عربي ودولي

"أوروبا الجديدة"... طموح قد يختنق في المتوسط ويخنق الشرق الأوسط معه!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

يركّز عالمنا الشرق أوسطي على منطقتنا وكأنها محور العالم والأرض، وأوروبا الجديدة أو أوروبا المستقبل، بكثير من المبالغة، بينما تُظهر الوقائع ما يُخالف تلك النّقطة.

فرغم سيطرة دول كثيرة في منطقتنا على أسواق الطاقة العالمية، أي على اقتصادات العالم، إلا أن أوروبا ليست عجوزاً بالمعنى المقصود شرق أوسطياً، ولا يمكن للشرق الأوسط أن يحلّ مكانها ولا في أي شيء بالكامل.

 

باب نجاح

فأوروبا لا الشرق الأوسط، هي الأهمّ في الصراع الدائر بين الولايات المتحدة الأميركية والصين. فهي المنطقة القادرة على أن تخنق مبادرة "الحزام والطريق" الصينية في الشرق الأوسط، كما أنها المنطقة القادرة على أن تخنق الممرّ الاقتصادي الجديد، الأميركي - الهندي - الشرق أوسطي، الذي اُعلنَ عنه خلال قمة مجموعة العشرين في الهند، (قادرة على أن تخنقه) في الشرق الأوسط أيضاً، بينما "المُشتهى" النهائي لكل ما يُحيط بتلك المشاريع هو "النّضج" في القارة والأسواق الأوروبية. وهذا يحتّم ضرورة النجاح في تحالف استراتيجي مع أوروبا، كباب "حياة" لأي مشروع عالمي.  

 

قواعد اللّعبة

وانطلاقاً ممّا سبق، تبقى أوروبا هي الهدف والحلقة الأهمّ، و"مُشتهى" الوصول، وساحة الالتقاء والنّجاح. ولا مجال لاستبدالها بأخرى جديدة في الشرق الأوسط. فيما لا قيمة للممرّات الخضراء، ولا لمشاريع تعزيز أمن الطاقة، وتطوير الطاقة النّظيفة، وتيسير عمليات نقل الكهرباء، والهيدروجين النظيف، والكابلات، وخطوط الأنابيب، والتكنولوجيا، ومشاريع ربط السكك الحديدية والموانىء، وتعزيز التبادل التجاري، إلا إذا وصلت الى أوروبا.

وحتى إن أفريقيا نفسها، لا تقلّ أهميّة عن أوروبا بالفكرَيْن الباطنيَّيْن المتصارعَيْن في كلّ من الغرب والصين. فقد رحّبت الولايات المتحدة الأميركية والإتحاد الأوروبي بالتزام قطعته أنغولا وزامبيا وجمهورية الكونغو الديموقراطية لتطوير ممرّ سيربط جنوب جمهورية الكونغو الديموقراطية وشمال غرب زامبيا بأسواق التجارة الإقليمية والعالمية عبر ميناء "لوبيتو" في أنغولا، الواقع على المحيط الأطلسي. وهو مشروع سيغيّر قواعد اللّعبة في العالم بحسب واشنطن، وسط حديث عن استثمارات أميركية مع شركاء الولايات المتحدة حول العالم في خط السكك الحديدية الجديد الذي يبدأ من أنغولا ثم الكونغو وصولاً إلى زامبيا.

 

عمليّ أكثر

رأى الوزير السابق البروفسور ابراهيم نجار أن "الصين فكّرت باستعادة الحلم القديم، وبأن تلفّ العالم بطريق يجتاز القارات، وهو ما دفع الدول الغربية والهند الى التفكير بردّ قوي".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الفارق بين مبادرة "الحزام والطريق" الصينية من جهة، وبين مشروع الطريق الذي أُعلِنَ عنه في الهند قبل يومَيْن من جهة أخرى، هو أن الثاني يتضمّن أموراً عمليّة أكثر، من النواحي التكنولوجية والاقتصادية، وعلى مستوى التجارة الدولية بالمقارنة مع المبادرة الصينية".

 

حضارة جديدة

وذكّر نجار بأن "كل الثورات التكنولوجية التي حصلت في العالم غيّرت ملامحه، وخفّفت من حدّة مفاهيم الحدود البرية المتعارف عليها، الى أن انفتح العالم كلّه على بعضه بواسطة الإنترنت، وتحوّل الى قرية واحدة ومتكاملة. ولذلك نقول إننا نقف اليوم على مشارف حضارة جديدة، بتقنيات جديدة في كل المجالات، ومنها القادرة على أن تغيّر في مجرى الحياة. ومن هنا، لا يجب أن نتعجّب من لحاق التجارة العالمية بتلك العوامل الجديدة. فكل ما نعيشه اليوم بات جديداً، شرط أن ننظر إليه نظرة جديدة".

وشدّد على "أننا في ظلّ حرب كونية من طبيعة تجارية لا عسكرية. فالحروب ما عادت تقليدية، والمثال على ذلك هو أن الهجمات السيبرانية والمسيّرات باتت هي الطاغية في المعارك والصراعات الملموسة. فمن كان يقول مثلاً إن آلة كالمسيّرة، ستقتل قيادياً في تنظيم "داعش" مثلاً أو غيره، أو أي إنسان آخر في أي يوم من الأيام، من دون محاكمات؟".

 

مطبّ

وأشار نجار الى "أننا في عصر لم يُفرج إلا عن 3 في المئة من قدراته التكنولوجية بَعْد. ووسط تلك الحرب بين التكنولوجيا والمصالح التجارية، لن يترك الغرب للصين مجال احتكار ربط الكرة الأرضية بطريق سُمِّيَت قديماً "طريق الحرير".

وأضاف:"لطالما كانت عقيدة الصين بعد عام 1949، أن الإتحاد السوفياتي والإمبريالية الأميركية سيصطدمان ببعضهما، وسيُضعفان بعضهما، وهو ما سيمكّنها (الصين) من أن تصبح القوة العظمى في العالم. ولكن مع مرور الوقت، تبدو الصين كمارد يعاني من مشاكل كثيرة. فأزماتها الحالية، العقارية والمصرفية والمالية، وإمكانية سقوطها بورطة تايوان، كلّها مقدّمة لسقوط النظام الشيوعي فيها".

وختم:"لم نصل بعد الى تلك الحالة حالياً. ولكن الأمر الأكيد الوحيد هو أن الصين ما عادت دولة عظمى تمتلك العدد الأكبر من السكان في العالم، بل الهند أصبحت على تلك الحالة. والأكيد هو أن الغرب الذي استعمل اليد العاملة الصينية لأنها رخيصة، استعاض عنها بالهندية. والهند هي أكبر دولة ديموقراطية في العالم. وليس مُستبعداً أن ينجح القيّمون على السياسة الأميركية بإيجاد مطبّ للصين يجعلها تضيّع وقتها فيه".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا