عربي ودولي

تقرير لـ"The Hill":هل خططت روسيا لهجوم حماس؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

مرّت أربعة أسابيع منذ أن شنت حماس هجومها على إسرائيل في السابع من تشرين الأول. وحتى اللحظة، إن درجة عدم اليقين في ما يتعلق بالحرب الدائرة مرتفعة جداً، فبعد مرور أسابيع على الحرب، ليس لدينا الكثير من التفاصيل حول الهجوم نفسه أو كيفية التخطيط له.

وبحسب صحيفة "The Hill" الأميركية، "ومع ذلك، هناك أمر واحد يتفق عليه الخبراء والعسكريون والمراقبون وهو أن حماس لم تتحرك من تلقاء نفسها. لا يمكن لأي حركة أو جماعة أن تتمكن من التخطيط العملياتي وأن تكون لديها القدرات الكافية للتنفيذ من دون مساعدة من الخارج. في الوقت الحالي، تقول الحكمة التقليدية إن القوة التي ساعدت حماس على تحقيق نجاح مذهل هي إيران، إلا أن الأخيرة نفت صلتها بالهجمات، على الرغم من أن أعضاء في حماس وحزب الله يقولون خلاف ذلك. لكن هل يكفي اعترافهم للتأكد من أن إيران ساعدت حماس في شن العملية؟ وهل هذا الاعتراف منطقي من الناحية التكتيكية والاستراتيجية؟ وهل يمكن أن يكون الاعتراف خدعة لإخفاء جزء من الحقيقة؟ وهل هناك قوة أخرى تحاول البقاء في الظل وقامت بمساعدة حماس على شن الهجوم؟"

وتابعت الصحيفة، "يجب أن نُعيد إلى الذاكرة السؤال الذي كان قائد الثورة البولشفية، فلاديمير لينين، يحث الجميع على طرحه في مثل هذه المواقف: من المستفيد هنا؟ الجواب بسيط، هناك مستفيد واحد من هذه الأزمة، وهو الكرملين. وعلى الرغم أنه ما من دليل يثبت صحة هذا الامر، إلا أنه لا بد اليوم من طرح الأسئلة الصعبة التي قد تقودنا إلى الجواب الشافي. روسيا اليوم هي اللاعب الوحيد المهتم بامتداد الصراع إلى ما هو أبعد من غزة، فالفوضى كانت وستظل دائمًا استراتيجية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاستعادة نفوذ روسيا حول العالم. وفي الحقيقة، ليس لدى روسيا الكثير لتقدمه في ما يتعلق بالدعم المالي أو الأيديولوجي، كل ما تستطيع تقديمه هو عدم الاستقرار".
وأضافت الصحيفة، "في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، في الأيام الأولى لحكم بوتين، أحاطت روسيا نفسها بمجموعة من الجمهوريات السوفيتية السابقة. وتدريجياً، ومع تحقيقها العديد من النجاحات الناجمة جراء تقاعس الولايات المتحدة، انتقلت روسيا إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط وأفريقيا. وبناء على السياسة الخارجية الروسية، لا تعتبر الصراعات من أجل الصراع فقط مشكلة، بل هي هدف. إن النظام في الكرملين يبحث دائمًا عن فرص مماثلة، هذه استراتيجيتهم وليست تكتيكا. وسواء أكان النظام معاديًا للسامية أم لا، فهذا أمر غير ذي صلة على الإطلاق".
وبحسب الصحيفة، "نعلم، استنادًا إلى مصادر متعددة، أن التدريب على هجوم 7 تشرين الأول بدأ قبل عام ونصف على الأقل. هذا وقت مهم، خاصة وأنه يتزامن مع الوقت الذي رأى فيه الكرملين أن الحرب في أوكرانيا تتطلب أكثر بكثير مما تم التخطيط له. كانت روسيا بحاجة إلى تقديم إلهاء جدي للولايات المتحدة لتحويل اهتمامها الأساسي إلى نقطة ساخنة أخرى. وربما هذه هي الطريقة والوقت الذي بدأت فيه الاستعدادات. لا ينبغي للمرء أن ينسى أبدًا العلاقات الطويلة الأمد بين فلسطين والاتحاد السوفييتي، والتي لم تنقطع قط حتى عندما تدخلت إيران. لذلك، ليس من المستبعد افتراض تورط روسيا مع حماس ليس فقط على المستوى السياسي، وهذا ليس سرا، ولكن على المستوى العملي أيضا".

ورأت الصحيفة أن "المرحلة الأولى من هجوم تشرين الأول تحمل كل علامات عملية استخباراتية روسية كلاسيكية. لقد تم التخطيط لها بعناية شديدة، وتم تنظيمها بشكل لا تشوبه شائبة، وضربت أضعف نقاط الهدف وكانت لها أهداف تكتيكية واستراتيجية واضحة. ومن المستبعد أن تكون إيران أرادت أن تنجح العملية إلى حد إشعال صراع إقليمي، فهي ليست مستعدة لمثل هذا الأمر، خاصة وأن قدرتها النووية على المحك. ومع ذلك، فمن الواضح أن المرحلة الأولى من الهجوم أدت إلى تحريك الأحداث التي من شأنها أن تؤدي حتماً إلى حريق هائل على نطاق إقليمي".
وتابعت الصحيفة، "قد يجادل المرء بأن حماس فقدت بعض السيطرة بعد النجاح غير المسبوق الذي حققته في الساعات القليلة الأولى، ومع ذلك فمن الصعب أن نصدق أن عملية ناجحة من شأنها أن تؤدي إلى أي شيء أقل من "مذبحة"، مما لا يترك لإسرائيل أي خيار سوى الانتقام بكل قوة ضد غزة وربما خارجها. ومن الواضح أن هناك طرفاً ثالثاً يساعدها في تحقيق نتائجها المذهلة، وفي الحقيقة، لم تظهر إيران قط مثل هذه القدرة كما وأنها لم تكن على مستوى المهمة بعد رحيل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي".
وأضافت الصحيفة، "إذا افترضنا أن روسيا كانت متورطة بالفعل على مستوى عملياتي ما تدريب حماس، فكيف يمكن ألا يكون لدى إسرائيل أي فكرة؟ ماذا لو كانت المخابرات الإسرائيلية على علم بذلك، وكذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؟ لو كان الأخير على علم بالأمر لكان واجه بوتين في أحد اجتماعاتهما العديدة خلال العقد الماضي. ولكن، ماذا لو أكد بوتين لنتنياهو أن حماس لن تفعل أي شيء غبي يتجاوز "الخطوط الحمراء"؟ ماذا لو كانت العلاقة بين إسرائيل وروسيا، والتي استمرت حتى عندما لم يكن نتنياهو في السلطة، مبنية على هذا الاتفاق الضمني؟ ماذا لو كانت إسرائيل مخطئة؟ حتى لو لم تكن روسيا متورطة عمليًا في أحداث تشرين الأول، فمن المستحيل تقريبًا أن نتصور أن الكرملين لم يكن على علم بالتحضيرات".

ورأت الصحيفة أن "زيارة قيادة حماس لموسكو في وقت سابق من هذا العام هي مجرد مصادفة مثل انفجار قنبلة يدوية على طائرة قائد مجموعة فاغنر الراحل يفغيني بريغوجين. لا بد أن موسكو كانت على علم بالمؤامرة إما من الإيرانيين، أو مباشرة من حماس، أو من خلال مخبريها. أما لماذا لم تكن المخابرات الإسرائيلية على علم بالأمر فهو سؤال آخر. وعلى الرغم من أن وكالة الأمن الإسرائيلية تتحمل الجزء الأكبر من اللوم عن هذا الفشل، إلا أنه لا ينبغي للموساد أن يفلت سالماً من أكبر خطأ استخباراتي شهدته إسرائيل على الإطلاق".
وختمت الصحيفة، "سنعلم عاجلاً ام آجلاً من الذي ساعد حماس على شن هذا الهجوم. ومع ذلك، لا ينبغي لنا أن ننسى أبدًا أنه نادرًا ما حدثت أزمة عالمية من دون تدخل روسي من وراء الكواليس، ولن تشكل هذه المرة أي استثناء".

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا