عربي ودولي

"هولوكوست" العصر

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في السابع من تشرين الأول كانت البداية. وفي 17 منه ستكون بداية النهاية. فالحرب المعلنة ضد غزة لم تعد مجرد حرب ضد حماس"، بل أصبحت حربًا ضد الإنسانية جمعاء. القذائف التي انهمرت على مستشفى المعمداني في القطاع، والذي لجأ إليه الأطفال والنساء والشيوخ ليحتموا من "نار جهنم"، لم تصبه وحده، ولم توقع فيه ما أوقعته من ضحايا بريئة بلغ عددها المئات، بل أصابت كل انسان في العالم كله لا يزال يؤمن بأن الانسان هو على صورة الله ومثاله، أيًّا كان لونه أو دينه أو عرقه أو موطنه.  
 


إنها "هولوكست" العصر. ارتكبتها إسرائيل بدم بارد ضد الأطفال والنساء والشيوخ العزّل، الذين صدّقوا للحظة أن من يقف وراء ذاك المدفع الجبان لن يستهدف دور العبادة أو المستشفيات أو مآوي العجز. لجأوا إلى ذاك المستشفى هربًا من القذائف الحاقدة، التي لا تميّز بين رضيع وطفل وعجوز ومسلح، فلاحقتهم ومزّقت أجسادهم إربًا. 
فهذه الحرب القذرة والبشعة لم تعد حرب مواجهة بين جيش وجيش، بل أصبحت حرب إبادة يدينها جميع أحرار العالم، حيثما وجدوا، وهم كثر. هي حرب ضد شعب لا ذنب له سوى أنه يطالب بحقّه في أن يعيش في دولة معترف بها، يمارس فيها دوره كمواطن له كامل الحقوق، وعليه كامل الواجبات. 
فمن مجزرة دير ياسين، وما قبلها من عشرات المجازر، التي سبقت النكبة في العام 1948على رغم كل المحاولات لطمس الحقيقة وإخفاء معالمها. وهذا ما اعترفت به صحيفة "معاريف" في العام 2019، حيث أفادت بأن فرقًا من وزارة الدفاع الاسرائيلية أزالت منذ أوائل العقد الماضي مجموعات من الوثائق التاريخية لإخفاء دليل النكبة والفظائع التي رافقتها، كما حاولت إخفاء شهادة من جنرالات حول قتل المدنيين وهدم القرى. 
وبحسب مركز "الزيتونة" للدراسات والاستشارات فإن عدد المجازر التي ارتكبتها اسرائيل في الفترة بين 1937 و1948، زادت عن 75 مجزرة، راح ضحيتها أكثر من 5 آلاف شهيد فلسطيني، فضلا عن إصابة الآلاف.ومن بين هذه المجازر، التي سبقت النكبة، يذكر مجزرة فندق "سميراميس" في القدس، ومجزرة بوابة يافا في مدينة القدس، ومجزرة "السرايا العربية" في مدينة يافا، ومجزرة "السرايا العربية" الثانية، و مجزرة عمارة المغربي في مدينة حيفا، ومجزرة قرية يازور في قضاء يافا، ومجزرة شارع عباس في حيفا، و مجزرة قرية "سعسع" قضاء حيفا، ومجزرة "بناية السلام" في القدس، ومجزرة قطار حيفا، ومجزرة "دير ياسين"، ومجزرة قرية "قالونيا"، ومجزرة قرية "ناصر الدين"، ومجزرة قرية "الحسينية" شمال صفد، ومجزرة حيفا، ومجزرة قرية "عين الزيتون"، ومجزرة قرية "أبو شوشة" شرق الرملة، ومجزرة "بيت دراس"، و مجزرة "الرملة"، ومجزرة اللد، و مجزرة "الدوايمة". 
وأن ننسى فلن ننسى مجزرة قانا في جنوب لبنان، وما سبقها وما تلاها من مجازر تُرتكب كل يوم في حق الإنسانية، فيما ضمير العالم المسمّى "حرًّا" في سبات عميق. 
إنه زمن الحقد الأعمى. إنه زمن الذئب والحمل. إنه زمن الضحية والجلاّد. إنه زمن "نيرون" القرن الحادي والعشرين. 
هذه المجزرة ستغيّر وجه الحرب. هذه المجزرة ستجعل من جميع أحرار العالم بندقية في وجه كل ظالم وطاغية في الأرض. إنه زمن التغيير.  

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا