بالفيديو : بعد تواريه عن الأنظار لأشهر... دكتور فود يطّل على متابعيه من جديد
"ذخيرة عاطفيّة"... وصورة غيرّت مسار التاريخ
كتبت مريم حرب في موقع mtv:
غزّة الحدث والصورة، منذ أن دقّت ساعة عمليّة "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأوّل. وحدها كاميرات مقاتلي "حماس" وهواتف الغزاويّين وثّقت الساعات الأولى للعمليّة وتفاصيلها. العالم شاهد عبر مواقع التواصل الاجتماعي "الطوفان" بعين الفلسطينيّين.
ما انتشر يومها من صور وفيديوهات أظهر أنّ عنصر المفاجأة فعل فعله. ما إن استوعبت إسرائيل الصدمة حتى اتخذت قرار الردّ الحاسم ووضعت قطاع غزة تحت الحصار الكامل. استعانت إسرائيل بعدد من الفيديوهات التي انتشرت لتعليل كلّ ما أقدمت عليه من تدمير وقتل للمدنيّين في قطاع غزّة واستمالة الرأي العام العربي والغربي. وحصلت على ما أرادت خصوصًا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
سلّط الإعلام الغربي الضوء على "إرهابيّة" حركة حماس وجناحها العسكري "كتائب القسام" ناشراً صور وفيديوهات قتل عناصر من الجيش الإسرائيلي وخطف رهائن، ومعتّمًا على هول الدمار والقتل والقصف الإسرائيلي المستمرّ على قطاع غزّة. فبعض القنوات الغربيّة الموجودة في إسرائيل تصوّر وتعّد على الهواء مباشرة عدد الصواريخ التي اعترضتها القبّة الحديديّة ولا تُحصي في المقابل وابل الصواريخ التي يطلقها الجيش الإسرائيلي. هذا التعتيم يقابله ما تلتقطه عدسات المصوّرين والمراسلين في قطاع غزّة والغزاويّين لما تقترفه أيادي العدوّ في البشر الحجر.
الإعلام الأميركي والأوروبي خصوصًا الذي تماهى مع سياسة دوله المؤيّدة لإسرائيل، روّج لعددٍ من الروايات، سقطت تلقائيًّا لعدم وجود صورة أو فيديو يدعم تفاصيلها.
وسط ذلك كلّه، تبرز أهميّة الصورة، فهي الشاهد على الحدث والموثّق له. هي "الذخيرة العاطفيّة" التي تصنع الرأي العام. وانطلاقًا من هذه الأهميّة تُحاول إسرائيل أن تُخفي هلعها وجرائمها بقصفها المقصود للإعلاميّين والمصوّرين في قطاع غزّة وقتل عدد منهم. حتى أنّها استهدفت سيّارة للصحافيّين على الحدود اللبنانيّة الجنوبيّة ما أدّى إلى سقوط الشهيد المصوّر عصام عبدالله وعدد من الجرحى.
يُؤكّد نقيب المصوّرين في لبنان علي علوش أنّه منذ أن اكتُشفت الصورة وهي تُستخدم لتوثيق القضايا والأحداث وتثبيتها عبر التاريخ. ويقول، في حديث لموقع mtv: "مع التطوّرالذي شهده العالم واستخدام كاميرات الهواتف وسرعة نقل الصورة وانتشارها بات للصورة الجامدة أو المتحرّكة تأثيرٌ أكبر". لم تعد الصورة حكرًا على المصوّرين المحترفين، إذ يمكن لأيّ إنسان أينما كان أن يلتقط صورة وأن تأخذ ردود فعل إيجابيّة أو سلبيّة. وإذ يُحذّر علوش من إدخال تعديلات على الصورة، يُشدّد على أنّ "الصورة الصادقة غير المعدّلة وحدها هي التي تُؤرّخ". ويُضيف: "كلّ مصوّر يلتقط الحدث من زاوية معيّنة إنّما بمهنيّة، ولذلك تكتمل المشهديّة بجمع مختلف زوايا التصوير، من هنا أهميّة وجود هذا الكمّ الهائل من الصور في أيّ حدث بشكل يحدّ من تحوير الرأي العام".
ويلفت علوش إلى أنّ "الخبرة تلعب دوراً وكذلك الحظ في تصوير صورة أو مشهد يكون وقعهما على الرأي العام أقوى من أيّ صورة أخرى، أو مشهد عابر". ويردف: "لا يستهيننّ أحدٌ بمدى تأثير الصورة، والتاريخ شاهد على صور كانت سببًا في تحوّل مجرى الأحداث وإيقاف حروب".
منذ أيّام، كانت الصورة من مستشفى الأهلي المعمداني في غزّة الذي تعرّض للقصف. صور وفيديوهات عدّة انتشرت. وقد تكون صورة المؤتمر الصحافي الذي عقدته وزارة الصحة بين ضحايا مجزرة المستشفى الدليل الدامغ لهول الحدث وسببًا في تحوّلٍ كبير في القضيّة الفلسطينيّة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|