هل يمكن شرب الكافيين أثناء الرضاعة؟
بسبب التعب، وقلّة النوم، والقيام بالأعمال المنزلية، وإنهاء المهام الموكلة في مكان العمل، تُعتبر القهوة والمشروبات الأخرى الغنيّة بالكافيين الصديقة اليومية لغالبية الأمهات. لكن إذا كنتِ ترضعين طفلك، هل يمكنكِ الاستمرار في هذه العادة؟
ربما سمعتِ أنّه يجب الانتباه جيداً لما تأكلينه وتشربينه خلال الرضاعة الطبيعية، بما أنّ ذلك قد يؤثر في طفلكِ. لكن بشكلٍ عام، هناك عدد قليل جداً من المواد الغذائية التي يجب على الأم المرضعة تفاديها كلياً، وهذا يشمل مصادر الكافيين، وفق مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. ومع ذلك، إنّ هذا لا يعني أنّه يمكن استهلاك كمية الكافيين المرغوبة.
علّقت طبيبة الأمراض النسائية والتوليد أندريا برايدن، من الولايات المتحدة، بالقول إنّ «الكافيين تُعتبر آمنة عموماً أثناء الرضاعة الطبيعية، شرط الاعتدال في كميتها وعدم تخطّي 300 ملغ في اليوم، أي نحو 2 إلى 3 أكواب من القهوة، اعتماداً على مدى قوّتها».
وأضافت: «هناك جانب آخر يجب أخذه في الاعتبار، وهو توقيت استهلاك الكافيين. تبلغ هذه الأخيرة أعلى مستوياتها في حليب الثدي بعد 60 إلى 120 دقيقة من شرب القهوة، لذلك يُفضّل الرضاعة أو استخدام مضخة الحليب قبل احتسائها. كذلك، وعند الانتباه إلى جرعة الكافيين المستهلكة، من الضروري عدم تجاهل مصادرها الأخرى مثل الصودا، ومشروبات الطاقة، والشوكولا، والشاي».
وأشارت د. برايدن إلى أنّ «تناول كميات معتدلة من الكافيين لا يشكّل عادةً خطورة على الطفل. أمّا عند الافراط فيها، فقد يتعرّض لانعكاسات ضارّة. كذلك قد يكون بعض الأطفال أكثر تأثراً في الكافيين من غيرهم، وتحديداً حديثي الولادة والخدج الذين يستقلبون الكافيين ببطء شديد، لذلك يُنصح في مثل هذه الحالات باستهلاك أقل من 300 ملغ من الكافيين».
وسلّطت الضوء في ما يلي على أهمّ مخاطر الافراط في القهوة عند الأطفال:
- الانفعال وفرط النشاط: وجدت الأبحاث أنّ الكميات العالية جداً من الكافيين لدى المرضعات قد تؤدي إلى أعراض مثل الانفعال، والانزعاج، والعصبية عند الرضّع. غير أنّ هذا الأمر يحدث عند استهلاك ما يعادل 10 أكواب من القهوة يومياً، وهي جرعة تتخطّى بكثير الحدّ الأقصى الموصى به (4 أكواب) للبالغات اللواتي لا يرضعن. في مثل هذه الحالات، يجب أن يؤدي خفض استهلاك الكافيين إلى منع استمرار الأعراض.
- اضطرابات النوم: تبيّن أنّ الأطفال الذين يرضعون طبيعياً يعانون من مشكلات النوم عندما تستهلك أمهاتهم مستويات مبالغة من الكافيين. وتشمل الأعراض الاستيقاظ المتكرّر، والنوم لفترات قصيرة، وأنماط النوم غير الطبيعية، والشعور بالانزعاج، والتحرّك بكثرة.
- نقص الحديد: رغم قلّة الأبحاث، لكن هناك مجموعة أدلّة على أنّ استهلاك الكافيين بكثرة قد يؤثر في محتوى الحديد في حليب الأم، ويسبب الأنيميا لدى بعض الرضّع. إستناداً إلى «National Library of Medicine»، تتضمّن علامات نقص الحديد عند الأطفال العصبية، وضيق التنفس، والتعب، وتناول كمية أقل من الطعام، والتهاب اللسان، والصداع أو الدوخة.
وبالنسبة إلى الآثار على الأمهات المرضعات، أفادت د. برايدن أنّ «لا دليل على أنّ استهلاك الكافيين يقلّل من إدرار حليب الأم. لكنّ الافراط في هذه المادة، خصوصاً في وقت لاحق من اليوم، يمكن أن يؤثر في النوم، لذلك يجب عدم تجاهله. إذا كانت الأم لا تحصل على نوم جيّد بسبب الكافيين، فقد يؤثر الأمر في قدرتها على الاعتناء جيداً بطفلها ورعايته».
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|