دخان أبيض رئاسي و3 مرشحين بعد قائد الجيش وسفير سابق لدى الفاتيكان
"المونة"تحولت من الضروريات إلى الكماليات والأسعار مدولرة
لطالما كانت فكرة "المونة الشتوية" مرتبطة بعادات سكان لبنان وتقاليدهم، لكنها تحولت على مر السنين إلى حاجة ضرورية، خاصة بالنسبة لذوي الدخل المحدود، إذ تساعد في فصل الشتاء في تأمين الطعام بتكلفة مقبولة.
بدأت هذه الحاجة الضرورية، تتحول إلى نوع من الكماليات، خاصة مع ارتفاع الأسعار، والبيع بالدولار الفريش، وهو ما يعجز عن تأمينه شريحة كبيرة من السكان. فلجأ اللبنانيون إما إلى الاستغناء كلياً عن شراء الأساسيات من الكشك، والمكدوس، والقاورما وغيرها، والاكتفاء ببعض الأنواع على غرار المربيات، أو البحث عن بديل رخيص، لتجهيز الطعام.
الأساسيات فقط
لم تتمكن الكثير من العائلات اللبنانية من شراء احتياجاتها الأساسية من المونة. اكتفت بشراء الأساسيات، كما هو الحال مع عائلة مريم حيدر. تقول حيدر (56 عاماً): "لم نتمكن من شراء الكميات التي نحتاجها كعائلة، فاقتصر الأمر على شراء 5 كيلوغرامات من البرغل، في حين نحتاج لأكثر من 10 كيلوغرامات خلال فصل الشتاء، كما اشتريت كيلوغرامين من الزعتر بدلاً من أربعة كيلوغرامات". ووفق حيدر استغنت بشكل نهائي عن شراء الكشك والمكدوس، لأن الأسعار بحسب تعبيرها مرتفعة جداً.
أرتفعت أسعار المونة هذا العام، لأكثر من 40 في المئة مقارنة بالعام الماضي، خصوصاً وأن سعر الصرف في خريف 2022 لم يبلغ حاجز 40 ألف ليرة، في حين وصل هذا العام إلى أكثر من 80 الف، وهو ما يعني أن الأسعار ارتفعت بالليرة اللبنانية بشكل مضاعف.
بعد جولة على بعض بائعي المونة في مناطق مختلفة في لبنان، تبين بأن سعر كيلوغرام المكدوس وصل إلى نحو 27 دولاراً في حين لم يتعدَ حاجز 18 دولاراً العام الماضي، كما وصل سعر كيلوغرام البرغل إلى 8 دولارات، في حين بلغ العام الماضي نحو 5 و 6 دولارات تقريباً، فيما وصل سعر الزعتر البلدي إلى نحو 10 دولارات، أما سعر الكشك فقد ناهز 22 دولارا.
أما بالنسبة إلى أسعار المربيات، وصل سعر "مرطبان" مربى الفريز سعة 500 غرام إلى 7 دولارات، فيما ناهز سعر مربى التين حاجز 12 دولاراً.
اعتمد بعض بائعي المونة على المغتربين لتصريف إنتاجهم، ولذا اعتمدوا الدولار في تعاملاتهم اليومية، الأمر الذي انعكس سلباً على الطبقات الفقيرة. في حين، لفتت سليمة عثمان (بائعة مونة) إلى أن فرض الدولار في التعاملات، جاء نتيجة ارتفاع سعر التكلفة، من شراء الأساسيات لتحضير المونة، إلى تسديد أجرة اليد العاملة، وغيرها، ووفق تعبيرها، جميع السلع في لبنان باتت مدولرة.
المكدوس.. لفئات معينة
لم تتمكن عائلات كثيرة من شراء المكدوس هذا العام. بحسب أحد تجار المكسرات، فقد وصل سعر كونتينر الجوز، إلى 99 ألف دولار، دون احتساب سعر الجمارك والشحن، ما يعني أن سعر الكيلوغرام من بلد المنشأ يبلغ ما يقارب 5 دولارات، وهو يعد سعر مرتفع جداً بالنسبة لفئة كبيرة من اللبنانيين، ولذا أحجم الكثير من التجار عن استيراد الجوز هذا العام، وفي ظل ارتفاع الأسعار، حاول اللبنانيون البحث عن بدائل، بحسب ما أكدته ندى الحسن، لـ "المدن". قالت "استخدمت الفستق بدلاً من الجوز لتحضير المكدوس، خصوصاً وأننا خلال فصل الشتاء نعتمد على الأطعمة المحضرة مسبقاً، ولم يكن من السهل الاستغناء عن تحضير المكدوس.
الزيت والزيتون
لم يكن موسم الزيتون وفيراً هذا العام بحسب شهادة العديد من اللبنانيين. يصف سعيد شحادة، أحد بائعي الزيت في منطقة جنوب لبنان، الموسم بالتعيس، وهو ما يرجح أن تكون الأسعار هذا العام مختلفة تماماً عن العام الماضي.
يقول لـ "المدن":" من المرجح أن يصل سعر تنكة الزيت لأكثر من 140 أو 150 دولاراً، مقارنة بنحو 90 إلى 100 دولار للموسم الماضي، ويعزو السبب في ذلك، إلى ضعف الإنتاج هذا العام من جهة، وإلى ارتفاع التكاليف من جهة ثانية، وهو ما يجعل من الصعب على الكثير من العائلات، شراء الزيت هذا الموسم، فيما لا يزال بعض التجار يبيعون موسم العام الماضي. وقد شهدت الأسعار بدورها ارتفاعاً، بحسب شحادة، إذ تباع التنكة بنحو 80 و 90 دولاراً، وفق سعر الصرف الحالي، أي نحو 7 ملايين تقريباً، في حين العام الماضي لم يتخطَ السعر ثلاثة ملايين و200 الف، نتيجة ارتفاع سعر الدولار. أما بالنسبة إلى سعر الزينون، فقد وصل إلى 356 الف ليرة تقريباً، في حين العام الماضي لم يتخطَّ 200 ألف ليرة.
البيع على وسائل التواصل
حرّكت وسائل التواصل الاجتماعي، البيع قليلاً هذا الموسم، بحسب ما تؤكده سليمة مختار التي تعمل في مجال تحضير المونة الشتوية وبيعها. لجأت وزوجها للترويج لمونتها من خلال صفحات "الفايسبوك" و"الانستغرام"، وتمكنت بحسب ما تؤكده لـ "المدن" من بيع كميات جيدة من خلال الطلب المسبق. تقول مختار" بدأت بعرض عينات من المونة المحضرة منزلياً، مثل"دبس الرمان"، "رب البندورة"، "اللبنة المكرزلة"، "القاورما"، وغيرها من المواد الغذائية ذات التكلفة المتوسطة، ولاقت بحسب تعبيرها رواجاً بين المواطنين، إذ تتلقى يومياً طلبات لتحضير هذه المنتجات. وعن الأسعار، تؤكد مختار، بأنها لا تحقق أرباحاً طائلة مقابل عملها هذا، وتضع بالاعتبار الوضع الاقتصادي السيء.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|