معاناة أنثويّة في لبنان... لا تخطرُ في البال!

همومُ ميريلا قد لا تخطرُ في بال أحد إلا من يشاركنها الطولَ نفسه ومحكومٌ عليهن بمعاناة من نوعٍ آخر... فطويلات القامة في كل بقاع الأرض لائحة أحلامهنّ طويلة تماما مثلهنّ للعثور على ما يناسبهنّ بسبب حجمهنّ، وهنا نبدأ من رحلة البحث عن حذاء وصولا إلى الحبيب المطلوب وفق القياس...

تبدأ المعاناة من أخمص القدمين، فالشابة الطويلة، يكون قياسُ رجلها كبيرا أيضا وهنا تبدأ معاناة حقيقية للعثور على حذاء فوق الـ41... تروي ميريلا في حديث لموقع mtv الالكتروني، أن أكبر هاجس لديها هو شراء حذاء، في العادة تتوجّه إلى محلّين محدّدين تجد عندهما مقاسات أكبر من الاعتيادي، لكنّ "الموديلات" محصورة، وبالتالي تضطرّ أحيانا إلى شراء ما ليست مقتنعة به فقط لأنها تدرك صعوبة أن تجد مقاسها. وتضيف: "لي قريبة تعيش في أميركا، عندما تأتي إلى لبنان، تجلبُ لي معها بعض الأحذية ذات المقاسات الكبيرة".

كما الاحذية، كذلك بالنسبة للثياب، "الجينز دائما قصير"، والأكمام بالكاد تلامس الكفّ... معاناة لإيجاد ثياب ملائمة، وفي كثير من الاحيان تجدونهنّ يلبسن ثيابا فضفاضة بمقاساتٍ أكبر بكثير من مقاسهنّ لأنه يكون الحلّ الأخير.

أيضًا وأيضًا، صدّقوا أو لا تصدّقوا، فإن اختيار السيارة يكون صعبًا وذات معيار أساسي، فالسيارة يجب أن لا تكون ضيّقة في الأسفل حتى تتّسع لأرجلهنّ الطويلة... حتى خلال التقاط الصور، تجدهنّ "يقرفصن" ويعُدن للخلف، وأحيانا يضطرهنّ الامر إلى خلع الكعب حتى لا تبدو الاخريات قصيرات القامة.

أما المعضلة الاهمّ بالنسبة لميريلا، فهي التعرف على شريك يشاركها ليس فقط الاهتمامات نفسها وطريقة التفكير، بل أيضا الطول نفسه على الأقل... وتقول: "واعدتُ مرّة شابًا أقصر قامة مني، لكنّ ذلك أزعجني كثيرا، لم أشعر أنني مرتاحة خصوصا في السهرات حينما كنت أضطرّ لارتداء كعبٍ عال، إذ إن الفارق بيننا كان يصبح كبيرًا جدا".

حتى في المدرسة كان محكومٌ عليها الجلوس في الصفّ الأخير بسبب طول قامتها وحتى لا تشكّل عائقا أمام أترابها في الصفّ... وتختم ميريلا: جلّ ما أخشاه أن أنجب أولادا طويلي القامة إن تزوّجت شابا أطول مني... لا أريد أن يكون إرث الطول محكوما عليهم أيضا"!