عبد اللهيان في نيويورك... هل نضجت المفاوضات؟
تطرح زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان المفاجئة إلى نيويورك، أكثر من علامة إستفهام حول ما إذا كانت ظروف الجلوس على طاولة مفاوضات حول الحرب الإسرائيلية على غزة، قد نضجت واستكملت كل عناصرها. وعلى الرغم من أن مشاهد المجازر الإسرائيلية في غزة ما زالت تتواصل، وصور الدمار الشامل تتوالى، كما مشروع ترحيل الفلسطينيين من القطاع قائماً، إضافةً إلى فشل "قمة السلام العربية" في مصر، تنفي فرضية أي مفاوضات، فمن المفيد القول بأن الدخول إلى المفاوضات، يقتضي انتصار أحد الفريقين في الحرب، أو فشل محاولات الفريق المُهاجِم أو الفريق المُدافِع عن أرضه في غزة.
عندما فشلت إسرائيل بعد 20 يوماً من القصف الجوي التدميري للقطاع، وبغطاء غربي سياسي وعسكري وصمت عربي على جرائمها، قد تكون استطاعت تنفيذ نوع من الإنتقام القوي، لكنه لا يسمح لها اليوم بالجلوس إلى الطاولة، كونها فشلت في استعادة الأسرى، بحسب ما توقع مصدر ديبلوماسي واسع الإطلاع، إذ يكشف عن أن هناك قوى إقليمية وعربية، لم تدخل المعركة بعد، علماً أنه إذا دخلت إسرائيل الحرب البرّية في غزة، فهذا يعني دخولها في مستنقع حرب استنزاف طويلة الأمد. وإذا حاولت تطوير الجبهة الشمالية مع لبنان، فمن الممكن أيضاً أن لا تحقِّق مرادها، لأن قواعد القتال الحالية ستسقط، وهو ما يدفع إلى السؤال عن استعداد واشنطن، وليس إسرائيل، لتطوير هذه الجبهة.
ولذلك، يقول المصدر الديبلوماسي، إن الشروط الرئيسية لأي طاولة مفاوضات، أن يضع كل فريق الأوراق التي في حوزته، وبالتالي، فإن إسرائيل، لن تفتح أي جبهة إلاّ بعد تحقيق شرطين: الأول استعادة أسراها، والثاني الحصول على ضوء أخضر أميركي للدخول البرّي، ومن دونهما ستكون مُلزمة بأن تجلس إلى الطاولة.
فالجلوس إلى طاولة المفاوضات، يبدو اليوم مطلباً أميركياً، بعدما أفسحت واشنطن المجال لإسرائيل بأن تقوم بعملياتها الإنتقامية، لكنها في الوقت نفسه، لم تقفل باب التفاوض، وفي المقابل، يتحدث المصدر الديبلوماسي، عن تمهيد لدينامية المفاوضات سواء من قبل الإيراني عندما قال الوزير حسين أمير عبد اللهيان، أن بلاده لا تسعى لتوسيع دائرة الحرب في المنطقة، أو من قبل الرئيس جو بايدن الذي طلب من إيران ضبط النفس.
وما يعزِّز هذه الإحتمالات، هو الموقف السعودي المستجدّ بعد عملية غزة، إذ كانت الرياض على أبواب التطبيع مع إسرائيل، وسقف المطالب السعودية كان فقط تحسين الشروط الإنسانية للفلسطينيين، إنما بعد عملية غزة، يضيف المصدر، إنقلب الموقف وأعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وقبل 24 ساعة من وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الرياض، عن وقف محادثات التطبيع أولاً، ثم إعلانه بكلام واضح جداً في قمة الخليج منذ 4 أيام بأن "الحلّ هو في الدولة الفلسطينية على حدود 1967"، حيث يلاحظ المصدر، أن ردة الفعل الغربية عليه كانت مفاجئة، خصوصاً وأن هذه المعادلة قد تمّ تخطّيها بفعل الأمر الواقع، وبوجود 800 الف مستوطن في الضفة الغربية، بمعنى أن العودة إلى حدود أل 67 هو واقع جديد تطرحه الرياض على الغرب، والذي لم يرفضه، إذ فوجئ الجميع بان الرئيس بايدن اتصل بولي العهد السعودي بعد هذا الموقف، بمعنى أن الاميركيين ليسوا بعيدين عن القبول بحلٍ ما، حتى أن بلينكن تحدث في نيويورك منذ يومين عن حل الدولتين، وكان امتعاض من المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة من هذا الكلام، بمعنى أن واشنطن مقتنعة أن القتل والتدمير ليس حلاً، ما لم يكن هناك نتيجة سياسية له، ولذلك، فإنه من الممكن أن يكون التحضير لهذه الطاولة قد بدأ.
فادي عيد-"ليبانون ديبايت"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|