الصحافة

زيارة عون للسعودية إعلان حاسم بمغادرة لبنان المحور الايراني

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

“السعودية صارت إطلالة للمنطقة وللعالم كله ومنصة للسلام العالمي، لذلك أنا اخترت السعودية لعلاقتها التاريخية، وآمل وأنتظر من السعودية وخصوصاً ولي العهد سمو الأمير (محمد بن سلمان)، أن نصوّب العلاقة لمصلحة البلدين، ونزيل كل العوائق التي كانت في الماضي القريب، حتى نبني العلاقات الاقتصادية والطبيعية بيننا، ويعود السعوديون إلى بلدهم الثاني لبنان، واللبنانيون اشتاقوا الى السعودية”… كلام في منتهى الوضوح والدلالة أدلى به رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لجريدة “الشرق الأوسط”، عشية زيارته البالغة الأهمية الى المملكة العربية السعودية، توقيتاً ومضموناً. فقد إختار عون أولى زياراته الخارجية منذ توليه منصبه، الرياض “بوصلة” لوجهته، استجابة لدعوة تلقاها من ولي العهد السعودي عقب انتخابه رئيساً للجمهورية، ردّ عليها بالتأكيد أنّ “السعودية ستكون أول مقصد له في زيارته الخارجية إيماناً بدور المملكة التاريخي في مساندة لبنان والتعاضد معه وتأكيداً لعمق لبنان العربي أساساً لعلاقات لبنان مع محيطه الاقليمي”.

من خلال هذه الزيارة، يدشن عون الانفتاح على العالم من بوابة السعودية، في زيارة يتوقع لها أن تطلق دعم المملكة للبنان معنوياً واقتصادياً، على أن تستأنف السعودية بدورها، ما نأت بنفسها عنه لسنوات في لبنان، باعتباره ساحة لتقاطع النفوذ، بحيث يجمع الخبراء على أن الزيارة لها أبعاد تتعدى كونها زيارة ديبلوماسية، وأنها تنطوي على رسائل عدة، تحاكي الواقع الجديد للبنان والمنطقة. الزيارة تستمد أهميتها ودلالاتها عبر استقبال ولي العهد السعودي للرئيس عون، للإعراب عن دعمه للمرحلة الجديدة في لبنان، بعد المتغيرات التي حصلت، مع الحديث عن إستعداد الرياض للعودة اليه، إذا ما شرع في تنفيذ ما وعد به من إصلاح بنيوي على الصعيدين السياسي والاقتصادي، والتحرر من الإلتحاق بأي محور معادٍ للعرب ودولها.

وهذا ما أعلنه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان لدى زيارته بيروت في 23 كانون الثاني الماضي، (التي كسرت جليد 15 عاماً لآخر زيارة لمسؤول سعودي رفيع المستوى إلى لبنان)، إذ وعد بمساعدة لبنان، معلناً أن “المساعدات مشروطة”، وعليه فإنّ الاصلاحات شرط أساسي للولوج الى العودة السعودية.

وكانت المملكة إبتعدت خلال السنوات الماضية عن المشهد السياسي اللبناني وفترت علاقاتها مع السلطات اللبنانية بسبب تحكّم “حزب الله” بالقرارات السياسية الأساسية وولائه لإيران، ما تسبب في توتر شديد ساد العلاقات بين البلدين إثر تصريحات عدد من المسؤولين اللبنانيين، الأمر الذي وعد الرئيس عون بأنه لن يتكرر وبأن لبنان لن يكون منطلقاً لأي هجوم على السعودية أو قادتها سواء في الاعلام أو وسائل التواصل وأن الأمر سيشمل الدول العربية.

وفي ظل هذا التقارب اللبناني مع السعودية، وجهت بيروت رسائل عدة إلى طهران، وذلك خلال لقاء الرئيس عون وفداً إيرانياً قدم إلى لبنان للمشاركة في مراسم تشييع الأمينين العامين لـ “حزب الله” حسن نصر الله وهاشم صفي الدين. وأكد عون أن “لبنان تعب من حروب الآخرين، وأن وحدة اللبنانيين هي أفضل مواجهة لأي خسارة أو عدوان”، فيما أكد رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف أن بلاده “تدعم أي قرار يتخذه لبنان بعيداً عن أي تدخل خارجي في شؤونه”.

يذكر أن لبنان اعتُبر لسنوات عدة، جزءاً من الفناء الخلفي الايراني إلى جانب سوريا والعراق واليمن، إلا أنه بعد تغير ميزان القوى في لبنان والمنطقة، عادت المملكة إلى الساحة اللبنانية من بوابة الاستحقاق الرئاسي في إطار اللجنة الخماسية التي ضمّت اليها قطر والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا ومصر، ولعبت دوراً أساسياً في إيصال قائد الجيش جوزاف عون إلى سدة الرئاسة، ما أنهى فترة شغور تجاوزت السنتين، ومن المتوقع أن تعزز حضورها في العهد الجديد خصوصاً مع تراجع نفوذ “حزب الله” وتبدّل التركيبة السياسية، لا سيما على مستوى الحكومة والوزراء الممثلين فيها، بحيث يرى خبراء ومحللون أن هذا هو الوقت المناسب للسعودية للعودة إلى المشهد اللبناني والبدء في استعادة دورها ومكانتها اللذين تراجعا، جراء تمكن “حزب الله” من زج لبنان في المحور الإيراني.

إذاً، عادت السعودية لتشكل اليوم مدماكاً أساسياً لها في الحياة السياسية، وتجلى هذا الامر أولاً بالرافعة التي “علّت” عون إلى سدة الرئاسة الأولى، سواء عبر الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان أو اللجنة الخماسية التي استعادت فيها السعودية زمام المبادرة، واليوم يريد لبنان أن يستثمر في رصيده أمام السعودية ما يجعل هذا الزخم يترجم إلى أفعال قابلة للاستثمار، وأن تكون السعودية بوابة لبنان للعودة الى الحضن العربي، لينطلق منه إلى العالم أجمع فيما بعد.

زيارة الرئيس عون إلى السعودية وتصريحاته للوفد الايراني، إعلان صريح وحاسم بمغادرة لبنان المحور الايراني، بعد أن كان وعلى مدى عقود ساحة خلفية لطهران وأحد مسارح النفوذ الايراني إلى جانب سوريا والعراق.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا