عربي ودولي

مجزرة غزّة.. هكذا "طوّقت" بايدن!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كسرَت المجزرة التي نفذها الجيش الإسرائيليّ ضد مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، أمس الثلاثاء، كافة الخطوط الحمراء. حتماً، ما يظهر أن إسرائيل راحت تتمادى أكثر فأكثر في تجاوزاتها، وما حصلَ يمكن أن يعتبرُ ورقة قويّة بالنسبة لأعداء إسرائيل من أجل التحرُّك ضدها أكثر من السابق في ظلّ حربها المستمرة على غزة.  
 


 
فعلياً، باتت إسرائيل بعد تلك المجزرة في حالةٍ أكثر إرتباكاً. الآن، تسعى تل أبيب لتطويق ذيول ما حصل برفع المسؤولية عن نفسها وإتهام حركة "الجهاد الإسلامي" بالكارثة المروعة. هنا، يظنّ الجيش الإسرائيلي أنّ تمرير هذا الإدعاء سينجح، إلا أنّ هذا الأمر لن يتحقق. يُمكن القول أيضاً إنّ إسرائيل إرتكبت "حماقة" كبيرة في قصفها للمستشفى، فالأمرُ هذا جعل الرأي العام العالمي، ومهما فعلت تل أبيب لـ"تحسين صورتها"، ينتفضُ ضدّها ويطالبها بوقف حربها الشعواء ضد غزة.  

 

 
سياسياً، من الممكن أن تشكل المجزرة الأخيرة عنوان ضغطٍ على إسرائيل لوقف عدوانها فوراً على غزة والقبول بالمفاوضات التي ترفضها بشكلٍ علني وفاضح. كذلك، يعتبرُ ما حصل ورقة إضافية في جعبة حركة "حماس" التي وجدت في التحركات المناهضة لتلك المجزرة خطوة إيجابيّة لصالحها وبمثابة عنصر ضغطٍ على إسرائيل في ظلّ المعركة القائمة معها.  
 
كيف ستؤثر المجزرة على زيارة بايدن؟  
 
بشكلٍ أو بآخر، يتبيّن أن ما فعلته إسرائيل يوم أمس سيؤثر سلباً على زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن القائمة اليوم إلى تل أبيب. واقعياً، يسعى الأخير لإغناء موقف إسرائيل في حربها ضدّ "حماس"، لكن المجزرة الأخيرة ستقلُب المعادلات. المفارقة هنا أنّ بايدن يزور الشرق الأوسط الذي تعمّه التظاهرات، والأمرُ هذا يعتبر ضاغطاً بشكلٍ كبير، في حين أنّ خطوة إلغاء الأردن القمة الرباعية التي كانت ستُعقد اليوم بحضور الرئيس الأميركي، بمثابة رسالة قوية على أنّ الأخير مُطالبٌ بالتدخل لوقف الحرب فوراً سواء بإنعقاد القمة من عدمها. وللإشارة، فإنّ بايدن وبإلغاء زيارته التي كانت مقررة إلى الأردن، يكونُ قد خسرَ إحاطة عربيّة كاد يحظى بها في دولة مؤثرة على صعيد القضية الفلسطينية، وبالتالي أصبحت زيارته إلى الشرق الأوسط "يتيمة" ومحصورة بإسرائيل المنبوذة بشدّة.  
 
إنطلاقاً من كل ذلك، فإنّ بايدن وبعد تلك المجزرة قد يجدُ نفسهُ مُحرجاً مع الدول العربية الأخرى التي باتت ترى أنّ أميركا تنقلبُ على الشرق الأوسط في ظلّ دعمها المطلق لإسرائيل وسط حربها ومجازرها. لهذا السبب، يمكن القول إنّ إسرائيل "ورّطت" بايدن في مواقف كان ينأى بنفسه عنها طيلة الأيام الماضية، وبالتالي أصبحَ لزاماً على الأخير إتخاذ مواقف أكثر ليونة لتطويق الحرب لأن الشارع العالمي والعربي بات يتحرك تماماً ضدّ إسرائيل. وفي حال لم يبادر الرئيس الأميركي إلى ذلك، فعندها سيكونُ الوجود الأميركي مُهدداً في المنطقة، وبالتالي سيكون الصدام كبيراً مع دوله خصوصاً في المحيط العربي. 

 

 
ورقة رابحة لإيران.. ماذا عن جبهة لبنان؟  
 
ما جرى في غزة بعد تلك المجزرة يُعتبر ورقة رابحة لإيران خصوصاً أنَّ الأخيرة كانت تحاول فرض شروطها لوقف العدوان على غزة والتهديد بفتح جبهاتٍ ميدانية عديدة. الآن، باتت التحركات في الدول العربية وغيرها منصةً يمكن لطهران الإستناد عليها من أجل الضغط على إسرائيل وأميركا، وبالتالي فإن ما يجري الآن يمكن أن يريح إيران قليلاً ويؤجل تدخل جبهاتها وجماعاتها الموالية لها باعتبار أنّ المأساة التي وقعت ستُشكل لوحدها عنصر ضغطٍ دولي قد يدفع لوقف العدوان على غزّة، وهذا مطلبٌ إيراني بالدرجة الأولى وقد يتحققُ بشكلٍ متصاعد.  
 
أما على صعيد جبهة لبنان، فإن "حزب الله" ما زال مُلتزماً بقواعد الإشتباك، وما فعلته إسرائيل بالأمس ضدّ المستشفى قد يستدعي رداً عسكرياً من الحزب في المناطق التي يستهدفها منذ بدء عملية "طوفان الأقصى". ومثله مثل إيران، يعتبر الحزبُ نفسه مرتاحاً في الميدان، فالشارع العربي كله وحتى العالمي بات ضاغطاً في الإتجاه نفسه الذي يريده الحزب، ومن الممكن أن يساعد الضغط الدولي القائم على "ترويض إسرائيل" حالياً، وبالتالي جعل "حزب الله" بعيداً عن أي معركة تساهم في إستنزاف طاقته وقدراته العسكريّة. هنا، ما يتبين هو أنّ الحزب هو الذي ربِح ورقة القوة، فيما إسرائيل قد تصلُ في النهاية إلى لحظة التفاوض على ملف غزة من دون تحقيق أهدافها المتمثلة بـ"إنهاء حماس" وضرب بنيتها العسكريّة.  

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا