مستقبل “الحزب”… بعد تشييع “السيد” (٢/١)
يودع “حزب الله” بعد غد الأحد في تشييع حاشد، أمينه العام السابق الشهيد حسن نصر الله، ليس بصفته “التنظيمية الحزبية” وحسب، بل بوصفه “الرمز” و”الزعيم” التاريخي الأبرز للشيعة في لبنان، إذ لم يسبق لشخصية أن تبوأت مكانته “المرجعية” والشعبية الوجدانية والعاطفية في الوسط الشيعي، حيث تنامت تلك الشعبية بصورة هائلة منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، ورفعته إلى مصاف “المعصومين”. وعندما سيوارى جثمانه الثرى سيدفن معه الكثير من مشاعر النشوة، والآمال التي كان يعلقها عليه جمهوره الواسع بوصفه “الضامن” و”الحامي” لوجوده ومستقبله، و”الصاين” لمكانته وحقوقه، ليجد نفسه بلا زعيم “كاريزمي”، في مرحلة بالغة التعقيدات والتحديات المصيرية والوجودية للحزب ودوره، المفتوح على كل الاحتمالات والخيارات.
ومع إقتراب موعد التشييع، تطرح تساؤلات “مقلقة” حول مستقبل الحزب وحجمه، بعد التغيرات والتحولات على صعيدي المنطقة والداخل اللبناني، خصوصاً مع تزايد الحديث عن صراعات “أجنحة” داخل الحزب، على غرار ما كان قائماً قبل تولي نصر الله منصب الأمانة العامة، وتمكنه من تكريس “مركزية” وتوحيد قرار الحزب السياسي والعسكري والعقائدي، وما إذا بإمكان الشيخ نعيم قاسم (الذي لا يمكن مقارنته مع المكانة التي كان يحتلها نصر الله) المحافظة على “مركزية” الحزب، والإمساك بجمهوره والتأثير فيه؟ وما يزيد من القلق لدى بيئة الحزب والشارع الشيعي عموماً، إستشعارهما بتعرضهما لـ”هجمة” داخلية وخارجية، بقرار أميركي إسرائيلي، بهدف تحجيمه سياسياً وإنهائه عسكرياً. يضاف الى ذلك سقوط النظام السوري، وقطع خط الإمداد الاستراتيجي الذي كان يعبر عن طريق سوريا، في وقت تتشدد الاجراءات الأمنية الرسمية “الرقابية” داخل مطار رفيق الحريري الدولي والموانئ البحرية، بما يشبه “الحصار” على الحزب، تنفيذاً لإملاءات أميركية، كما يصفها الحزب.
كذلك، فإن بيئة الحزب لا تزال تعيش “صدمة” الحرب التي أفضت إلى تكبّده خسائر عسكرية هائلة بالعدد والعديد، وموافقته على تحييد سلاحه الذي كان يواجه به إسرائيل، بعدما دفعت ثمناً باهظاً بفعل المأساة التي حلّت بها، جراء التدمير الذي أقدمت عليه إسرائيل للقرى والبلدات في الجنوب والضاحية والبقاع، والذي أفضى إلى مسح منازل عدد كبير من المدنيين وأرزاقه، (وما المشاهد التي نُقلت من المنطقة الحدودية عقب إنسحاب إسرائيل منها، إلا بمثابة الشاهد الأبرز على التدمير الكبير الذي طال مناطق لبنانية واسعة ومحسوبة على الحزب)، من دون أن تتضح، حتى الآن، صورة المستقبل وما إذا كان سيتضمّن تعويضات مالية تسمح لهم بإعادة بناء حياتهم من جديد.
لا شك في أن تحديات كبيرة أمام “حزب الله”، بدءاً بإعادة ترميم قيادته، للإمساك بمركزية القرار، وليس إنتهاءً بالمحافظة على دوره في المعادلة السياسية الداخلية، (بعد فقدانه لدوره الاقليمي)، للتمكن من مواجهة ما يتعرض له من عملية إقصاء عن هذا الدور، أو على الأقل تحجيمه.
هل سينجح الحزب بعد تشييع نصر الله، في الاستمرار بلعب هذا الدور، في ظل ما يعتبره تعرضاً لحملة دولية غير مسبوقة؟
– يتبع
لبنان الكبير
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|