75 عاماً من المؤتمرات والمبادرات من أجل السلام.. ملخص يعرض لكم أهمها
يوم النكبة
على أثر وعد بلفور 1917 تحقق الحلم الاسرائيلي بإقامة دولة يهودية في فلسطين نتج عن ذلك أزمة بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي وتحول لاحقًا الى قضية لم تنتهِ فصولها لأكثر من قرن من الزمن. تبع ذلك أعمال عدائية بين الأطراف المعنية، حتى بلغ ذروته يوم 15 أيار 1948 والذي عرف بيوم النكبة حيث تم تهجير أكثر من 500 قرية فلسطينية وتشريد أكثر من 700 الف مواطن ومنذ ذلك الحين ونحن نشهد على مؤتمرات ومبادرات ترضي الطرفين.
سنعرض ملخصا عن المؤتمرات والاتفاقيات والمبادرات التي حدثت طيلة فترة الـ 75 عاماً تحت عناوين مختلفة أهمها: "السلام في الشرق الأوسط" أو "السلام العربي الإسرائيلي" وغيرها.
قرار رقم 194 عام 1948: صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يعتبر واحداً من القرارات الهامة التي تتعلق بـالنزاع العربي الإسرائيلي وقضية اللاجئين الفلسطينيين. ينص القرار على عدة نقاط أساسية، منها:
1- يؤكد القرار حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وتعويضهم عن أي خسائر معنوية أو مادية نتجت عن النزاع.
2- يدعو إلى تسهيل عملية عودتهم وإعادة توطينهم بأسرع وقت ممكن.
3- الحفاظ على ممتلكات اللاجئين: يدعو القرار إلى الحفاظ على ممتلكات اللاجئين الفلسطينيين وتعويضهم عن أي خسائر مادية لحقوق الملكية التي تكبدوها.
4- إنشاء لجنة لتنفيذ القرار: يكلف القرار الأمين العام للأمم المتحدة بإنشاء لجنة لتنفيذه والعمل على تنفيذ المطالب الواردة فيه.
تعتبر هذه النقاط بمثابة مبادئ حقوق اللاجئين الفلسطينيين وتشكل إطارًا للجهود المبذولة من قبل الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي للنزاع العربي الإسرائيلي وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.
اتفاقية الهدنة عام 1948: عُين "فوك برنادوتي" وسيط من قبل الامم المتحدة لحل النزاع الاسرائيلي- الفلسطيني وكان ذلك أول وساطة رسمية لحل النزاع القائم. أغتيل "برنادوتي" في القدس على يد مجموعة "LEHI" وهي منظمة اسرائيلية مسلحة "مقاتلون من اجل حرية اسرائيل". جرى تعيين "رالف بانش" لإستكمال المهام وبعد مفاوضات شاقة استطاع "بانش" التوصول الى وقف لإطلاق النار والى ترسيم الخط الأخضر. عرف باتفاقية الهدنة عام 1949 والذي وُقع عليه في جزيرة رودس اليونانية بين إسرائيل ومصر ولبنان وسوريا والأردن. تبعه عام 1950 التوقيع على إعلان تعهدت فيه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا التزامهم بالسلام والاستقرار في المنطقة، ومعارضتهم لاستخدام القوة أو التهديد باستخدامها.
الأرض مقابل السلام عام 1967: في أعقاب حرب الأيام الستة صدر قرار عن مجلس الأمن رقم 242 في 22 تشرين الثاني 1967 وقد تم اعتماده بموجب الفصل السادس. أهم ما جاء فيه: يدعو القرار إلى تطبيق صيغة "الأرض مقابل السلام"، التي تدعو إلى انسحاب إسرائيل من "الأراضي" التي احتلتها عام 1967 مقابل السلام مع جيرانها وإنهاء جميع المطالبات أو حالات الحرب واحترام والاعتراف بالسيادة والسلامة الإقليمية والاستقلال السياسي لكل دولة في المنطقة وحقها في العيش في سلام داخل حدود آمنة ومعترف بها خالية من التهديدات أو أعمال القوة.
مهمة "يارينغ" 1967: بعد حرب الأيام الستة و في 23 تشرين الثاني 1967 جرى تعيين "غونار يارينغ" من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بهدف تحقيق تسوية سلمية للصراع بين إسرائيل وجيرانها العرب بعد مباحثات استمرت لسنوات قدم في شباط 1971 الى إسرائيل ومصر خطة لمعاهدة سلام رفضها الجانب الاسرائيلي معتبرًا ان الشروط التي وضعها الجانب المصري سيضعف إسرائيل اقليميًا ولن تقبل به، وأضاف الجانب الإسرائيلي أن عملية السلام ستجري بالتوازي مع إعادة الأراضي التي احتلت دون أي شروط أخرى. استمرت المهمة حتى العام 1973 إلى أن توقفت عند هذه النقطة.
خطة "روجرز" 1969: خلال مهمة "يارينغ" مندوب الأمم المتحدة جرى بالتوازي مفاوضات قادها وزير خارجية الولايات المتحدة "ويليام روجرز" لإنهاء القتال بعد حرب الأيام الستة وحرب الاستنزاف الذي تلتها. تركزت الخطة على "اتفاقية الهدنة" وعلى انسحاب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها عام 67 وعلى مناطق منزوعة السلاح وضمان البلدان حرية المرور عبر خليج العقبة والترتيبات الأمنية لغزة. رفضت إسرائيل الخطة ووصفتها بأنها "محاولة لاسترضاء العرب على حساب إسرائيل. ورفضها الاتحاد السوفياتي والرئيس عبد الناصر باعتبارها "أحادية الجانب" و"موالية لإسرائيل".
قدم "روجرز" خطة ثانية عام 1970: لعب الاردن دورا هاما في الاتفاق الذي يلزم الجانبين الاسرائيلي والمصري على وقف إطلاق النار، وعلى عدم تغيير "الوضع العسكري الراهن داخل المناطق الممتدة لمسافة 50 كيلومترا إلى الشرق والغرب من خط وقف إطلاق النار". اغضب الاتفاق القيادة الفلسطينية مما دفعها لإحداث اضطرابات حاولت خلالها الاطاحة بالملك حسين والتي عرفت بـ "أيلول الاسود 1970". (ليتبين لاحقًا أن موافقة "عبد الناصر" على الخطة كانت بمثابة استراحة استطاع خلالها من تعزيز قدرات مصر العسكرية والتي أظهرها يوم 6 تشرين الأول 1973).
حاول مستشار الأمن القومي للرئيس نيكسون "هنري كيسنجر" تقديم خطة وافقت عليها اسرائيل وهي "الأمن مقابل السيادة" على أن تعيد إسرائيل السيادة المصرية على كل سيناء، باستثناء بعض المناطق الإستراتيجية فيها، ولكنها انتهت جميعها بالفشل.
مبادرة السادات: فى الرابع من شباط ١٩٧١، طرح الرئيس المصري انور السادات مبادرته الأولى للسلام القريبة من خطة "روجرز" و تقوم المبادرة على أن تنسحب إسرائيل من شرق قناة السويس وتكون منطقة منزوعة السلاح، على أن تخفف مصر من تواجد قواتها غرب القناة، وتقوم مصر خلال ستة أشهر بافتتاح قناة السويس للملاحة البحرية. لقيت ترحيبا من أميركا وروسيا وبين مؤيد ومعارض في إسرائيل. توقفت المبادرة بعد حرب "6 تشرين 73" ليعاد احيائها لاحقا في "كامب ديفيد" .
مؤتمر جنيف عام 1973: سبق المؤتمر قرارا في مجلس الأمن حمل رقم 338 في 22 تشرين الأول 1973 والذي مهد للمؤتمر في 21 كانون الأول 1973 تحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة ترأسته أميركا والاتحاد السوفياتي وبمشاركة الدول المعنية بالنزاع بإستثناء سوريا. لم يحدث المؤتمر اي جديد، ما أسس لاحقاً الى التوقيع على ما عرف بـ "فك الارتباط" بين اسرائيل ومصر وبين اسرائيل وسوريا عام 1974 تبع ذلك توقيع اتفاق آخرعرف بـ "اتفاق سيناء المؤقت" بين إسرائيل ومصر عام 1975 والذي ينص على أن النزاعات بين مصر وإسرائيل ينبغي أن لا تحل بالقوة العسكرية ولكن بالوسائل السلمية.
كامب ديفيد: بعد رفض كل من الأردن وسوريا المشاركة في اجتماعات "كامب ديفيد" حصل اتفاق ثنائي بين مصر واسرائيل برعاية الرئيس الأميركي جيمي كارتر في 17 أيلول 1978 تركز الاتفاق على إحياء مبادرة "الرئيس السادات" وعلى تطبيق قرار رقم 242 أي "الأرض مقابل السلام" وقرار رقم 338 الذي نص على وقف لإطلاق النار وتحت ما دعي بـ "الرعاية المناسبة" أي رعاية اميركا او روسيا وليس الأمم المتحدة.
تم توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل بعد 16 شهرًا من زيارة الرئيس المصري أنور السادات لإسرائيل عام 1977، واهم ما جاء في المعاهدة هي الاعتراف المتبادل، ووقف حالة الحرب التي كانت قائمة منذ عام 1948، وتطبيع العلاقات وانسحاب إسرائيل لقواتها المسلحة والمدنيين من شبه جزيرة سيناء. وافقت مصر على ترك شبه جزيرة سيناء منزوعة السلاح. ونص الاتفاق على حرية مرور السفن الإسرائيلية عبر قناة السويس، والاعتراف بمضيق تيران وخليج العقبة كـ "ممرين مائيين دوليين"، واللذين حاصرتهم مصر عام 1967. كما دعا الاتفاق إلى إنهاء الحكم الإسرائيلي على الأراضي التي تحتلها إسرائيل وإقامة حكم ذاتي كامل للسكان الفلسطينيين، لم يتم تنفيذ هذا الجزء بشكل كامل ولكنه أصبح الأساس لاتفاقات أوسلو.
أصبحت مصر الدولة الأولى في العالم العربي تعترف وتوقع سلام مع إسرائيل. لم يلق اتفاق السلام ترحيبًا عربيًا خاصةً أنه جاء من البلد الاكبر والاقوى في العالم العربي لذلك أطلق على معاهدة السلام تسمية "السلام البارد"
خطة فهد للسلام او مبادرة فاس: هي اقتراح قدمه ولي العهد السعودي آنذاك الأمير فهد بن عبد العزيز خلال قمة جامعة الدول العربية في مدينة فاس المغربية في تشرين الثاني 1981 وهي الأولى بعد معاهدة السلام المصرية.
تضمنت بنودها الانسحاب الإسرائيلي من جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس العربية، وتفكيك المستوطنات الإسرائيلية المقامة على "الأرض العربية" بعد عام 1967، وضمان حرية العبادة لجميع الأديان في الأماكن المقدسة، والتأكيد على حق الشعب العربي الفلسطيني في العودة إلى دياره، وإقامة "الدولة الفلسطينية المستقلة" وعاصمتها القدس، ووضع الضفة الغربية وقطاع غزة تحت "رعاية الأمم المتحدة لمدة محدودة".
أثارت الخطة خلافات بين الأطراف، ولم تتم الموافقة على الاقتراح إلا خلال جلسات القمة الثانية عشرة للجامعة العربية، التي انعقدت ايضاً في فاس في أيلول 1982 والتي اعترفت فيها جامعة الدول العربية ولأول مرة بوجود إسرائيل.
إلا أن الحكومة الإسرائيلية آنذاك، بقيادة مناحيم بيغن، لم تقبل الخطة ورفضت بنودها وبالرغم من ذلك وضعت "خطة فهد للسلام" الأساس لمزيد من المناقشات في مبادرات السلام الأخرى في المنطقة والتي مهدت لمؤتمر بيروت 2002.
خطة ريغان للسلام عام 1982: وضع الرئيس الأميركي رونالد ريغان خطة سلام مبنية على قاعدة اتفاقيات "كامب ديفيد"، وحث الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني على محادثات ثنائية يتمتع الفلسطينيون خلال فترة المحادثات في الضفة الغربية وقطاع غزة بالحكم الذاتي الكامل في إدارة شؤونهم الخاصة وبأن فكرة إقامة دولة فلسطينية في الضفة والقطاع غير مجدية ولن تلقى دعمه وان القدس يجب ان تظل غير مقسمة ولكن وضعها النهائي يجب أن يتقرر من خلال المفاوضات.
اتفاق 17 ايار: أوكل الرئيس الأميركي رونالد ريغان وزير الخارجية جورج شولتز لرعاية اتفاقية سلام بين لبنان واسرائيل وكان مبعوثه ويليام درابر، هو من يمثله على طاولة المفاوضات. وقع الاتفاق في 17 أيار 1983 كل من السيد ويليام درابر عن الولايات المتحدة، والسيد ديفيد كيمحي عن إسرائيل، والسيد أنطوان فتال عن لبنان. قوبلت الاتفاقية بمعارضة قوية من المسلمين اللبنانيين ومن سوريا ونتيجة لذلك، تراجعت الحكومة اللبنانية عن الاتفاقية في 5 آذار 1984.
مؤتمر مدريد لعام 1991: هو مؤتمر سلام عقد في الفترة من 30 تشرين الأول إلى 1 تشرين الثاني 1991 في مدريد، استضافته إسبانيا وشاركت في رعايته الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي (الإجتماع الدولي الاخير الذي شارك فيه الاتحاد السوفياتي قبل انهياره.). لقد كانت محاولة من قبل المجتمع الدولي لإحياء عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية من خلال المفاوضات، والتي ضمت للمرة الأولى وجهًا لوجه، إسرائيل والفلسطينيين والدول العربية، بما في ذلك الأردن ولبنان وسوريا.
أعقب مؤتمر مدريد مفاوضات ثنائية بهدف تحقيق معاهدات السلام بين إسرائيل والدول المجاورة الثلاث الأردن ولبنان وسوريا وكذلك مع الفلسطينيين. أدت المفاوضات الثنائية الإسرائيلية - الفلسطينية في نهاية المطاف إلى تبادل الرسائل والتوقيع اللاحق على اتفاق أوسلو الأول، في حديقة البيت الأبيض في 13 سبتمبر 1993. وأدت المفاوضات الإسرائيلية الأردنية التي انبثقت عن مؤتمر مدريد إلى معاهدة السلام في عام 1994. وتضمنت المفاوضات الإسرائيلية السورية سلسلة من اجتماعات المتابعة، والتي وفقًا لبعض التقارير، كانت قريبة جدًا، لكنها فشلت في التوصل إلى معاهدة سلام.
إتفاقيات أوسلو عام 1993: هو عدد من الاتفاقيات بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية: اتفاق أوسلو الأول، الموقع في واشنطن العاصمة عام 1993 واتفاق أوسلو الثاني، الموقع في طابا، مصر، عام 1995. وهي عملية سلام تهدف إلى تحقيق معاهدة سلام على أساس القرار 242 والقرار 338 "حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير". بدأت عملية أوسلو بعد مفاوضات سرية في أوسلو بالنرويج، أسفرت عن اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل واعتراف إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل للشعب الفلسطيني.
نتج عن "أوسلو" إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية، التي كلفت بمسؤولية إدارة حكم ذاتي فلسطيني محدود على أجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة، والاعتراف الدولي بمنظمة التحرير الفلسطينية كشريك لإسرائيل في مفاوضات القضايا المتبقية حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المتعلقة بالحدود الدولية بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية وحول المستوطنات الإسرائيلية، ووضع القدس، واحتفاظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية بعد إقامة الحكم الذاتي الفلسطيني. عارض قسم من الجماعات الفلسطينية المسلحة، اتفاقيات أوسلو بشدة كما عارض الإسرائيليون اليمينيون المتطرفون اتفاقيات أوسلو، اغتيل رابين في عام 1995 على يد متطرف إسرائيلي يميني لتوقيعه عليها. خلفه بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة وتوقفت المباحثات.
معاهدة "وادي عربة" للسلام بين إسرائيل والأردن: قامت المعاهدة بتسوية النزاعات على الأراضي والمياه، ونصت على تعاون واسع النطاق في مجال السياحة والتجارة، وألزمت كلا البلدين بمنع استخدام أراضيها كقاعدة انطلاق لضربات عسكرية من قبل دولة ثالثة. وقد جرت مراسم التوقيع عند معبر العربة الحدودي الجنوبي في 26 تشرين الأول 1994. وكان الأردن ثاني دولة عربية، بعد مصر، يوقع اتفاق سلام مع إسرائيل
مذكرة واي ريفر: هي اتفاقية تم التفاوض عليها بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في قمة "واي ريفر" بولاية ماريلاند بالولايات المتحدة، التي عقدت في الفترة من 15 إلى 23 تشرين الاول 1998. وتهدف المذكرة إلى استئناف تنفيذ الاتفاق المؤقت لعام 1995 بشأن الضفة الغربية وقطاع غزة (اتفاقية أوسلو الثانية) والتي لم يلتزم الطرفان بتنفيذها.
معايير كلينتون عام 2000: اقترحت المعايير على إقامة دولة فلسطينية تضم ما بين 94-96% من الضفة الغربية وقطاع غزة بأكمله، وتقوم إسرائيل بضم الأراضي المتبقية، والتي ستشمل المستوطنات الإسرائيلية، التي تضم 80٪ من سكان المستوطنات، وخاصة في الكتل الاستيطانية الكبرى. ستتنازل إسرائيل عن 1-3% من الأراضي للفلسطينيين في تبادل للأراضي للتعويض عن عمليات الضم. يجب أن تكون الدولة الفلسطينية متجاورة.
وسيتم تقسيم القدس وفق الخطوط العرقية بحيث تصبح القدس الشرقية عاصمة للفلسطينيين والقدس الغربية عاصمة للاسرائيليين وتكتسب إسرائيل السيادة على المستوطنات اليهودية، ويحصل الفلسطينيون على السيادة على الأحياء العربية.
قمة كامب ديفيد عام 2000: لقاء قمة في كامب ديفيد بين الرئيس الأميركي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات. عُقدت القمة في الفترة ما بين 11 و25 تموز 2000 وكانت بمثابة محاولة لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وانتهت القمة من دون التوصل إلى اتفاق.
قمة طابا عام 2001: جرت محادثات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، عقدت في الفترة من 21 إلى 27 كانون الثاني 2001 في طابا، في سيناء. كانت محادثات سلام تهدف إلى تعزيز مفاوضات "الوضع النهائي" لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وبحسب البيان الذي أصدره المفاوضون في نهاية المحادثات، فقد اقتربوا من التوصل إلى تسوية نهائية أكثر من أي محادثات سلام سابقة. أنهت حكومة رئيس الوزراء إيهود باراك المحادثات في 27 كانون الثاني 2001 بسبب الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، ولم تقم حكومة آرييل شارون الجديدة استئنافها.
مبادرة السلام العربية- بيروت 2002: تعرض المبادرة تطبيع العلاقات بين العالم العربي وإسرائيل، مقابل انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي المحتلة (بما في ذلك الضفة الغربية وغزة ومرتفعات الجولان ولبنان)، أي "تسوية عادلة" للاجئين الفلسطينيين على أساس قرار الأمم المتحدة رقم 194، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. تبنت السلطة الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات هذه المبادرة. كما أيد خليفته محمود عباس الخطة وطلب رسميًا من الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يتبناها كجزء من سياسته في الشرق الأوسط فيما تم رفضها من قبل "حماس" ومن الحكومة الاسرائيلية برئاسة آرييل شارون.
خطة إيلون "المبادرة الإسرائيلية – الطريق الصحيح إلى السلام" عام 2002: خطة وزير السياحة الإسرائيلي آنذاك الحاخام بنيامين إيلون. التي تدعو إلى ضم إسرائيل للضفة الغربية وغزة رسميًا، بحيث يصبح الفلسطينيون مواطنين في الأردن، والتي ستصبح دولة فلسطينية، مع التفاوض على وضعهم النهائي. وسيتم تفكيك مخيمات اللاجئين وسيتم استيعابهم في البلدان المضيفة لهم ويتحولوا من لاجئين إلى مواطنين، اقترح "إيلون" أن تقوم إسرائيل بعملية استكمال تبادل السكان الذي بدأ عام 1948. في أعقاب حرب لبنان عام 2006 وسيطرة حماس على قطاع غزة دفع "إيلون" إلى استئناف تقديم خطته في عام 2007 مع تخليه عن فكرة تشكيل دولة فلسطينية في الأردن إنما أن يصبح الفلسطينيون مواطنين في الأردن ومقيمين في إسرائيل بدلاً من إعادة توطينهم وأن الدعم المالي الدولي سيوفر لهم النمو المالي والفرص.
خارطة الطريق للسلام 2002: التي اقترحتها اللجنة الرباعية بشأن الشرق الأوسط المؤلفة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة. مبادئ الخطة، التي صاغها في الأصل موظف الخدمة الخارجية الأميركي دونالد بلوم، تم تحديدها لأول مرة من قبل الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش في خطاب ألقاه في 24 حزيران 2002، والذي دعا فيه إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل في سلام. تم نشر مسودة نسخة من إدارة بوش في وقت مبكر من 14 تشرين الثاني 2002. وتم إصدار النص النهائي في 30 نيسان 2003. وصلت العملية إلى طريق مسدود في وقت مبكر من المرحلة الأولى ولم يتم تنفيذ الخطة مطلقًا.
مبادرة جنيف 2003: هي مسودة اتفاق "الوضع الدائم" لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بناءً على المفاوضات الرسمية السابقة، والقرارات الدولية، وخريطة الطريق الرباعية، ومعايير كلينتون، ومبادرة السلام العربية تم الانتهاء من الوثيقة في 12 تشرين الأول 2003 وقد حظيت المبادرة بدعم دولي واسع النطاق، إلا أنها تعرضت لانتقادات شديدة من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون. المفاهيم الأساسية الواردة في اتفاق جنيف هي:
إعلان إسرائيلي- فلسطيني متبادل بإنهاء الصراع والمطالبات المستقبلية- الاعتراف المتبادل بالشعبين وحقهما في دولة مستقلة - انسحاب إسرائيلي شبه كامل إلى حدود 1967، مع عدد محدود من الكتل الاستيطانية على أساس تبادل الأراضي - حل شامل لقضية اللاجئين الفلسطينيين على أساس مبادئ كلينتون (2000). وسيكون العنصر الرئيسي فيها هو التعويض والعودة إلى دولة فلسطينية مستقلة - القدس اليهودية عاصمة لإسرائيل، والقدس العربية عاصمة لفلسطين، على أن تكون المناطق اليهودية تحت السيادة الإسرائيلية والمناطق العربية تحت السيادة الفلسطينية - دولة فلسطينية منزوعة السلاح وترتيبات أمنية مفصلة.
