"طوفان الأقصى"يحاكي مخطط حزب الله: خطة حماس "السرية".. وضعت قبل عامين!
قال مصدر من حركة "حماس" ل"المدن" إن كتائب القسام تمكنت من أسر قيادات عسكرية إسرائيلية في المنطقة الجنوبية المحاذية لقطاع غزة خلال عمليتها التي أطلقت عليها "طوفان الأقصى".
وأشار المصدر إلى أن المقاومة تمتلك "مفاجأة" من حيث عدد الأسرى الإسرائيليين ونوعيتهم، إلى جانب عائلات إسرائيلية بأكملها.. مؤكداً أن ما كُشف بشأن ذلك ومجمل العملية أقل بكثير مما حققته المقاومة.
اقتحام وأسر.. فرهائن
ووفق المصدر، فإن كتائب القسام اعتمدت في خطتها على الاقتحام وقتل وأسر عدد كبير من الإسرائيليين، ثم السيطرة على مناطق بمستوطنات غلاف غزة، ومروراً بالتحول إلى "استراتيجية الرهائن"، عبر التحول إلى خلايا تتخذ من أعداد كبيرة من المستوطنين داخل المستوطنات كرهائن، بهدف تكبيل يد الاحتلال عن شن عملية عسكرية كبيرة ضد غزة.
وفي حين تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ثلاث مراحل للتعامل مع المستجد الأمني غير المسبوق، يركز الاحتلال في هذه الأثناء على كيفية "تطهير" المناطق التي سيطرت عليها خلايا المقاومة، و"تحرير" مستوطنين رهائن.
وأكد المصدر الحمساوي أن مواقع إدارة العمليات الإسرائيلية في منطقة الجنوب باتت خارجة عن سيطرة الاحتلال، معتبراً أن عدم علم الاحتلال بخطة القسام التي تم الإعداد لها لفترة طويلة يُعد فشلاً استخباراتياً إسرائيلياً، عدا عن فشله في معرفة عدد الخلايا المتواجدة حالياً في العمق الإسرائيلي، وطبيعة الأسلحة بحوزتها.
اقتحام غرفة العمليات الجنوبية
وقال المصدر إن مقاتلي القسام المقتحمين تمكنوا من الوصول إلى غرفة العمليات الإسرائيلية في المنطقة الجنوبية، مستخدمين مظليين وطائرات مُسيّرة، وعدداً كبيراً من العناصر المقتحِمة، وتمكنوا من قتل واعتقال جنود وقادة عسكريين كبار.
وأشار إلى أن مُسيّرات حماس استهدفت رشاشات إسرائيلية ثقيلة على طول امتداد الحدود، مزودة بكاميرا وتطلق النار آلياً تجاه كل ما يقترب من الحدود، وأوضح أن الطائرات المُسيّرة التابعة للمقاومة دمرت الرشاشات، واستهدفت دبابات إسرائيلية وتحركات أخرى، ما سهل اختراق خط الدفاع الأول لقوات الاحتلال.
وأوضح المصدر أن عمليات نفذتها المقاومة خلف الحدود الشرقية لم يُكشف عنها بعد، وأن ضبابية تنتاب الاحتلال حيال عدد المقاومين الذين بقوا خلف الحدود، وما يحملون من أسلحة.
وبيّن أن مقاومين عادوا إلى غزة، فيما استشهد العشرات منهم في طريق العودة ودُمرت آليات إسرائيلية سيطروا عليها، باستهدافهم من طائرات إف-16 الإسرائيلية، بينما بقي عدد آخر في المستوطنات.
الخطة عمرها سنوات
وبشأن خطة القسام، أكدت مصادر من "حماس" ل"المدن" أنها معدة منذ أكثر من سنتين، وتحديداً منذ حرب "سيف القدس"، ولم تعلم بها أطياف واسعة من الساسة والعسكر في الحركة، باستثناء فريق ضيق من صناع القرار العسكري والسياسي لحماس، كما لم تعلم حركة "الجهاد الإسلامي" بالخطة إلا جزئياً وقريباً، واستفادت "حماس" من استنفار "الجهاد" في اليومين الأخيرين.
وأفاد مصدر من الجهاد الإسلامي ل"المدن" أن مقاتلين من "سرايا القدس" شاركوا إلى جانب "القسام" في اختراق المواقع العسكرية الإسرائيلية والمستوطنات، وتمكنت هي الأخرى من أسر إسرائيليين.
وقالت مصادر إعلامية تابعة للمقاومة ل"المدن" إن أولوية الاحتلال الآن هي تصفية شباب المقاومة المزودين بقنابل و"تحرير المستوطنين الرهائن"، بالموازاة مع شن هجوم عنيف ضد المقاومة في غزة خلال ساعات.
لكنّ المقاومة تقول إن خطتها تتضمن أيضاً سيناريوهات أخرى بناء على التطورات الدراماتيكية المقبلة.
وبينما لا يُعرف سبب تنفيذ خطة "حماس" المفاجئة الآن، تتوجه الأنظار إلى أسباب إقليمية وجهود دولية تعتبرها الحركة "أمراً مقلقاً" لها، قد تكون ضمن أسباب متعددة دفعتها إلى تنفيذها، إلى جانب شعورها بالقدرة على المناورة العسكرية وتحقيق إنجازات في وقت يُعد الأكثر حساسية بالنسبة لإسرائيل والمنطقة برمتها.
"طوفان الأقصى". هو انقلاب على كل المعادلات، أياً تكن النتائج وردود الفعل الإسرائيلية، فقد حققت المقاومة الفلسطينية انتصاراً مسبقاً. ثمة من سيقفز فوق العار الذي لحق بإسرائيل في عبور خط بارليف، ويتذكر هذا العبور من غزة بعد خمسين عاماً. هو حدث سيغطي على كل ما يجري في منطقة الشرق الأوسط.
لما جرى ويجري، أكثر من وجه ولن يكون من السهل قراءة نتائجه. في الجانب الفلسطيني، يؤشر ذلك إلى دخول السلطة الفلسطينية في حالة شيخوخة وانعدام القدرة على مواكبة التطورات في الضفة وغيرها وهو أيضاً من نتاجات كل التعنّت الإسرائيلي ورفضه للمبادرات العربية للسلام أو لحلّ الدولتين.
أما في الجانب الإقليمي، فلا يمكن إغفال الواقع الإيراني الجديد الذي تفرضه طهران من خلال تحالفها مع حماس والجهاد، وبالتأكيد أنها لاعب أساسي على الساحة الفلسطينية، ولا يمكن لأي طرف أن يذهب إلى اتفاقات تطبيع بدونها.
أما البعد الثالث، وعلى صعيد النتائج السياسية في إسرائيل، فينعكس على حكومة نتنياهو، التي لا يمكن أن تكمل، وهو ما سيفرض واقعاً جديداً يودي إلى انتخابات سريعة وجديدة.
حرب وليست معركة
إذاً هي حرب وليست معركة، ولن يكون من السهل وقفها عبر اتفاق وقف إطلاق نار. من أولى تداعياتها، إنهيار الحكومة الإسرائيلية ومتطرفيها وما أنتجوه. فيما ينهي بنيامين نتنياهو حياته السياسية بأكبر فشل سياسي وعسكري كبير منذ العام 1993، فيما العملية من شأنها أن تقطع مسار التطبيع مع اسرائيل.
في جزء منها أيضاً، يمكن أن تكون تتمة للحرب الإيرانية في المنطقة، والتي يمكن للبنان في أي لحظة أن يدخل فيها ويكون ضمنها في إطار معادلة وحدة الجبهات أو الساحات. هذا الأمر سيكون بحاجة إلى تقييمات متعددة، فلا بد من مراقبة مسار الأحداث وتطوراتها، وكيفية انتقال الامر داخل فلسطين، وبعدها يمكن الحديث عن تدخل مكونات محور المقاومة، أو الجبهات الأخرى، وإذا كان هناك حاجة للتدخل تبعاً لحجم النار والجرائم التي قد يرتكبها الإسرائيليون.
طبعاً لا بد من مراقبة مسار الردّ الإسرائيلي، ففي المرحلة الأولى ستكون لممارسة فعل الإنتقام، أما بعدها فلا بد من متابعة قرار الحكومة الإسرائيلية، وهل ستنتقل العمليات أو الإنتفاضة إلى الضفة الغربية وعرب 48؟ .
تأثير على مسارات المنطقة
إنها اقسى الضربات التي يتعرض لها الكيان الإسرائيلي. هي استباقية بلا شك، لها أكثر من هدف. اولها السيطرة على الأرض، وأن تكون المقاومة الفلسطينية هي الطرف المبادر في العمليات. كما أن تأثير نتائجها سيكون كبيراً على المنطقة ومساراتها ولا سيما مفاوضات التطبيع، فالعملية ستغير كل المسارات التي كانت قائمة. ويجدر التوقف عند السؤال الأساسي المتعلق بما تطالب به حركة حماس حول توسيع الجبهات وانخراط مجموعات مقاومة أخرى في الصراع، وبالتالي هل يمكن أن تتطور المعركة لتطاول جبهات متعددة؟ الأمر يرتبط بمسار العمليات.
محاكاة مخطط حزب الله
بالنسبة إلى حزب الله فإن ما جرى هو مشابه لكل ما يخطط له الحزب في تحضيره للعبور من جنوب لبنان عندما تحين اللحظة، والأهم أن عديد قوات حزب الله المهاجمة سيكون أكبر بكثير من المقاتلين الفلسطينيين الذين عبروا من غزة.
في هذا السياق، لا بد من استذكار المناورة العسكرية الكبرى التي أجراها الحزب قبل فترة في منطقة عرمتى والتي كانت تحاكي خطوات العبور. بالتالي، لا يمكن اسقاط معادلة "غرفة العمليات العسكرية المشتركة" التي تم انشاؤها منذ فترة على صعيد محور المقاومة. لكن توسيع إطار الجبهات وفتحها، يبقى مرتبطاً بما سينتج عن مسار الحرب أو المعركة، لأن اسرائيل ستكون مقيدة بمسألة السعي لإطلاق سراح أسراها. إنه مشهد جديد في المنطقة، ولا إمكانية لرسم ملامحه حالياً.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|