بعد الإطاحة بالأسد... هل بدأ الانسحاب الروسي من سوريا وما علاقة ليبيا به؟
غزّة صراعٌ بلا نهاية
كتب شادي الياس:
أسبوعٌ مرّ على بداية الحرب الفلسطينيّة الإسرائيليّة، ولم يصدّق أحد أنّها ستستمرّ إلى هذا الحدّ لتأخذ منحى الحرب العسكريّة بين دولتين، الأمر الذي كسرَ الهيبة الإسرائيليّة وهذا الإيحاءَ بأنّها دولة خارقة القوّة في العالم.
لا بدّ من التّوقّف عند هذا الحدث الاستثنائيّ في المنطقة التي تشهد تغيّرات إقليميّة على مستوى التّطبيع في الاقتصاد الذي سيتبعه تطبيعٌ في السّياسة الدّوليّة.
لقد كتبتُ في مقالاتٍ سابقة عن تطوّر العلاقات السّعودية الإسرائيليّة وتداعياتها على ميزان القوى في المنطقة، كما تناولت في مقال سابق خطّ الاقتصاد العالميّ الجديد. لذلك، سأكتفي باستعراض المشهد العامّ والتّغيّر الذي أحدثته هذه الحرب على اللّعبة الإقليميّة.
أوّلًا: ما نجحت حماس في تحقيقه، حتّى الآن، هو تعطيل مفاوضات التّطبيع التي لها تداعياتٌ كارثيّةٌ على الأمن القوميّ الإيرانيّ، إذ تصل إسرائيل فيها إلى ضفاف الخليج العربيّ المقابل لإيران.
ثانيًا: لقد نجحت حماس في الاستمرار والصّمود في العمليّة، وما يؤكّد نجاح هذه العمليّة هو ما خلّفته وراءها من خسائر بشريّة ومادّيّة في صفوف العدوّ.
ثالثًا: نجحت حماس في فرض نفسها ورقةً صعبةً على طاولة المفاوضات الدّوليّة، بما حصلت عليه من رهائن ومكتسبات في القدرة العسكريّة العالية.
رابعًا: أثبتت حماس أنّها قادرة على المواجهة، وحيدةً، من دون دعمٍ من فتح أو حزب الله أو مصر.
خامسًا: لم تستطع إسرائيل السّيطرة على القطاع أو منع إدخال الصّواريخ والذّخائر على أنواعها.
سادسًا: ولكن في النّقطة السّادسة لابدّ من النّظر في الأثمان التي تكلّفتها حماس والتي انعكست بشكل مباشر على شعبها الفلسطينيّ:
عدد مرعب من الشّهداء ، لا يزال يزداد ساعةً بعد ساعة. وعدد كبير جدًّا جدًّا من الجرحى، بالإضافة إلى عددٍ من الأسرى والمفقودين.
سابعًا: الشّعب الفلسطينيّ الذي وُضع تحت النّيران الإسرائيليّة، وجد نفسه إمّا مشرّدًا نازحًا نحو الجنوب، وإمّا ميتًا تحت الأنقاض. وبالتّالي فإنّ هول الكارثة على الشعب سيستمرّ، لأنه ما من جهة قادرة على إعادة الإعمار، لا مصر التي وعدت بذلك وهي تعاني من انهيار في عملتها الوطنية، ولا الأردن، ولا العراق، وطبعًا ولا إيران المحاصرة اقتصاديًّا والتي ترضخ للعقوبات الأمريكيّة. لذلك، هناك شتاء قارس سيحلّ على شعب لم يعش يومًا كما يستحقّ العيش.
ثامنًا: إن انتصرت إسرائيل على غزة فستصبح حماس خارج غزّة جغرافيًّا بكلّ تأكيد، ولا أحد يعرف من أين ستكون إدارتها وأين سيكون مركز قيادتها. لا بل سيكون الشّعب الغزّاويّ في فوضًى اجتماعيّة، لا من إدارة عنده ولا من تنظيم مدنيّ، وبالتّالي ستكون لفتح الفرصة الأكبر للسّيطرة على غزّة وحكمها، بصورة أوّليّة للمشهد. وستكون حماس قد لعبت دورها الأخير في مقاومة إسرائيل، قبل أن تفقد قدرتها العسكريّة التي تتحكّم إيران بها في المنطقة.
تاسعًا: إسرائيليًّا، بعد الانقسام في الشّارع الدّاخليّ وازدياد المعارضة السّياسيّة التي وصلت الى حدّ الشّغب، يمكن الاعتراف بغرق إسرائيل في الوحول الفلسطينيّة التي لا تزال في يومها الثاني عشر عشر ولم يتمكّنوا بعد من السّيطرة عليها، وبالتّالي تسجيل نقطة في الخرق للأمن القوميّ الإسرائيليّ. وبالتّالي، لم تعد إسرائيل أرضًا آمنة وخصبة للاستثمار، فالعملة في تدهور مستمرّ، والاقتصاد في اتّجاهه الهبوطيّ الحادّ، ولا مجال بعد الآن للسّياحة أو الزّيارة ولا حتّى لمشاهدة حفل موسيقيّ بسيط.
عاشرًا واخيرًا: رغم المواجهة بين الجبهة الشّماليّة وحزب الله والتّبادل المتقطّع للصّواريخ من الاتّجاهين، ورغم سقوط شهداء وقتلى، إلّا أنّنا نرى أنّ الحرب على لبنان لم تبدأ بعد، ويبدو أنّ أجندة الأولويّات هي إنهاء الحرب الغزّاويّة، لاستكمالها شمالًا على لبنان الذي لا حكومة فيه قادرة على تهدئة الوضع أو التأثير بشيء. لذلك، ستبقى الأيّام القادمة هي التي تؤكّد على هذه السّيناريوهات. وعسى أن تنتهي هذه الحرب في أسرع وقت، ويتمّ وضع حدّ لكلّ هذا الدّمار، متمنّيًا أن ترجع تلك التّموضعات التي كانت عليها الاتّفاقيّات سابقًا، حتى ولو أنّ المؤشّرات تبدو مستحيلة.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|