عربي ودولي

دعم روسيا عسكريا لإيران غير وارد في غزة ...تكفيها عداوات من حرب أوكرانيا

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

قبل أيام من زيارته المقررة إلى إيران وتحديدا في 19 تشرين الأول الجاري صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن خطر تصاعد النزاع الفلسطيني الإسرائيلي إلى صراع إقليمي مرتفع للغاية. ورفض لافروف محاولات إلقاء اللوم على إيران في كل شيء وقال:" نعتبر أن محاولات إلقاء اللوم في كل شيء على إيران استفزازية تماما. أعتقد أن القيادة الإيرانية تتخذ موقفا مسؤولا ومتوازنا إلى حد ما وتدعو إلى منع هذا الصراع من الانتشار إلى المنطقة بأكملها والدول المجاورة".

هذا التناغم في الموقف الروسي يكسر كل التباينات الحاصلة بين البلدين في العديد من الملفات وتحديدا في ما يتعلق بالدور الروسي في سوريا لكن الأكيد أن حرب غزة وتطوراتها التي ستغير قواعد اللعبة في المنطقة وترسم بالتالي خارطة جديدة بدأت تتبلور. ومع وصول وزير خارجية روسيا إلى طهران أمس للمشاركة في الإجتماع الذي يرعاه ويحضره وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ، ويشارك فيه كل من وزراء خارجية ايران وروسيا وتركيا واذربيجان وارمينيا لمناقشة القضايا المتعلقة بمنطقة جنوب القوقاز وبذل الجهود لتوسيع التعاون الإقليمي السياسي والأمني والترانزيت والطاقة ارتسمت أكثر من علامة استفهام حول مدى إعادة بناء جسر روسي-إيراني للدخول على خط حرب غزة عسكريا.

الخبير في الشؤون الامنية والعسكرية، العميد المتقاعد خالد حماده يعتبر أن "الزيارة التي يقوم بها لافروف إلى إيران قد تكون في ظاهرها للبحث في أزمة أرمينيا،  لكنها في العمق ستكون موجهة للبحث في موضوع الحرب في غزة". ويقول لـ"المركزية" " ان روسيا تدرك حجم المشاركة الإيرانية في دعم حركة حماس،  وتدرك أيضا مدى توغلها في سوريا ولبنان،  وهما منطقتا تأثير ومنطقتا عمل للقوات الروسية، وهناك طبعا عمليات عسكرية مشتركة وتنسيق وتقاسم نفوذ. وعليه، فهي تدرك أن إذا اهتز موقع إيران في المنطقة، ستتأثر روسيا سلبا. كذلك فإن المواقف المعلنة من الرئيس الأميركي والتي جمعت بين الحرب في غزة والحرب في أوكرانيا تسلط الضوء على العلاقة الروسية – الإيرانية نظرا لوجود الدولتين في نفس المحور". 

على خلفية قرار ضم شبه جزيرة القرم، واندلاع الأعمال القتالية في شرق أوكرانيا، بدأ التحول الجدي في العلاقات الروسية الايرانية. كان ذلك في العام 2014، ما وضع روسيا أمام حزم عقوبات غربية واسعة. واستكملت الحلقة الثانية من التحول في العام التالي مباشرة، في أعقاب التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا.. فهل تكسر حرب غزة هذه المرحلة لتفتح صفحة جديدة من العلاقات الروسية-الإيرانية؟ 

"لا يمكن الحديث عن دعم روسي لإيران بالمعنى العسكري" من هذه الثابتة ينطلق حماده ويرجح أن " إيران تنأى بنفسها عن الحرب الدائرة في غزة. وهي -كما تقول-  تدعم الفصائل الفلسطينية. لذلك فإن روسيا لن تتخذ أي موقف من شأنه أن يُحرج إيران ويدفعها إلى تغيير موقفها.وأعتقد أن هناك نظرة حذرة للمستجدات المتعلقة بمستقبل المعركة وكذلك محاولة تمرير هذا الهجوم الأميركي على المنطقة بأقل أضرار ممكنة".

لم تكن العلاقات بين موسكو وتل أبيب في أحسن حالاتها ليلة السابع من تشرين الأول واندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس وانزلاقها نحو حافة حرب إقليمية كبرى تهدد تداعياتها المنطقة والعالم، وفقاً لتحذيرات روسية. وعلى رغم أن مواقف الطرفين تعكس تباعداً يُعدّ الأوسع في تاريخ العلاقات التي انطلقت في مطلع تسعينات القرن الماضي، إلا أن روسيا أعلنت أنها تقف مع غزة بالمعنى الإنساني "وهي لم تفعل إلا ذلك، كما أنها لن تقف في وجه إسرائيل نظرا للتنسيق الموجود بينهما في الداخل السوري. وروسيا تدرك التنسيق القائم لعمليات الطيران الإسرائيلي داخل الأراضي السورية حيث توجد كل وسائط الدفاع الجوي الروسية".

كل هذا يؤشر بأن "روسيا دخلت غزة كمكون جديد على دائرة النفوذ الموجودة في المنطقة حيث هناك تقاسم لمجموعة دول. أما إذا تعثر الموقف الإسرائيلي لجهة الهجوم على غزة وتعثرت العملية العسكرية أكثر وازداد الضغط الدولي على إسرائيل لكي تخفف من عملياتها التدميرية وربما صرف النظر عن عملية التوغل البري، فهذا سيشكل مدخلا لروسيا كي تحاول بناء شراكات أو علاقات مع المنطقة من خلال أزمة غزة بمعنى أنها ستكون ربما طرفا يدفع باتجاه مباشرة مباحثات جدية للسلام في ما يتعلق بحل الدولتين".

يبقى أن مسالة دعم روسيا عسكريا لإيران غير وارد بحسب حماده وهو "بعيد عن المنطق لأن إيران لا تريد أن تنغمس أكثر في الحرب اذ تدرك أن مصالحها معلّقة على عدة عوامل ولا يمكنها أن تشكل طرفاً مشاركاً في الحرب في غزة أو في ما يتعلق بتهديد المصالح الأميركية في المنطقة. وعليه قد تكون هناك إشارة إلى موضوع غزة بما يتعلق بالشق الإنساني في البيان الذي سيخرج عن اجتماع وزراء الخارجية في طهران.

أما العلاقة الإيرانية – الروسية " فترتبط بخارطة النفوذ الموجودة في المنطقة والمصالح المشتركة وكذلك بالإلتصاق مع الموقف الدولي، خصوصا أن روسيا لا تريد أن تبني عداوات أوروبية وغربية جديدة  تضاف إلى العداوات التي تشكلت على خلفية الحرب في أوكرانيا"، يختم حماده. 

جوانا فرحات - المركزية 

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا