كواليس لقاءات عين التينة... هل غمزت الخماسية إلى العماد عون؟
هل يجب الاستعداد لحرب استنزاف طويلة؟
يقول مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال هولاتا: "عندما يتوقف الجيش الاسرائيلي يصبح أكثر عرضة للكمائن، ولذلك هم يتحرّكون دائماً وإن بشكل بطيء".
ويُحذّر رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق نفتالي بينيت (2021 – 2022) من التوغل العميق في قطاع غزة، بل يجب "فرض حصار كامل على شمال القطاع ما يؤدي الى خنق ارهابيّي حماس في الأنفاق" وفق تعبيره، "بدل أن يدفع جيش الدفاع ثمناً باهظاً من الدماء عبر جذب أكبر عدد ممكن من أفراده إلى غزة، وبالتالي عدم توافر قوات متاحة لحملات أخرى في الشمال (الحدود اللبنانية) والضفة الغربية. وقد يستمر هذا الوضع ما بين 7 أشهر و5 سنوات".
أمام هذا الواقع الذي تُدركه القيادة الاسرائيلية جيّداً، من المتوقع أن يقتصر الغزو البري على مراحل داخل أراضي غزة، من خلال عمليات مُتحرّكة، بحيث لا يستقرّ الجيش في القطاع، وإنّما يقوم بغزوات خاطفة، يُحقّق فيها بعض أهدافه، قبل العودة السريعة الى مواقعه.
وبالتالي فإنّ المعارك غير الحاسمة على هذا النحو، يمكن أن تستمر لفترة طويلة، فتحوّل القطاع ساحة معارك استنزاف تتكرّر فيها الغارات الجوية لتدمير البنى التحتيّة وقطع الإمدادات، وإعاقة الحركة، ما يزيد من هول الخسائر الفادحة على كل المستويات، ولا تقتصر طبعاً على المقاتلين، وإنّما تصيب، على النحو القائم حاليّاً، كل المواطنين، لدفعهم إلى الضغط على "حماس" للخروج من المأزق الراهن بأي ثمن.
وستقرأ اسرائيل في كلام اسماعيل هنية امس بان"حركة حماس قدّمت تصورًا شاملًا" نوعا من التراجع امام الة الحرب القاتلة.
الحرب الطويلة الامد لا تُشجّع مجموعاتٍ أو أحزاباً أو دولاً من الخارج على التدخّل الفاعل، لأنّها اضافة الى استنزافها للقوى، ربّما تفيد اسرائيل معنويّاً، عبر جعلها ضحية الدول العربية والاسلامية التي تحيط بها وتريد القضاء عليها، وتدخُّل الخارج قد يوحّد الداخل الاسرائيلي في مواجهة الأخطار المُحدقة. كما ان عدم اتفاق الدول العربية المختلفة على توصيف عملية "حماس" والخوف من تمدد التحركات الاصولية، كما من انتصار المحور الاسلامي "المتشدد" أو المحور الايراني، كلها عوامل لا تساعد في توسعة الحرب تضامناً مع الفلسطينيين.
أما في الشأن الاقتصادي، فإذا كانت الحرب ستُكبِّد اسرائيل خسائر كبيرة جدّاً بدأت تنعكس على اقتصادها وسعر عملتها، وحركة الاستثمارات فيها، فإنّ ما لا شكّ فيه أنّ خسارة أعدائها ستكون مُضاعفة. وفي حين سيتحرّك العالم لإعادة إعمار ما تهدَّم في اسرائيل، فإنّ الدول الأخرى، ومنها وأولاها لبنان، لن تجد مَن يُرمِّم أوضاعها في الحدّ الأدنى للاستمرار والبقاء، وستنهار تلك الدول من تلقاء نفسها.
والأثر الاقتصادي لا يقتصر على اقتصادات صغيرة نسبياً، انما سينعكس على الاسواق النفطية العالمية، وعلى حركة التجارة، وعلى مشاريع مقبلة منها "طريق الحرير" الجديد وغيره.
هل على الدول المُحيطة القبول أو الاعتياد على الحرب الطويلة الأمد والاستعداد لها، أم تحريك الوضع عبر التدخُّل في الحرب، ومنع الركود، والنزف الحاصل؟ الحسابات دقيقة في هذا المجال، خصوصاً بعدما خرجت اسرائيل من هول الصدمة، واستعدّت للمزيد.
الخيارات صعبة جداً، فانتصار اسرائيل يعني المضيّ في تصفية القضية الفلسطينية التي تتغذى منها معظم الانظمة العربية، ويعني ايضاً توسع الخطر الاسرائيلي، وانهزامها الجزئي أمام "حماس" يعني الدخول في حرب عالمية ثالثة، لان العالم الغربي لن يتخلى عما تمثّله. لذا ربما يبقى الحل، الى ان يحين موعد الحل، بحرب استنزاف تمتد من اشهر الى سنوات.
"النهار"- غسان حجار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|