محليات

استقبالات بعبدا: "ميّل يا غزيّل"!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

هذه السطور هي للدفاع عن مقام رئاسة الجمهوريّة. من يظنّ أنّنا نهين المقام فهو على خطأ. 

إذا تابعنا استقبالات رئيس الجمهوريّة في قصر بعبدا، سواء عبر حسابات الرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي أو حسابات زوّاره، لوجدنا أكثر من إهانة موجّهة الى الرئيس والرئاسة.

فهناك من حوّل القصر الجمهوري، في بلدٍ منهار يقفز فيه الدولار يوماً بعد آخر، وتعجز عائلات كثيرة فيه عن استكمال تدريس أولادها، ولا يجد البعض سوى مراكب الموت للخروج من وطنه، الى مساحةٍ لزياراتٍ يوميّة لعائلاتٍ ومناصرين للتيّار الوطني الحر وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.

لقاءات لا تفيد البلد والناس، ويخرج أصحابها بصورة لنشرها على مواقع التواصل مع عباراتٍ تُشعر القارئ بأنّه يعيش في بلدٍ آخر، لا أزمات فيه ولا انهيار ولا منهارين.

ومن التعليقات التي تستوقف المتابع: "أكثر من ساعة ونصف مع الرئيس عون". هل يجوز أن يعطي الرئيس ساعةً ونصف الساعة من وقته لناشطٍ حزبي؟ 

وأتذكّر ما كتبته ممثلة زارت الرئيس، حيث سألها عن سبب عدم زواجها، على الرغم من أنّ الإجابة واضحة.

تعليقٌ آخر قرأته في الأمس: "انتَ مين تَهالقد بتحبنا؟ انتَ مين تَهالقد عندك كرامة تعطينا اياها؟ انت مين تَبس اوصل لعندك، كلماتي بتوقف وقلبي ببلّش، ودينيِّ ما بتسمع غير كلماتك، وعيوني بتوسع ما بتعود تشوف غيرك، وبتسرح الدمعة كأنها هيِّ كمان عم بتقول "وسْعولي انا بدي شوفو"؟⁦

نعم، يحصل ذلك كلّه. والرئيس استقبل عائلات مع أطفال والتقط صوراً معهم، وأمضى وقتاً طويلاً، وفق ما يكتبون. يمكن للرئيس عون، مثلاً، أن يخصّص يوماً في نهاية الأسبوع لمثل هذه الاستقبالات، على أن تكون محدودة الوقت. ولكن، أن تتحوّل استقبالات الرئيس الى جلساتٍ مع أشخاصٍ يؤلّهونه، بدل أن ينكبّ على العمل ويتابع ملفات الوزراء ويستدعي السفراء، ويبحث عن وسيلة لإنقاذ البلد، ففي هذه إساءة لمقام الرئاسة وتفريغٍ له من دوره وهالته.

ويؤسفنا أنّه يندر، في برنامج لقاءات الرئيس، أن تعثر على اجتماعٍ مهمّ، أو على مقابلة مع وسيلةٍ إعلاميّة أجنبيّة، بدل المقابلات في الصحف المحليّة التي يُقال في كلٍّ منها كلامٌ يتناقض مع ما قيل في السابق.

ويؤسفنا أن تصبح لقاءات الرئيس على طريقة "اذا ما عندك شي مروق"، أو، كما تقول الأغنية، "ميّل يا غزيّل، ويا غزيّل ميّل"… ولا ينقص، بعد القهوة التي يشربها الضيوف، سوى التبّولة.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا