منعًا إسرائيل من انتهاك وقف إطلاق النار: دعوة لبنانيّة للمجتمع الدولي
"يمينيّ" إلى يمين باسيل... في زمن التحوّلات
ناجي حايك نائباً لرئيس «التيّار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل للشؤون الخارجية. تعيين أبعد من إجراء إداري وتنظيم داخلي، خصوصاً أنّ الإسم لطالما شكّل جدلية مفتوحة، توقف عندها «الرفاق» قبل الخصوم، نظراً لآرائه التي «سبحت» أكثر من مرّة عكس التيار في علاقته مع «حزب الله». جرأته لا تخضع «لعمليات تجميل»، يقول ما يؤمن ويفكّر به من دون مواربة. إذ كان أوّل من «نعى» إتفاق «مار مخايل». مواقفه عالية السقف. لفت أكثر من مرّة إلى أنّ «الحزب» يعيق قيام الدولة ويقف إلى جانب الفاسدين و»يعيش دائماً في منطق الحرب».
ينتمي إبن بلدة بجّه (الجبيليّة) إلى عائلة «كتلويّة»، انتقل بعدها إلى صفوف «الوطنيين الأحرار»، ليصبح رفيق داني شمعون. حمل البندقية للدفاع عن شعبه ومنطقته، انخرط في صفوف الجيش اللبنانيّ في منطقة عمشيت عندما كان العماد ميشال عون قائداً له. يعتبر نفسه أحد صقور ومؤسّسي «التيار». يراه البعض «يمينيّاً متطرّفاً» لجهة استحضار الخطاب المسيحي زمن الحرب، و»عنصريّاً» في مواجهة ملفّي النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين. أمّا آخرون فيجدونه إمتداداً لروحية «الجبهة اللبنانية». فالحايك لم يخجل من إخفاء نزعته الفيدرالية، فأشار مرات عدّة إلى أنّ رأيه عن الفيدرالية لا يُمثل القرار الرسمي للتيار ولكن يمثّل شريحة واسعة من الناس ومن العونيين، معتبراً أنّ الحلّ هو «بالفدرالية على أساس جغرافي وجزء منه طائفي».
لا تقتصر مسيرة «حكيم التجميل» على السياسة فقط. هو ضنين بإرث وفكر عمّه العلّامة الراحل الأب ميشال حايك، أحد ألمع ملافنة الكنيسة المارونية في التاريخ الحديث، الذي كتب ووعظ وعلّم في روحية وفلسفة وهوية الموارنة والمسيحيين والعلاقات الإسلامية المسيحيّة (أبرز كتبه: المارونية ثورة وحريّة).
لا يرى حايك في تعيينه أمراً غريباً، كون الرجل لعب دوراً مهمّاً في علاقة «التيار» مع عواصم القرار السياسي وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية زمن الإحتلال السوري. ساهم بشكل كبير في العمل على صدور «قانون محاسبة سوريا» واستعادة السيادة اللبنانية في الكونغرس الأميركي عام 2003. مثّل العماد عون في مؤتمر لوس أنجليس والضجّة الهائلة التي رافقت الحدث.
مركزه الجديد «أزعج محور الممانعة» كما يشير. «لا أهتم لما يفكّرون به. الإجراء هو داخلي يخصّ «التيار الوطني» وحده». لكن هل يرتّب الوضع الحالي تراجعاً أو تخفيفاً في مواقفه؟ يجزم حايك أن لا شيء قد يؤثّر على خطابه السياسي، متمنّياً في الوقت ذاته أن يُشكّل منصبه فرصة لمزيد من التلاقي والحوار داخل البيئة المسيحية أوّلاً والوطنية ثانياً. وأكّد «أننا نناضل كلٌ من موقعه لهذا اللبنان ولشعبٍ يتوق للتحرير فالتحرر وأتعهد العمل لكلِّ لبنان وجمع الإنتشار ويجب إسقاط محاولة دمج النازحين».
لا شكّ أنّ تعيينه لاقى ارتياحاً لدى شريحة واسعة داخل حزبه خصوصاً الذين ينسجمون مع فكره والداعين إلى مزيد من التمايز والإبتعاد عن محورٍ بات يُعدّ عبئاً على شعبية «التيّار»، بعد الأحداث الأمنية الأخيرة في الكحالة وعين إبل، والإختلاف السياسي مع «الثنائي الشيعي» في ملفات رئاسة الجمهورية والعمل الحكومي وكيفيّة إدارة الدولة.
في السياق، ترى أوساط متابعة، أنّ تكليف ناجي حايك هو رسالة في اتجاهين: الأول نحو «حزب الله» في لحظة مفصلية تعبّر عنها مفاوضات الرئاسة وسلّة مطالبها، والثاني «لدغدغة» وطمأنة الجمهور المسيحي. يريد باسيل تزخيم الخطاب المسيحي داخل «التيار» وشدّ العصب بعد الإنتكاسات التي ألمت به بعد عهد رئاسي عاصف. كما أنّ «الاختيارات غير الموفّقة» لرئيس التيار في المرحلة السابقة لناحية القيادات الحزبية، زادت من النقمة الشعبية والامتعاض الداخلي.
طوني عطية - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|