مبادرة السلام الإسرائيلية عام 2011: هي خطة تسوية قدمها اليسار السياسي داخل إسرائيل رداً على مبادرة السلام العربية التي أصدرتها جامعة الدول العربية في عام 2002 ومرة أخرى في عام 2007. عرضت الخطة في 6 نيسان 2011 كمحاولة للتوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين لإحلال السلام في إسرائيل. هو أن مبادرة السلام الإسرائيلية تقترح انسحاباً كاملاً للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة والضفة الغربية. كما يدعو إلى إنشاء جبل الهيكل كأرض محايدة بين فلسطين وإسرائيل، والاحتفاظ بالحي اليهودي في البلدة القديمة داخل إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، تتناول خطة السلام علاقات إسرائيل مع جيرانها العرب، بما في ذلك تسوية النزاع حول مرتفعات الجولان، وهي الأراضي التي استولت عليها إسرائيل من سوريا في حرب الأيام الستة.
مبادرة جون كيري عام 2016: هي إعلان مبادئ يسعى إلى أن يكون بمثابة إطار للحل النهائي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي طال أمده. وقد اقترحها وزير الخارجية الأميركي جون كيري في 28 كانون الأول 2016، بعد موافقة مجلس الأمن الدولي على القرار رقم 2334. الذي امتنعت الولايات المتحدة فيه عن استخدام حق النقض (الفيتو). تتضمن الخطة وجود دولتين إسرائيلية وفلسطينية جنبًا إلى جنب، على أن تكون القدس عاصمة لكلا البلدين، وإنهاء الاحتلال مع تلبية احتياجات إسرائيل الأمنية، وإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح وقابلة للحياة.
اتفاقيات أبراهام: هي اتفاقيات ثنائية بشأن التطبيع العربي الإسرائيلي تم توقيعها بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين في 15 أيلول 2020. بوساطة الولايات المتحدة، كان الإعلان الأولى في 13 آب 2020 يتعلق بإسرائيل والإمارات العربية المتحدة فقط قبل الإعلان عن اتفاق متابعة بين إسرائيل والبحرين في 11 ايلول 2020. وفي 15 ايلول 2020، أعلن المسؤول استضافة إدارة ترامب حفل التوقيع على النسخة الأولى من اتفاقيات أبراهام في البيت الأبيض. وكجزء من الاتفاقيات المزدوجة، اعترفت كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين بسيادة إسرائيل، مما مكن من إقامة علاقات دبلوماسية كاملة.
اتفاق التطبيع بين إسرائيل والسودان: هو اتفاق تم توقيعه في 23 تشرين الأول 2020، واتفقت بموجبه إسرائيل والسودان على تطبيع العلاقات وفي 6 نيسان 2021، وافق مجلس الوزراء السوداني على مشروع قانون إلغاء قانون 1958 الخاص بمقاطعة إسرائيل. ودخل القرار حيز التنفيذ بعد أن وافق عليه مجلس السيادة الانتقالي في جلسة مشتركة مع مجلس الوزراء.
حل الدولة الواحدة: حل الدولة الواحدة، والذي يسمى أحيانًا أيضًا بالدولة ثنائية القومية، هو نهج مقترح لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والذي بموجبه يجب إنشاء دولة واحدة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط. ويدعو أنصار هذا الحل إلى إقامة دولة واحدة في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة. يصف مصطلح واقع الدولة الواحدة الاعتقاد بأن الوضع الحالي في إسرائيل/فلسطين هو دولة واحدة بحكم الأمر الواقع. والتي ستتألف من حكومة واحدة على كامل الأراضي مع المواطنة والحقوق المتساوية لجميع السكان، بغض النظر عن عرقهم أو دينهم،على غرار فلسطين الانتدابية.
حل الدولتين: هو تصور لخطة تهدف إلى قيام دولة فلسطين المستقلة إلى جانب دولة إسرائيل، غرب نهر الأردن. لا تزال الحدود بين الدولتين محل نزاع ومفاوضات، حيث تطالب القيادة الفلسطينية والعربية بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي التي احتلتها عام 1967، وهو ما ترفضه إسرائيل. وستظل أراضي فلسطين الانتدابية السابقة (بما في ذلك القدس الغربية)، والتي لم تكن جزءًا من الدولة الفلسطينية، جزءًا من إسرائيل.
وفي عام 1947، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين، والتي لم يتم تنفيذها. في عام 1974 دعا قرار للأمم المتحدة بشأن "التسوية السلمية لقضية فلسطين" سمي "حل الدولتين"، إسرائيل وفلسطين جنبًا إلى جنب داخل حدود آمنة ومعترف بها إلى جانب "حل عادل لقضية اللاجئين بما يتوافق مع قرارات الأمم المتحدة". "القرار 194"، وستكون حدود دولة فلسطين "على أساس حدود ما قبل عام 1967".
وقد تبنت القيادة الفلسطينية هذا المفهوم منذ القمة العربية في فاس عام 1982. وفي عام 2017 قبلت حماس فكرة الدولة الفلسطينية ضمن حدود عام 1967. لقد بُذلت جهود دبلوماسية عديدة لتحقيق حل الدولتين، بدءاً من مؤتمر مدريد عام 1991. وتلا ذلك اتفاقات أوسلو عام 1993 وقمة كامب ديفيد الفاشلة عام 2000، والتي أعقبتها مفاوضات طابا في أوائل عام 2001. وفي عام 2002، اقترحت جامعة الدول العربية مبادرة السلام العربية. وكانت آخر مبادرة، والتي فشلت أيضًا، هي محادثات السلام 2013-2014. ووجد استطلاع رأي للخبراء أجري عام 2021 أن 52% يعتقدون أن حل الدولتين لم يعد قابلاً للتحقيق. ويعتقد 77% أنه إذا لم يتم تحقيق ذلك، فإن النتيجة ستكون "واقع الدولة الواحدة".
حل الدول الثلاث: إقتراح وضعه "جينور إيلاند" جنرال إسرائيلي في 2008 ينص على إعادة السيطرة على الضفة الغربية إلى الأردن والسيطرة على قطاع غزة إلى مصر. (وقد لاقى الاقتراح رفض من الدولتين الاردنية والمصرية).
إن حل الدول الثلاث يكرر بشكل أساسي الوضع الذي كان قائماً بين اتفاقيات الهدنة عام 1949 وحرب الأيام الستة عام 1967. ابتداءً من عام 1949، احتلت مصر قطاع غزة، واحتلت الأردن الضفة الغربية، ولم تكن هناك دولة عربية فلسطينية. وفي عام 1950، ضم الأردن رسميًا الضفة الغربية ومنح سكانها العرب الجنسية الأردنية.
في خلاصة ما ورد:
مئات من المؤتمرات والمبادرات والدراسات وآلاف من الصفحات كُتبت منذ 75 عاماً حتى اليوم. نجحت من خلالها بعض الاتفاقيات الثنائية بين اسرائيل وبعض الدول العربية أما القضية الأساس بين الاسرائيليين والفلسطينين لم تزل على حالها لا بل تشتد قساوة كلما طال بها الزمن. فهل سنشهد على إحياء إحداها؟ أكثر المبادرات الدولية العادلة والقابلة للتطبيق هي "مبادرة جنيف 2003" أو "حل الدولتين" يقابلهما الأكثر قساوةً وتطرفًا خطة "إيلون" "المبادرة الإسرائيلية – الطريق الصحيح إلى السلام" عام 2002.
نتائج الحرب الدائرة ستحدد نوعية الحل، وإن غدا لناظره قريب! سليم البيطار غانم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|