تقريرٌ يكشف وضع أطفال الجنوب بعد "النزوح".. هكذا يعيشون داخل المدارس!
نشرت منصة "بلينكس" تقريراً تحت عنوان: "نازحو جنوب لبنان.. تسكين الألم بـ"الألعاب"، وجاء فيه:
الضحية الأولى للتوتر القائم حالياً بين جنوب لبنان وإسرائيل، هم الأطفال الذين يعيشون حرباً مُستمرّة لا تنتهي. وسط هذا الواقع، تحوّلت المدارس في مختلف مناطق جنوب لبنان إلى مراكز لإيواء السكان الذين تركوا منازلهم "رأفة بالأطفال".
هنا، المشهد صعب، فما يعيشه الأولاد الصغار ليس سهلاً في ظلّ التوتر المستمر. الساعات طويلة والأوضاع سيئة، وما يحصل هو أنّ "الدعاء لاستقرار الأحوال" هو لسان حال جميع النازحين، ومحاولة شغل الأطفال ببعض الألعاب في محاولة لتخفيف التوتر والقلق من حرب قد تأتي. فكيف هي أوضاع هؤلاء؟ كيف يقضون أيام "التهجير والنزوح" داخل وطنهم؟
الحرمان من الاستحمام اليومي
في مدارس رسميّة بمدينة صور، يتوزع النازحون الجنوبيون مع عائلاتهم وأطفالهم. هناك، يواجه هؤلاء جميعاً أزمة حادّة على صعيد المياه التي إن توفرت، ستكون قليلة ويجري توزيعها على "غرف اللجوء" داخل المدرسة.
تقول سيدة نازحة لـ"بلينكس" فضلت عدم ذكر اسمها إنَّ "عدم تواجد المياه كما يجب أدى إلى إصابة أطفالها بأمراض الحساسية نظراً لقلة الاستحمام"، مشيرة إلى أنَّ الوضع صعب للغاية، وهناك مخاوف من تفاقم الأمور أكثر إن لم يجرِ تأمين المياه بشكلٍ فعال وجيد لجميع النازحين.
بطانيات غير مناسبة للأطفال
الجمعيات التي تساعد النازحين في مراكز الإيواء عديدة وكثيرة، وعبرها يجري توزيع البطانيات والوسائد التي لا يُعتبر جميعهاً مناسباً للأطفال.
الأمر هذا يشير إليه النازح مصطفى السيد لـ"بلينكس" قائلاً: "في مخدّات قاسية جداً.. كيف بدو ينام الطفل عليها هيدي؟ أنجأ عم بنامو الولاد بالليل.. بدّن بطانيات منيحة ليرتاحو وهيدا أبسط حق لإلهم هالأطفال".
صراخ وبكاء من ذكريات القصف الإسرائيلي
القصف الإسرائيلي الذي شهدته منطقة جنوب لبنان، زرع خوفاً كبيراً في نفوس الأطفال الصغار. في منطقة الضهيرة، المحاذية للحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، كان التوتر كبيراً وما زال، وهناك كانت المنازل عرضة للقذائف.
تقول سيدة تدعى نور وهي تعمل في إحدى شركات التنظيف لـ"بلينكس" إنّ طفلتها الصغيرة باتت تعاني من حالة نفسية جراء ما حصل في بلدتها الضهيرة، وتضيف: "من سيُعالج الوضع النفسي لأطفالنا بعد مشهديات التوتر التي حصلت؟ إبنتي الآن تستيقظ ليلاً، تصرخ وتبكي كثيراً من شدّة خوفها بعدما رأت القذائف تطال أطراف منزلنا من كل حدبٍ وصوب".
وتُكمل: "حتى أنا أشعر بالغضب الشديد الدائم، فالأحوال ليست جيدة كما أننا محصورون في المدارس ولا نعلم أي شيء عن مصيرنا ومصير أطفالنا الصغار.. فما ذنب هؤلاء؟".
التعليم في مهب الريح
أكثر ما يحزن عليه الكثير من النازحين هو أنَّ أطفالهم باتوا من دون تعليمٍ الآن. فبعد أن كانوا تلامذة في بلداتهم أصبحوا في أماكن جديدة عليهم "مهجّرين" بسبب القصف المتبادل عند الحدود مع إسرائيل.
ما أصعب هذه المشهدية، أن تترك مقعد مدرستك كـ"طالب علم" اليوم، وتضطر للذهاب إلى مدرسة أخرى في اليوم التالي كـ"طالب لجوء"، تضيف السيدة.
في نفس السياق، تقول أم ناصيف من بلدة عيتا الشعب الحدوديّة لـ"بلينكس": "أطفالنا باتوا من دون مدارس الآن.. نخشى كثيراً أن تطول هذه الأزمة.. مدرسة ابنتي في عيتا تعرّضت للقصف والدمار، وما جرى قد يمنعها من العودة إليها.. حقاً، الوضع مأساوي للغاية".
الألعاب.. "مسكنات" من نوع آخر
في ظلّ تشردهم داخل المدارس، لا يريد الأطفال شيئاً سوى تمضية أوقاتهم باللعب والمرح رغم الألم ومشقات النزوح.
بعض الجمعيات التي تكفلت بإدارة أحوال النازحين في مدينة صور التعليميّة تعمل على إقامة نشاطات ترفيهية للأطفال لكسرِ مخاوفهم، في حين أنّ الأهالي حاولوا إسكات أطفالهم بتأمين ألعابٍ لهم، عسى أن تكون مُسكناً لحزنهم المستمر.
النازح مصطفى السيد يقول لـ"بلينكس" إنه اضطر لإستدانة المال من أجل شراء ألعابٍ لأطفاله، ويضيف: "عم شوفن تعبانين وعم يبكو.. بالآخر شو بدي أعمل؟ تدينت مصاري وجبتلن ألعاب ليتسلوا شوي.. الوضع ما بيحمل كتير، واللي عم نعيشه نحنا وأطفالنا صعب جداً".
(بلينكس - blinx)
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|