روسيا خائفة من ترامب وهي لن ترتاح قبل التوقيع على السلام الأوكراني

هل يقترب الجيش الروسي من حسم الحرب في أوكرانيا، أم اننا على أبواب مرحلة جديدة من "لا معلَّق ولا مطلَّق"؟

وقف الدعم

فطريق الحسم الروسي بات مفتوحاً من حيث المنطق، بعدما أعلن "البيت الأبيض" عن أن الولايات المتحدة الأميركية ستوقف الدعم لأوكرانيا، وستراجعه لضمان إسهامها في حلّ للصراع.

فيما تُفيد بعض المعطيات المنقولة عن مسؤولين أميركيين بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قررت وقف تمويل مبيعات أسلحة جديدة لكييف، الى جانب النظر في تعليق شحنات، وهو ما يهدد القدرة الأوكرانية على القتال في لحظة حاسمة، لا سيما في ما يتعلّق بتنفيذ ضربات بعيدة المدى، وحماية المواقع الخلفية للقوات الأوكرانية.

الحسم العسكري؟

وفي سياق متصل، اعتبر الناطق بإسم الكرملين دميتري بيسكوف أنه إذا أوقفت الولايات المتحدة الإمدادات العسكرية لأوكرانيا، فسيمثّل ذلك أفضل مساهمة للسلام، مؤكداً أن روسيا ستراقب كيفية تطور الوضع على الأرض بعد القرار الأميركي.

فهل يكفي مراقبة موسكو للأوضاع على الأرض لإنهاء الحرب؟ وماذا عن فتح أبواب الحسم الروسي على الأراضي الأوكرانية، بدفع أميركي؟

حذر روسي

كشف مصدر مُطَّلِع أن "نُدرة وصول المساعدات الغربية عموماً الى أوكرانيا منذ مدّة، وانخفاض المعنويات القتالية والرغبة بإكمال الحرب حتى النهاية لدى الشعب الأوكراني، سمحت للروس بالسيطرة على مناطق أوسع هناك، في الآونة الأخيرة".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "القوات الروسية والمُقاتِلَة معها لا تنفّذ عمليات ضخمة على الأراضي الأوكرانية حتى الساعة. ولكن الترقّب لا يزال سيّد الموقف، رغم الترحيب الروسي الكبير باللقاء الحادّ بين ترامب من جهة، و(الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي، من جهة أخرى".

وختم:"روسيا حذِرَة من ترامب وإدارته، رغم انطلاق مسار تحسين العلاقات بين البلدين، والحديث عن تخفيف أميركي للعقوبات عن موسكو، ورغم إحراز تقدّم بالمفاوضات بشأن أوكرانيا، وترحيب المسؤولين الروس بكلام وتصريحات ترامب وأعضاء فريقه وإدارته. والحذر الروسي هذا لن يزول إلا عندما يتمّ التوقيع على أوراق وقف إطلاق النار في أوكرانيا، وما يتمحور حوله من اتّفاقات. فروسيا خائفة من أن يغيّر ترامب رأيه، ومن أن يبدّل مواقفه بين يوم وآخر، في ما لو قامت أي جهة غربية بتوفير صفقات جديدة له غير تلك التي يتحدث عنها الآن، بالملف الأوكراني. فهناك خبرات سابقة مع ترامب الذي يبدّل مواقفه بسهولة، فور تغيُّر المصالح".