الأبيض عقد اجتماعات لتنسيق المساعدات للنازحين نتيجة الأحداث السورية: العيادات النقالة بدأت العمل
منع هزيمة "حماس" يتطلّب حرباً من لبنان
الأزمة والحرب طويلتان. هذا ما يقوله الجميع، خصوصاً إسرائيل وإيران. الأولى تحارب مباشرة، والثانية بالوكالة. والأولى تعرف ما تكبّدته أمنياً واستخبارياً ولن تعرف ما خسرته فعلياً إلا بعد انتهاء الحرب. أما الثانية فلم يكن لديها ما تخسره لكنها تسعى الآن الى استدراج مكاسب لها ولنفوذها الاقليمي. الولايات المتحدة تزيد انخراطها تدريجاً، وثمّة توقّعات بإغراقها في الشرق الأوسط كما هي أغرقت روسيا في سوريا ثم لاحقاً في أوكرانيا، فيما تبدو روسيا والصين مراقبتَين لِما بعد "طوفان الأقصى" لكنهما تتوقّعان مصالح لهما في ما يجري. الأوروبيون خسروا لتوّهم ما كان تبقّى لهم من أدوار وخيارات وتمايز، وليسوا واثقين بالحفاظ على أيّ امتيازات في منطقة اعتقدوا أنهم يعرفونها وقالوا إنهم يراهنون عليها لكنهم اصطفّوا في النهاية حيث كانوا طوال سبعة عقود أرادوها، كما أرادها الاميركيون، خارجة عن أيّ قوانين وأعراف دولية. أما العرب فتيقّنوا الآن بأن أيّ استقرار حقيقي لن يأتي من "السلام" و"التطبيع" مع إسرائيل بعدما تخلّوا شيئاً فشيئاً عن قضية #فلسطين وشعبها.
في سياق حرب غزّة، رشّحت الولايات المتحدة وإسرائيل دولتين عربيتين هما مصر والأردن لزعزعة استقرارهما، على رغم أنهما موقّعتان على اتفاقات سلام مع اسرائيل. فمجرّد التفكير في ترحيل الفلسطينيين، وفي "نكبة" جديدة، يهدف الى ضمان بقاء إسرائيل وطمأنتها الى أمنها وخلاصها من "الخطر الوجودي" الذي تشكو منه. لكن مع وجود دولتين أخريين هما سوريا ولبنان تولّت إيران زعزعة استقرارهما (اضافة الى العراق واليمن)، لا يمكن إسرائيل أن تشعر بأيّ أمان، إلا إذا رعت واشنطن اتفاق "التطبيع" الأكبر بين إسرائيل وإيران، مع ضمان مصالح الأخيرة في الدول الأربع التي تسيطر عليها. ليس مؤكّداً أن يقود مسار حرب غزّة الى سيناريو كهذا، لكن البحث عن تسوية قابلة للعيش في ظلّ التطوّرات الراهنة قد يفرضه. ذلك أن الولايات المتحدة تسعى جاهدةً الى عدم توسيع نطاق الحرب، وتعلم أن مفتاح التهدئة عند طهران، إذاً فلا مجال لتجاهله على رغم صعوبة التعامل مع شروط إيران التي لن ترضى بأقل من رفع كل العقوبات عنها ولا بأقل من تسييد وكلائها، بمن فيهم "حماس"، وتحكّمهم بالبلدان العربية التي أنجزوا تخريبها في انتظار هذه التسوية.
الى جانب قطاع غزّة تحت حكم "حماس"، يمثّل لبنان تحت حكم "حزب إيران/ حزب الله" النموذج الايراني الأمثل للمساومة مع الولايات المتحدة والدول الغربية، خصوصاً أن إيران أخذت على عاتقها توفير الامكانات التي ساعدت "حماس" في إعداد "طوفان الأقصى" وخوض أكبر تحدٍّ لاسرائيل منذ حرب 1973 مع الاستعداد لمواجهة واسعة مع الجيش الاسرائيلي. وفي الوقت نفسه ساندت إيران المعارك التي افتتحها "حزبها" باكراً في جنوب لبنان وأشرك فيها عناصر من "حماس" و"الجهاد"، كما أنها حرّكت ميليشياتها العراقية والمتعددة الجنسية وأوعزت لها بمهاجمة القواعد الاميركية في العراق وسوريا. كلّ ذلك تحت عنوان "نُصرة غزّة". في المقابل، اضطرت واشنطن الى تحريك حاملات طائرات وارسال قوات من المارينز لدعم اسرائيل لكن أيضاً للدفاع عن جنودها، وبالتالي عن الوجود الاميركي في المنطقة. ومع بدء التوغل الاسرائيلي في غزّة أصبحت مهمة "حزب ايران" اللبناني أن يمنع هزيمة "حماس" أو انهيارها، فهل يستطيع ذلك من دون ان يذهب الى حرب واسعة مع اسرائيل وحتى مع الولايات المتحدة؟ هذا تقرره المفاوضات مع ايران لا الاتصالات التي تجريها الحكومة اللبنانية.
"النهار"- عبدالوهاب بدرخان
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|