شريحة واحدة... قد تدمّر مدينة كاملة وتقتل الملايين فيها خلال ثوانٍ قليلة!
يتطوّر العالم من حولنا بالمقياس التكنولوجي، ولكن هذا التطوُّر قد لا يكون إيجابياً بالضرورة.
صحة الإنسان
فكل تطور تكنولوجي، وكل شريحة جديدة يتمّ التوصُّل إليها، سيدفع ثمنها الإنسان، انطلاقاً من أن شريحة واحدة يمكن أن تكون قادرة على أن تساعد في تشخيص الحالات الطبية، وفي توفير العلاجات، والقيام بالعمليات الجراحية... فيما شريحة واحدة غيرها قد تكون قادرة على تدمير مدينة، أو بلد، وعلى قتل آلاف لا بل ملايين الناس، خلال ثوانٍ قليلة.
كما أن الانتقال من عصر التلوّث بواسطة مصادر الطاقة الأحفورية، الى زمن التلوّث بواسطة الذبذبات، والموجات... غير المنظورة التي تُحيط بنا بفعل العيش في كنف من التطوّر التكنولوجي المستمرّ، ستكون له فاتورته الصحية الكبرى على شرايين، ونظر، وقلب، وأعضاء... الإنسان عموماً، أي على صحته الجسدية، وحتى النفسية والعصبية.
قوّة عالمية
فبعض دول وشعوب العالم باتت مهووسة بالمدن الذكية، وبالمشاريع الذكية "الخرافية"، حتى من دون أي نقاش عميق. وهي تنفق الكثير على تلك الميادين كمادة من مواد التسابُق على امتلاك القوة العالمية، ومن دون تدقيق بالنتائج الكبرى بعيدة المدى لتلك التحوّلات، وهو ما يجتذب أنظار الملايين حول العالم.
فماذا عن نتائج هذا الهوس على مستقبل الإنسان، من حيث قوّة التطوّر والإبادة معاً، الكامنة في كل شريحة إلكترونية؟
بعد سنوات...
أكد مصدر طبي "وجوب انتظار مرور عقد من الزمن بحدّ أدنى، لتبيان النتائج الموثوقة لانعكاسات الآثار الصحية، النفسية والجسدية والعصبية، والأمراض الجديدة التي قد تظهر في العالم من خلال التكنولوجيا التي نتّجه الى أن نكون موصولين بها، 24/24 ساعة. فالتجربة العملية التراكمية وحدها ستحدّد آثار العيش في مدن ذكية، ووسط موجات وذبذبات بشكل مستمرّ".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "عندما اختُرعت وتطوّرت المركبات والسيارة ووسائل النّقل، خفّت عضلات البشر، وباتوا معرّضين للوزن الزائد. وهذه من أثمان التغيير الذي لا تظهر نتائجه إلا بعد سنوات".
فقراء - أغنياء
ولفت المصدر الى أن "التكنولوجيا تفرّق الإنسان عن باقي المخلوقات، وتجعله الأقوى بينها على الأرض، بدءاً من اكتشاف النار، وصولاً الى الذرّة والرقائق الذكية. ولكن المشكلة هي في أن من يدخل في هذا المجال لا يفكر بتداعياته الصحية والإنسانية والأخلاقية كثيراً، وذلك تماماً كما أن اكتشاف النار لم ينجح في جعل الإنسان يركّز على العمل من أجل منع الحرائق بشكل نهائي، مثلاً. والآن أيضاً، الحاجة الى التفوّق والتنافس تمنع الدول الكبرى من التفكير بضرورة احترام أخلاقيات أساسية في عملية التطور التكنولوجي، وهو ما يتسبّب بالكثير من المشاكل حول العالم".
وختم:"الاختلافات بين من يملكون ومن لا يملكون التكنولوجيا، أي بين الدول والفئات الغنية وتلك الفقيرة، ستتفاقم طبعاً، وداخل الدولة الواحدة نفسها. فالفقراء سيكونون خارج التاريخ والجغرافيا والصحة والتربية وكل باقي المجالات، بينما سيكون الأغنياء في صُلبها. وهذا هو ثمن التغيير الذي قد لا يكون تطوراً وأخلاقاً. فعلى سبيل المثال، تطوير أدوية لوقف مرض السرطان من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي، هو عمل إنساني، ولكن بالوقت ذاته فرصة للأغنياء فقط وليس للفقراء، أي انه عمل إنساني ولا أخلاقي في وقت واحد. وهو ما لن يوقف الأبحاث في هذا الإطار، وذلك بموازاة فقدان أي جواب واضح حول كيفية توفير تلك الفرصة لكل الناس، بالسرعة اللازمة، وبمعزل عن الإمكانات والصعوبات المادية".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|