لودريان أبلغ «التغييرين» بأنه «لا فرنجية رئيساً ولا أزعور» وجولته تواجه أول تحرك مضاد للمطالبة بانتخاب الرئيس أولاً

الجولة الثالثة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان حوارية خالصة، فقد أكد دعمه لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري امام كل من التقاهم، وسيشارك، اليوم الخميس، السفير السعودي وليد بخاري في توضيح الصورة للنواب السنة المدعوين الى دارة السفير السعودي، عصر اليوم، في إطار تكريم مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان بمناسبة تمديد ولايته.

وكان سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، العائد من باريس، دعا النواب السنة المنتمين الى كتل «الاعتدال الوطني» وكتلة «لبنان الجديد» وحركة «تجدد» وتكتل «التوافق الوطني» (رئيسه فيصل كرامي) وبعض النواب التغيريين والمستقلين، الى اللقاء في دارته بمنطقة اليرزة، شرقي بيروت، في الثالثة والنصف من بعد الظهر لحضور حفل تكريم مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان، وذلك بوجود لودريان.

وعلمت «الأنباء» ان الدعوات لم توجه الى اربعة نواب من اصل 27 نائبا سنيا، لارتباطهم بـ «حزب الله» او خط «الممانعة» وهم: ينال الصلح، ملحم الحجيري، جهاد الصمد وحليمة قعقور، وان خلوة ستجمع بين المفتي دريان ولودريان وبخاري قبل اللقاء الموسع وسيبلغ بخاري ولودريان الحاضرين بموقف سعودي - فرنسي مشترك يؤكد أن الرئيس اللبناني المقبل يجب ألا يكون مستفزا لأحد، بل جامعا لكل المكونات، ويحظى بموافقه كل الجهات.

ويعتبر اجتماع اليوم، في دارة السفير السعودي، هو الثالث للنواب السنة، ويعد استكمالا لما سبقه من اجتماعات عقدت في دار الفتوى او في دارة السفير السعودي، لتكريس مرجعية دار الفتوى الدينية والسياسية للمسلمين السنة في لبنان.

وواجهت حوارات لودريان اول تحرك مضاد نظمته جمعيات الحراك المدني، عبر الناشطة السياسية حياة أرسلان، من خلال تجمع اعتراضي امام مقر السفير الفرنسي، قصر الصنوبر، حيث كانت تعقد الاجتماعات.

وقالت أرسلان: نحن اليوم امام قضية كبرى، لا يجوز أن تمر، فلودريان وغيره لا تهمهم إلا مصلحة بلادهم، ونحن نقول له لا حوار قبل انتخاب رئيس.

وأبلغ الموفد الفرنسي النواب التغييرين الذين التقاهم في قصر الصنوبر امس، بأن الرئيس اللبناني لن يكون ممن تداولت أسماؤهم، أي لا سليمان فرنجية ولا جهاد أزعور.

لودريان التقى، امس، كتلة «الوفاء للمقاومة» برئاسة النائب محمد رعد في الضاحية الجنوبية، كما زار الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ونجله رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي تيمور جنبلاط، في منزلهما في بيروت، حيث أعلن جنبلاط الأب بعد اللقاء دعمه مبادرتي بري ولودريان.

وردا على سؤال قال جنبلاط: «لدى القوات اللبنانية وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظرنا، ونحن نفضل وجهتي نظر بري ولودريان».

وفي رد غير مباشر، قال النائب «القواتي» غسان حاصباني: المطروح ليس حوارا.. فرض أعراف دستورية جديدة.

وفي الرابعة، عصرا، زار لودريان رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل، وفي الخامسة والنصف، التقى د.سمير جعجع رئيس حزب «القوات اللبنانية» في مقره بمعراب، حيث تم إبلاغه استعداد القوات للمشاركة بحوارات ثنائية بدلا من الحوار الجماعي المطروح.

وقبل ظهر اليوم الخميس يزور لودريان بكركي للقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي، ثم يلتقي النواب المستقلين في مقر سفير فرنسا في بيروت بقصر الصنوبر.

وكان لودريان استهل جولته اللبنانية بلقاء الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وأكد انه جاء الى لبنان لإكمال مهمته، املا ان تكون المبادرة التي اعلن عنها بري بداية مسار الحل، وان تأييده مبادرة بري تعكس موقف الدول الخمس المعنية بلبنان وليس فرنسا فقط، وهي متفقة على موقف وحيد هو اجراء انتخابات رئاسية.

ونقل زوار بري عنه قوله امس ان مبادرته «لم تنته وأنه لا بديل عن الحوار الذي سيكون لمصلحة الجميع، وسيكون لبنان هو الرابح اذا نجحنا في إتمام استحقاق الرئاسة الاولى». وأضاف انه تبلغ «مبادرة لودريان قبل وصوله الى عين التينة»، مضيفا انه شرح للودريان آلية مبادرته للحوار، حرفا حرفا، وان الموفد الفرنسي سيحمل موقفه هذا الى القوى والأحزاب لحضها على الذهاب الى حوار داخلي حول بند وحيد هو انتخاب رئيس للجمهورية.

النائبة ندى البستاني التي شاركت في اجتماع لودريان جبران باسيل، قالت ان اهم النقاط التي جرى بحثها عقد جلسة انتخاب رئاسية مفتوحة، وهذا مطلب التيار، فيما أكد لودريان لباسيل انه لا مرشح رئاسيا لدى فرنسا.

وقبل باسيل التقى لودريان المرشح الرئاسي سليمان فرنجية، في منزل نجله النائب طوني فرنجية، في بيروت، وتركز البحث، وفق مصادر «تيار المردة»، على سبل إتمام الانتخابات الرئاسية في ظل الأزمات الضاغطة والملحة، كما تم التأكيد على ان الحوار اساسي وضروري لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في اسرع وقت.

وفي باريس، أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية آن كلير لوغاندر ان الهدف هو التوصل الى حل توافقي في مجلس النواب لتجاوز الفراغ المؤسساتي، آملة ان يدرك القادة ان تحريك الأمور بات ملحا، وموضحة ان لودريان سيبقى في بيروت حتى الجمعة.

في سياق الحوارات الناشطة عقدت، أمس، جولة جديدة من الحوار بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، بمشاركة النائبين عن «الحزب» علي فياض وآلان عون عن «التيار»، حيث استكمل البحث في اللامركزية الإدارية المالية الموسعة الذي يناقش داخل اللجنة النيابية الفرعية ايضا.

النائب عون اكد ان النقاش مازال في بداياته، وهناك نوايا جدية من اجل التوصل الى اتفاق، لكن مسار البحث محكوم بالتفاصيل.

في غضون ذلك، أثار الاعلان الاسرائيلي المصور الذي يظهر صورة مطار استحدثته ايران في جنوب لبنان، المخاوف الرسمية، وأعلنت نائبة منطقة جزين، التي يقع المطار المزعوم على مشارفها، انها تدعو الحكومة والأجهزة الامنية الى الرد على ادعاءات اسرائيل، لأن في الامر خطرا داهما على سكان المنطقة.

اما «حزب الله» فلم ينف او يؤكد وجود مطار إيراني على ارض لبنان.