراعي قد اعلن بالامس "إنّنا نُدين بشدّة محاولة جعلِ الآليّات الديمقراطيّة ضد المؤسّسات الديمقراطيّة، وتحويل الأنظمة التي صنعت لتأمين انبثاق السلطة وتداولها بشكل طبيعيّ وسلميّ ودستوريّ، إلى أدوات تعطيل، يتبيّن من خلالها وجود مشروع سياسيّ مناهض للبلاد"، مشددا على إنّ طرح الشغور الرئاسيّ، أمر مرفوض من أساسه. فانتخاب رئيس جديد ضمن المهلة الدستوريّة هو "المطلب الأوحد". وقال: إن البطريركيّةَ المارونيّةَ، المعنيةَ مباشرةً بهذا الاستحقاق وبكلٍّ استحقاقٍ يَتوقّفُ عليها مصيرُ لبنان، تدعو الجميعَ إلى الكَفِّ عن المغامراتِ والمساوماتِ وعن اعتبارِ رئاسةِ الجمهورية ريشةً في مَهبِّ الريح تَتقاذفُها الأهواءُ السياسيّةُ والطائفيّةُ والمذهبيّةُ كما تشاء، إنَّ رئاسةَ الجُمهوريّةَ هي عمودُ البناءِ الأساسُ الثابتُ الذي عليه تقوم دولةُ لبنان. وإذا تّم العبثُ في هذا العمود، فكل البناء يَسقط".

عمر الراسي - أخبار اليوم

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا