الصحافة

الزيارة اللبنانية لسوريا.. الشيطان يكمن في التفاصيل؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تتّجه الأنظار اليوم إلى العاصمة السورية دمشق، حيث يصل وفد لبناني رسمي برئاسة وزير الدفاع الوطني ميشال منسّى، في زيارة تهدف إلى بحث التطورات الأمنية المتصاعدة على الحدود اللبنانية السورية. ومن المقرر أن يلتقي الوفد نظيره السوري، وزير الدفاع مرهف أبو قصرة، لمناقشة سبل تعزيز الاستقرار وضبط الأمن على جانبي الحدود.

وكانت العمليات العسكرية قد هدأت بفعل تدخل الجيش اللبناني وفرضه طوقاً أمنياً محكماً عند الحدود الشرقية التي شهدت توترات عنيفة، إضافة الى تأمين عودة الاهالي الى بلدة حوش السيّد علي التي نالت النصيب الأكبر من الاشتباكات حيث أسفرت عن مقتل سبعة لبنانيين وثلاثة سوريين.

وتعتبر أوساط متابعة عبر "ليبانون فايلز" ان الزيارة اللبنانية الى دمشق لن تكون كافية لحلّ تعقيدات ملف الحدود اللبنانية السورية، فقضايا التهريب والصدامات العشائرية ليست بالأمر الجديد وهي قديمة العهد وما شهدته الحدود الشرقية بعد سقوط نظام الأسد من مواجهات عنيفة وإطلاق صواريخ كانت تطوراً خطيراً، وكادت ان تتخذ طابع الحرب للمرة الاولى وإشعال النار على طول الحدود بين البلدين، وهي بالطبع تتجاوز مسألة التهريب لتشمل أجندات إقليمية وأبعاداً تتعلق بصراع المحاور والنزاع على النفوذ، ولعلّ التداخلات السياسية هي التي أجّجت النيران فتلك البقعة الجغرافية مزروعة بألغام ديموغرافية وتلاوين طائفية ومذهبية، وقد شكّل التداخل بين القرى والبلدات عاملاً مؤثراً في التناحر والاقتتال اذ تقع العديد منها جغرافياً داخل الأراضي السورية لكن سكانها يحملون الهوية اللبنانية ويخضعون للقانون اللبناني، والعكس صحيح في بعض المناطق اللبنانية التي يقطنها سوريون. بل إن هناك قرى تمتد جغرافياً بين البلدَين، بحيث يقع نصفها في لبنان والنصف الآخر في سوريا، ما يعقّد المشهد الحدودي أكثر".

الزيارة التي جاءت متأخرة برأيي الأوساط عينها تعكس الخاصرة الرخوة للبنان، وصعوبة إنجاز حلّ جذري في هذا التوقيت الحسّاس حيث تمر المنطقة بتغييرات سياسية وإعادة رسم نفوذ لم تكتمل معالمها بعد على وقع تعثر الاتفاق الايراني - الاميركي، والمسألة اذاً لم تعد تتعلق بترسيم حدودي بين بلدَين "شقيقين" بل تتخطاها الى ما هو أعمق من مجرد حلول تقنية وإقامة حواجز وأبراج مراقبة وتطبيق اتفاقيات حدودية ملزمة، بل يجب ان تكون استراتيجية وجذرية بل وتاريخية.

هيلدا المعدراني-ليبانون فايلز

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا