دخان أبيض رئاسي و3 مرشحين بعد قائد الجيش وسفير سابق لدى الفاتيكان
محاولات غربية لتهجير الغزيّين إلى سيناء والكلّ يسأل عن "الفيل"
يتقدّم أجندة أيّ سفير غربي يقوم في الأيام الأخيرة بزيارة أي من المسؤولين اللبنانيين أو يتواصل معهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة سؤال واحد يصل إلى حدود الأمنية: "لا تسهموا في فتح جبهة الجنوب مع إسرائيل". وثمة من يدرج هذا الكلام غالباً في باب تخفيف الضغوط على تل أبيب وطمأنتها في حربها المفتوحة ضد الفلسطينيين في غزة لتتفرّغ لهم في حربها المفتوحة. وينسحب هذا الأمر على الديبلوماسيين الغربيين في بيروت وعواصم الإقليم في معرض استفساراتهم وأسئلتهم التي تدور كلها عن "حزب الله" وما سيقوم به، فهو تنطبق عليه العبارة الإنكليزية (elephant in the room الفيل في الغرفة)، حيث يُتظاهر بعدم وجوده لكنه لا يغادر (الحزب) مخيّلات المعنيين وعقولهم ورصدهم اليومي له.
وتنقل شخصية لبنانية تربطها صداقة مع ديبلوماسي غربي يمثّل دولة فاعلة في الاتحاد الأوروبي وتتابع ملف المنطقة بعناية شديدة أن "حماس" تسبح عكس التيار وكل ما فعلته في الأسبوع الفائت لن يخدم مشروعها مع الاعتراف بأنها كبّدت إسرائيل خسائر دموية ومعنوية لم تكن أكبر عقولها الاستراتيجية تتوقع حصولها، وأن ما أقدمت عليه في هجومها على غلاف غزة واستهدافها عمق المستوطنات الإسرائيلية لن يصب في مصلحتها، وأن ما يشغل أميركا ودول الاتحاد الأوروبي هو الإقران بالفعل لشعار "وحدة الساحات" بين دول المحور من غزة ولبنان وسوريا والعراق وصولاً إلى اليمن ومن خلفها طهران، حيث سيكون مشهد الشرق الأوسط في صورة أخرى إن وقعت الحرب في المنطقة. وجرى التوقف عند تهديدات الحوثيين في اليمن بمشاركتهم في هذه المواجهة في حال اندلاع المواجهة الكبرى، ولا سيما بعد تلويح صنعاء باستهداف إسرائيل بصواريخ تنطلق من أراضي اليمنيين فضلاً عن تأثيرهم على حركة الملاحة في البحر الأحمر وتهديدهم لقواعد أميركية في بلدان خليجية.
وفي زحمة رسم هذه المشهدية، يقول الديبلوماسي أيضاً إن مصلحة إسرائيل "ودولتي المؤيدة لها في طبيعة الحال أن تعمد سريعاً إلى التفاوض مع الفلسطينيين للحد من الخسائر التي تكبّدتها في قطاع غزة". وربطاً بأحداث غزة بالحرب في أوكرانيا وقدوم قطع بحرية أميركية إلى البحر المتوسط، يعتقد أن الروس يقدرون في هذا التوقيت على السيطرة على ثلاثة مدن أوكرانية كبيرة نتيجة حصول انهيارات في ترساناتها وضعف قدراتها العسكرية والمخابراتية.
ويبقى أخطر ما يكشفه هذا الديبلوماسي مشروع طرح قديم - جديد عادت الدوائر الديبلوماسية والاستخباراتية إلى كشفه من جديد إبان التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة و"نقل" غزة بكل سكانها إلى مدن رُسمت على الخرائط لتشيّد على أرض سيناء وعلى بعد مسافة مئة كيلومتر من غزة على أن تفرغ من كل سكانها. ولم تعط مصر أجوبة على هذا الطرح الذي لن تتقبله بسهولة بطبيعة الحال لجملة من الأسباب والضغوط الملقاة عليها. ويكشف الديبلوماسي أن الدول الغربية أبلغت الجهات المعنية في القاهرة أنه في حال قبولها باستضافة الغزييين على أرضها فستُسدَّد ديون مصر البالغة نحو 45 مليار دولار أميركي والقابلة للارتفاع في السنتين المقبلتين. ويبلغ مجموع الديون الخارجية 160 مليار دولار، ويجري التلويح بالضغط أكثر على القاهرة بمياه النيل التي تصل إلى مصر من إثيوبيا.
وعند مراجعة مسؤول مصري في هذا الموضوع تبلّغ من ديبلوماسي أوروبي إشادة أولاً بقدرة سرعة الشركات المصرية في بناء المدن على غرار ما نفّذته في محيط القاهرة، على أن يقوم مقاولون مصريون بأعمال البناء هذه. وتتضمّن عملية تهجير غزة وأهلها إلى سيناء بناء أكثر من مدينة لهم مزوّدة بكل متطلبات العيش من تأمين منازل لهم إلى توفير الماء والكهرباء وتأمين فرص عمل والحفاظ على هويتهم الفلسطينية (على الورق) تحت إدارة الدولة المصرية. والهدف من كل ذلك هو إفراغ غزة من أهلها. ولا تمانع الجهات التي تعمل لهذا المشروع انتقال أعداد من الفلسطينيين إلى الأردن. وتجري عملية رسم كل هذه المخططات وسط موجات غضب واسعة وغليان في صفوف المصريين والأردنيين جراء التفرّج على آلة الموت الإسرائيلية في غزة.
ويضيف الديبلوماسي أن عملية "تشييد" غزة على أرض سيناء ولو جاءت على شكل ترحيل جديد وبتمويل عربي. وكان أكثر ما يقلق الدوائر الديبلوماسية الغربية هو إقدامها على إجلاء رعاياها من إسرائيل في مشهد لم تعرفه من قبل، زائد أن لديها محتجزين لدى "حماس" في هجومها الأخير.
ويبقى هذا الطرح محلّ متابعة دقيقة عند المصريين وسبّب لهم إرباكاً نتيجة تدهور أوضاعهم الاقتصادية. وكان رد الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن لا تهاون ولا تفريط بالأمن القومي لبلده. وينقل ديبلوماسي لبناني نقلاً عن زميل مصري له أن عرض غزة "وزرعها مع أهلها" في سيناء سبق أن تلقّاه الرئيس الراحل حسني مبارك ورفض هذا الطرح الذي يمسّ في صميم سيادة أرض مصر. ويُتداوَل في المسعى قبل مغادرة إسرائيل غزة التي تمنّى إسحق رابين أن يستيقظ من الحلم ويراها تغرق في البحر وتنتهي من الوجود لشدة ما أرهقته وأتعبته على غرار ما تفعله مع أسلافه.
وإن كانت وقائع غزّة وتطوّراتها العسكرية والميدانية، فإن لبنان لا يغيب عن كلام الديبلوماسي الغربي ليخلص إلى القول إن الكتل النيابية تأخرت ولم تستغلّ الفرصة على طول الأشهر الأخيرة من الشغور الرئاسي المفتوح الذي لن يصب في مصلحة أحد.
"النهار"- رضوان عقيل
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|