هل يأتي الرئيس على غليان أمني؟

انطلاقا من كون لبنان يشهد أعمال التنقيب عن النفط والغاز جنوباً والجميع في الداخل والخارج يترقّب نتائج عمليات الحفر الأولى، لا خشية من نشوب حرب أهلية في البلد فالاستقرار الأمني مطلوب دولياً في لبنان، لكنّ ذلك لا يعني أن الأمن مستتبّ والحوادث الأمنية تحصل بشكل متفرّق وكان آخرها إطلاق النار على السفارة الأميركية في عوكر وإن كانت الخلفيات سياسيّة على الأرجح، الى أن تثبت التحقيقات العكس.

أيا كانت دوافع حادثة إطلاق النار فإن ما حصل يدلّ على أن لبنان ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات وهناك من أراد إرسال رسالة الى الولايات المتحدة وضرب علاقة لبنان بها.

قبل حادثة عوكر، كانت حوادث أمنية متفرّقة من أحداث مخيم عين الحلوة الى حادثة الكحالة فجريمة اغتيال المسؤول في حزب القوات اللبنانية الياس الحصروني في عين إبل، كلّها محطّات أمنيّة تطرح تساؤلات ومخاوف ممّا إذا كان انتخاب الرئيس سيأتي على وقع غليان أمني؟

الساحة اليوم تزدحم بالاتصالات والمشاورات واللقاءات الداخلية والخارجية لتعبئة الفراغ القاتل وتمرير الوقت لا أكثر. وفي هذا السياق يندرج الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري إذ يرى البعض أنه لزوم ما لا يلزم فنتيجة هكذا حوار معروفة سلفاً وهي صفر تقدّم، لأن مؤيّدي التحاور يطالبون به بهدف واحد هو إقناع الفريق الآخر بمرشّحهم الرئاسي فيما القوى المقابلة ترفض أي حوار شكلي لا فائدة منه والهدف منه هو عدم كسر ثنائي أمل – حزب الله.

بالعودة الى الحوادث الأمنية، من المشروع السؤال عن سبب إرسال قطر موفد أمني للتمهيد لزيارة الموفد السياسي، فهل هناك مساع قطرية على خط حزب الله للحصول على ضمانات معينة للمرحلة المقبلة في ما خصّ دور الحزب في أي تسوية سياسية مرتقبة؟

خصوصا ان الخطوط المفتوحة بين قطر وايران من شأنها الى تؤدي في نهاية المطاف الى تسوية رئاسية محتملة تكون لحزب الله الكلمة الأساس فيها، ناهيك عن انعكاسات التفاهمات الأميركية الإيرانية التي تلفح المنطقة.

وتبدو الأمور بحاجة الى مزيد من الوقت وهو ما أظهره لقاء الخماسية الأخير في نيويورك فأي تسوية خارجية لم تنضج بعد طالما لم يتأمّن الحدّ الأدنى المطلوب للتفاهمات الداخلية وبالتالي لا مؤشرات إيجابية على المستوى المحلي وانتخاب الرئيس مؤجّل حتى إشعار آخر.

ليبانون فايلز - زينة عبود