معركة مجهولة الأهداف والنتائج: هل يدخلها حزب الله أم يُستَدرج إليها؟
حتى الساعة يشارك حزب الله في طوفان الأقصى من بوابة المناوشات الجنوبية... يراقب سير الطوفان من خلف الحدود ويترقّب مسار الميدان، ومع كل يوم تسخين جنوباً، تكثر التكهنات وتُطرح علامات الاستفهام حول احتمال دخوله الحرب وإقحام لبنان المنهك أصلاً على كل المستويات بحرب مدمّرة نعرف كيف تبدأ ولا نعرف متى وكيف تنتهي.
يبدو الحزب مراقباً منتظراً أمراً ما، تطوّراً ميدانياً أو حتى أمر عمليات خارجياً ربما، يحدد الساعة الصفر لإطلاق صواريخه وربما عناصره نحو المستوطنات الإسرائيلية الشمالية، وأمينه العام السيد حسن نصرالله لطالما هدد بأن أي حرب مقبلة مع إسرائيل ستكون على أراضيها وداخل مستوطناتها، وقد سبقته إلى ذلك حركتا حماس والجهاد الإسلامي.
هل يدخل حزب الله المعركة؟ متى وكيف؟ يقول مدير مركز "المشرق للشؤون الاستراتيجية" الدكتور سامي نادر لـ "ليبانون فايلز" إن "الأمور مرهونة بتطورات الميدان في غزة، فمن الواضح أن هناك هجوماً برياً على القطاع يجهّز له الجيش الإسرائيلي، أهدافه معروفة ولكن لا أحد يعرف كم من هذه الأهداف سيتحقق، وهي تتنوع بين إعادة تثبيت توازن الرعب، تحرير الرهائن وإرساء قواعد إشتباك جديدة، وبالتالي إذا اتّجهت العملية العسكرية نحو إزاحة حماس إن تقدم الجيش الإسرائيلي على أرض المعركة وأصبح مصيرها بخطر فباعتقادي لن تقبل إيران بذلك وستحاول فتح جبهات أخرى، منها الجبهة الجنوبية لتخفيف الضغط عن الحركة، وكما أن طهرن لن تغامر بحزب الله عبر فتح معركة ليست مضطرة لها راهناً، فهي أيضاً لن تغامر بحركة حماس".
أما الاحتمال الثاني لدخول حزب الله الحرب، فهو بحسب د. نادر "قد يكون عبر استدراجه من قبل إسرائيل وجرّه إلى المعركة إما لأن عملية السيوف الحديدية تتعثر في غزة وتريد تل أبيب دفرسواراً جديداً، أو في مرحلة ما، تريد جرّ الكل إلى المفاوضات عبر قلب الطاولة على الجميع، وهذا الاحتمال يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار لأننا في اليوم الثاني من طوفان الأقصى بدأ توجيه أصابع الاتهام لإيران وبدأنا نلاحظ دورها وحجمها في الصراع الإقليمي الدائر في غزة" .
وتحت وطأة الحديد والنار، يخشى لبنان نكبة جديدة يدفع ثمنها، "ففتح جبهات أخرى مرتبطة بإيران يدفعنا إلى عدم استثناء ضربة عسكرية إسرائيلية لإيران أو عملية عسكرية في الضفة الغربية لأن إسرائيل تتحدث عن شرق أوسط جديد وعن معادلة جديدة في الإقليم، لذا قد تحاول أن تستغل إلى أقصى الحدود فرصة السماح والكلفة الباهظة التي دفعتها سلفاً، فهي ومنذ نشأتها، لم تتعرض صورتها للهزيمة إلى هذا الحد، ولم تتكبد هذا الكمّ من الخسائر البشرية والمادية، وبالتالي ستستفيد من هذا التبرير لتحقيق أهداف استراتيجية، منها ربما عملية ترانسفير جديدة"، ويدعو نادر إلى إبقاء العين على الضفة الغربية، "فقبل أحداث السبت في السابع من تشرين الأول الجاري كانت السخونة في الضفة، ويجب ألّا نغفل أن نصف حكومة بنيامين نتنياهو يريد إخضاع الضفة للسيادة الإسرائيلية واستكمال بناء المستوطنات".
وبين الأهداف والنتائج وحده صوت الميدان يعلو، بانتظار الهجوم على غزة الذي يتوعد به نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالنت وما ستكون كلفته على إسرائيل وحماس معاً، في ظل الدعم الأميركي المفتوح لتل أبيب واحتجاج حزب الله عليه واعتباره شريكا بالقتل والجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|