الصحافة

زيارة أوتاغوس: الحزب مطلوب عسكرياً ومالياً وتنظيمياً

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في المبدأ انتهت زيارة مساعدة المبعوث الاميركي الخاص للشرق الاوسط، وان لم تنته عمليا، بفعل بعض اللقاءات "الهامشية"  التي يشملها جدول اعمالها، وسط حركة ناشطة لاستكشاف بعض من خفايا "الرحلة البيروتية"، على ان تدلي بالكثير مما لديها، من آراء ومعلومات ومواقف، خلال اطلالتها "الخاصة" مع هادلي غامبل يوم الثلاثاء.

"صمت المنابر"  قابله محادثات موسعة استبقتها خلوات ثنائية مع الرؤساء، في بعبدا حيث التركيز على الملف الامني والعسكري، الى السراي حيث الخلوة الاطول التي تجاوزت الساعة ودخلت في تفاصيل ودقائق الملفات، لتخرج "معجبة"  بالرئيس سلام واصراره على مواقفه، اما في عين التينة فجردة حساب تشريعية - اصلاحية لابو مصطفى بالاصالة والنيابة، لارتباط ذلك بالاعمار.

في كل الاحوال، الزيارة التي اختلفت في الشكل كثيرا، محافظة على مضمون سابقتها "زائد فاصلة"، يمكن اختصارها وفقا لاجواء المقرات، بما فيها معراب التي خصتها عن غيرها من القيادات اللبنانية، "بالبناءة"  وفقا للوصف الدقيق، الذي يختلف تماما عن معنى "ايجابية"، بسبب الحذر الشديد من مواقف الادارة ورئيسها المراهن على "الحصان الاسرائيلي"، والذي يبدو وفقا لما فهم بين سطور كلام اورتاغوس، ان "تل ابيب" غير متحمسة بدورها لتشكيل اللجان في الوقت الراهن.

اوساط سياسية لبنانية، أشارت الى ان اورتاغوس بدت أكثر معرفة بالخصوصيات اللبنانية، وقد راعتها في مقاربتها للملفات المطروحة الى ابعد درجة، مهتمة بادق التفاصيل الشكلية، بلغت حد "اخفاء"  قلادة نجمة داوود خلال لقائها رئيس مجلس النواب، متحدثة بلهجة "ديبلوماسية ناعمة"، حملت في الوقت نفسه الرسائل الماضية ذاتها، كاشفة ان الاتصالات التي سبقت الزيارة، نجحت في "ثنيها"  عن التصريح من المقرات استباقا لاي احراج كما حصل المرة الماضية، داعية الى انتظار الايام القادمة لاكتشاف حقيقة موقف الادارة الاميركية، من الردود اللبنانية على الاسئلة التي طرحتها أورتاغوس، وسجلت الاجابات عليها بامانة.

فوفقا للاوساط، بدا ظاهرا هذه المرة، أن المطلب الأميركي لم يعد محصوراً فقط في سحب السلاح من أيدي حزب الله، بل في إزالة الهيكلية التنظيمية المتكاملة للحزب التي تشمل جميع جوانب عمله العسكري والمالي والاقتصادي، وهو جوهر مهمة اورتاغوس خلال زيارتها الاخيرة الى لبنان، والذي ظهرته لقاءاتها "المالية والاقتصادية"، من عشاء عوكر الذي اختير ضيوفه "عالطبلية"، الى "صبحيتها الثلاثية"  مع وزيري المال والاقتصاد وحاكم مصرف لبنان، والذي حمل دلالة مهمة لجهة انعقاده عشية المحادثات مع صندوق النقد نهاية الشهر في واشنطن، حيث كان التركيز على تفاصيل مكافحة الفساد، فيما شرح الجانب اللبناني خطته، لينتهي الامر بـ "ساعدوا نفسكم لنساعدكم".

عليه، ختمت الاوساط بان الشروط الاميركية تحوز على اجماع كل اعضاء "لجنة خماسية باريس"، وان اختلف وجهات النظر حول آليات التطبيق، لذلك لن يتضح المشهد قبل عرضها لتقريرها في واشنطن، الذي سيتزامن مع قمة البيت الابيض بين ترامب ونتانياهو، لتتبلور الصورة، اما عسكريا بشكل اخطر او سياسيا على نحو اكثر هدوءاً.

في المقابل، كشفت مصادر في العاصمة الاميركية أن زيارة أوتاغوس الى بيروت هي ذات شقين: الاول نقل رسائل للمعنيين حول الملفات العالقة، والثاني استطلاع مواقف الرؤساء من المطالب الاميركية، تمهيدا لرفع تقريرها للمسؤولين، مشيرة الى انها لا تملك تفويضا بالتفاوض او تقديم أي ضمانات، فالقرار يعود للادارة في واشنطن.

واعتبرت المصادر ان الاهم في الزيارة، هو لقاءاتها المالية التي عقدتها مع كل من حاكم مصرف لبنان كريم سعيد "الموضوع تحت الاختبار"، ووزير المالية ياسين جابر الذي أظهر كل تعاون حتى الساعة في ظل الاولوية المطلقة، والتي تكاد تتقدم على موضوع السلاح، المعطاة لملف تجفيف مصادر تمويل حزب الله ومؤسساته، حيث علم ان وفدا من وزارتي الخزانة والعدل قد يزور لبنان في حزيران، للاطلاع عن كثب على الاجراءات المتخذة والتقدم الذي تحقق.

ورأت المصادر ان اللهجة "اللينة"  التي اعتمدتها الموفدة الاميركية، لا تعني باي شكل من الاشكال تراجع في مواقف واشنطن، خصوصا لجهة تحديد مهل زمنية محددة فيما خص ملفي حزب الله والاصلاحات، دون اي محاولات التفاف او تلاعب ورهان على التطورات الاقليمية، ذلك ان برنامج لبنان جزء من برنامج اكبر مرتبط بالرؤية الاميركية لمنطقة الشرق الاوسط ككل، محذرة من ان يدفع العهد ثمنا كبيرا نتيجة اي مفاوضات أميركية - ايرانية، "في حال لم يلحق نفسه"، تماما كما دفع "من قبله"  ثمن شد الحبال بين الطرفين خلال الفترة الماضية، وصولا الى الحرب "الاسرائيلية" الاخيرة.

ميشال نصر-الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا