الصحافة

إلحاق لبنان وسوريا باتفاقات السلام الإبراهيمي... حلمٌ أميركي "ممكن"؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

هل يمكن لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلحاق لبنان وسوريا باتفاقات السلام الإبراهيمي؟ سؤال جرى التداول به بشكل مكثف في واشنطن خلال الأسبوع المنصرم بعد تصريح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف خلال حدث نظمته اللجنة اليهودية الأميركية يوم الإثنين الماضي والذي قال فيه إن لبنان وسوريا قد "يطبّعان العلاقات مع إسرائيل"، في إشارة إلى إمكان أن يكون لبنان وسوريا جزءاً من خطط ترامب الخاصة باتفاقيات إبراهيم.

وقد أشارت أوساط واشنطن إلى أن هذا التصريح يعكس التحولات السياسية الجارية في منطقة الشرق الأوسط، وإمكان امتدادها إلى لبنان وسوريا في ظل التحديات التي تواجه الجماعات المرتبطة بإيران في البلدين، ولا سيما عمليات إضعاف "حزب الله" والإطاحة بنظام بشار الأسد الموالي لطهران. وبحسب ويتكوف فإن الهلال الإيراني تم تدميره، إلى درجة أن النظام السوري الموالي لإيران تداعى بشكل سريع، في مقابل حصول انتخابات مهمة في لبنان، مشدداً على أهمية "التغييرات العميقة".

في هذا السياق، أشار الدبلوماسي الأميركي السابق آرون ديفيد ميلر لـ "نداء الوطن" إلى أن "طموح فريق ترامب قد يتحقق على مجرة بعيدة جداً في الوقت الحاضر، لأنه غير مرتبط بحقائق موجودة هنا على كوكب الأرض". غير أنه أردف ان "التغييرات التي يشهدها لبنان وسوريا تسمح بشكل قريب من الواقع بإمكان أن نتخيل ذلك، ولكن بالتأكيد هذا لن يحدث الآن".

ورغم ان فئة كبيرة من أعضاء الكونغرس تحبذ فكرة إلحاق الدول العربية جمعاء باتفاقيات السلام الإبراهيمي، إلا ان أوساط بعض المخضرمين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي يحذرون واشنطن من المبالغة في إطلاق الأفكار المتعلقة بالسلام بين لبنان وإسرائيل. ويشيرون إلى أن حرص ترامب على توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية في بلدان عربية تعيش اضطرابات سياسية أو أمنية، قد يأتي بنتائج عكسية، رغم أملهم بضرورة أن يستفيد لبنان وسوريا من ضعف المحور الإيراني وذراعه العسكرية والسياسية، "حزب الله"، لإبرام اتفاقات سلام مع إسرائيل.

في المقابل تأمل هذه الأوساط في السير بخطوات ثابتة نحو تمكين لبنان وسوريا، أمنيًا وسياسيا، لاسيما السعي إلى التركيز على التنفيذ الكامل لاتفاق 1701 ومندرجاته كاملًا ، وتحقيق وقف إطلاق النار، في موازاة السعي الحثيث إلى مساعدة لبنان على تفكيك البنية التحتية العسكرية لحزب الله وصولًا لانسحاب كامل لإسرائيل من جنوب لبنان.

في هذا الإطار، تشير مصادر الخارجية الأميركية إلى ضرورة عمل لبنان لمعالجة قلق إسرائيل على سكان شمالها خصوصاً مع بدء انتظام عمل الحكومة اللبنانية بعدما حازت ثقة وازنة من مجلس النواب لقطع الطريق على استمرارها في احتلال أجزاء لبنانية ولا سيما القمم الاستراتيجية والسعي إلى نشر قوات الأمم المتحدة والجيش اللبناني في هذه المواقع الحساسة.

ولكن كيف سيتمكن ترامب من أن يصنع تحولاً نموذجياً في الشرق الأوسط، والبناء على نجاح إسرائيل وإبقاء إيران خارج التوازنات الإقليمية؟ يسأل المسؤول الأميركي السابق إليوت أبرامز. ويقول إن الإدارة الأميركية تواجه اليوم في الشرق الأوسط مخاطر وفرصاً لم تكن موجودة عندما تولى ترامب منصبه لأول مرة، قبل ثماني سنوات، مشدداً على أن ترامب يجب أن يتخلى عن هدف واشنطن المعتاد في الشرق الأوسط أي "الاستقرار" والضغط بدلاً من ذلك من أجل تغييرات دراماتيكية من شأنها أن تعود بالنفع على أمن الولايات المتحدة وحلفائها.

وتؤكد مصادر سياسية أميركية أن العودة إلى اتفاق الهدنة بين إسرائيل ولبنان قد يكون بمثابة الخيار الأكثر واقعية في الوقت الحالي، ولكن كل ذلك مرهون بالخطوات اللبنانية في تثبيت سلطة الدولة، محذرين من أن نَفَس إدارة ترامب ليس طويلاً.

أمل شموني - نداء الوطن
 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا