“الثنائي”: هم في مأزق لا نحن
من لا يخاف محاربة العدو عسكرياً ومقارعته ديبلوماسياً، لا يهاب المعارك السياسية الداخلية وتستهويه مواجهة من يراهن على الخارج لفرض المعادلات على شركائه في الوطن.
نظر رئيس مجلس النواب نبيه بري باستخفاف الى المعارك السياسية الوهمية، إذ كان يحاول بعض الأطراف الداخلية الافادة من الحرب الاسرائيلية ونتائجها لتسجيل انتصارات سياسية لصالحه. وهم أنفسهم على علم بأن المقاومة منذ نشأتها، مروراً بالحروب التي خاضتها وصولاً الى التحرير فحرب تموز ٢٠٠٦ والحرب الأخيرة، لم يكن وجودها ولا عملياتها مرتبطين لا ببيانات وزارية ولا بقرارات سياسية، إنما نابعان من حق شعوب في مواجهة الاحتلال، ووفقاً للقانون الدولي الذي يؤكد أن المقاومة بكل أشكالها هي حق مشروع للشعب الواقع تحت احتلال، معطوفاً على المادة ٥١ من ميثاق الأمم المتحدة. فمنذ عام ١٩٨٣، لم يتحرر لبنان وفقاً لبيانات وزارية، إنما نتيجة مقاومة ولدت من رحم احتلال شرعن مواجهته.
ولم يغب عن بال الرئيس بري أيضاً أن بعض الخصوم سيختلق عناوين لمعارك وهمية وغير موجودة أساساً، كما حصل في معركة عدم تضمين البيان الوزاري لثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، إذ إن هذه الثلاثية لم تكن موجودة في البيانات الوزارية السابقة، ولم يكن الرئيس بري بواردها، إنما كان يحرص على تضمينه حق لبنان في استخدام كل الوسائل لتحرير أرضه. وهكذا حصل!
أما على مقلب العدو فيحاول الاسرائيلي أن يفرض معادلته جنوباً، الا أن مداه الزمني محدود ولا يستطيع تحمله طويلاً، لذلك نراه متريثاً في إعادة المستوطنين الى مستوطناتهم الشمالية. وبالتالي اذا استمر البقاء الاسرائيلي واحتلاله للتلال الخمس، فسيشرّع الباب أمام خيارات مختلفة، ومنها العمليات العسكرية لمقاومة احتلاله.
ويقول مصدر بارز في الثنائي الشيعي لموقع “لبنان الكبير” إن ما يعنينا أن يتحمل الجميع مسؤولياته، ونحن راغبون ونريد أن يكون الجيش اللبناني في موقع التصدي الأول، ولكن لا يمكن أن يبقى الجيش والحكومة والعهد في موقع الحياد تجاه خروق اسرائيل واحتلالها لأراضينا.
ورداً على سؤال عما إذا كان الثنائي الشيعي في مأزق حالياً، يجيب المصدر: إن الزمن القريب سيثبت أن الآخرين في مأزق وليست المقاومة، على اعتبار أن بقاء الاحتلال يفتح مجالاً للعمليات العسكرية، وهذا ما لا يستطيع أحد أن يلغيه أو يواجهه. الا أن الضغط الحقيقي سيقع على الدولة التي أخذت على عاتقها حماية السيادة وتحرير الأرض وحفظ الأهالي من أي اعتداء إسرائيلي. فأي صياغات وكل هذا النقاش السياسي لا يعني أهل المقاومة، وما كان يعني الرئيس بري فقط هو التمسك بحق “لبنان” بمقاومة الاحتلال الاسرائيلي، وما حصل عليه في البيان الرئاسي الثلاثي تجاوز حتى البيان الوزاري، عندما قال في مقطعه الأخير “التأكيد على حق لبنان باعتماد كل الوسائل لانسحاب العدو الاسرائيلي”، من دون ربطه بالدولة ولا بأي آلية أو جهة رسمية.
وتقول معلومات موقع “لبنان الكبير”، إن رئيس الحكومة نواف سلام كان مصراً على استخدام مصطلح “الدولة” بينما تمسك رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ “لبنان” شارحاً وجهة نظره ومستنداً الى المواثيق الدولية وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وشرعة حقوق الانسان، التي تعطي الشعوب حق استخدام كل الوسائل بما فيها الكفاح المسلح لتحرير أراضيها… وعلم موقع “لبنان الكبير” أن رئيس الجمهورية جوزاف عون كان أكثر تفهماً لوجهة نظر الرئيس بري، وكان له ما طلب.
وبعد معارك سياسية خاضها الرئيس بري عقب استشهاد السيد حسن نصر الله، وعلى أعتاب الأيام الثلاثة من تشييعه، يستذكر الشارع الشيعي كلام سيد المقاومة عن المقاوم السياسي عام ٢٠١١ بعد حرب تموز ومحاولات افتعال شرخ بين حركة “أمل” و”حزب الله” عبر وثائق ويكيليكس، فقال يومها السيد نصر الله: “لقد تحمّل الأخ الرئيس نبيه بري أمانة دماء الشهداء، وتضحيات المجاهدين وثباتهم، ومعاناة المهجرين، وعمل ليل نهار من موقعه وناضل وفاوض وجادل وخاطر من أجل حماية لبنان وحفظ المقاومة وتحقيق الانتصار”….
وما أشبه الأمس القريب باليوم!
رواند بودرغم- لبنان الكبير
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|