عربي ودولي

هل ينجح بايدن في ردع "الثور" الإسرائيلي؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

شهر كامل مضى على عملية 7 تشرين الأول التي نفّذتها حركة حماس في غلاف غزّة والحرب ما تزال مستمرّة. هو سباق بين وقف إطلاق النار وتحييد الرهائن من جهة، وسباق يقوم به رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو لتنفيذ انتقامه بعدما أدّى "طوفان الأقصى" إلى أزمة إسرائيلية داخلية حقيقية هزّت وجدان الكيان.


انقضى شهر على الحرب ولم يعد العالم يستطيع أن يغضّ النظر. فبدأت الولايات المتحدة الأميركية بضبط إيقاع حليفها الإسرائيلي ومساعدته للنزول عن الشجرة في وقت تصمد حماس بقياداتها بعيداً عن النار الإسرائيلية في الأنفاق، باحثة بدورها عن مخرج سبق أن طلبه أكثر من قيادي في حماس، وكان آخرهم رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية في تصريح لافت في مضمونه.

في السياق تلعب الدوحة دوراً محورياً في المفاوضات لوقف إطلاق النار، على وقع بدء طرح أفكار لمستقبل الضفة الغربية وغزة بعد انتهاء الحرب. فهل دخلت المنطقة في عدّ عكسي لوقف إطلاق النار؟

أسباب تعديل الخطّة الأميركيّة

بعد الدعم غير المشروط الذي حصلت عليه تل أبيب من واشنطن والذي بدا واضحاً في زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن وتعبيره عن دعم بلاده لإسرائيل وحقّها في الدفاع عن نفسها، تتحدّث مصادر دبلوماسية مقرّبة من الأميركيين عن انطلاق نقاش جدّي في الكونغرس والبيت الأبيض على حدّ سواء حول "صوابية" الموقف الأميركي باستمرار تقديم الدعم الكامل لإسرائيل.

يأتي هذا التغيير مع اقتناع بأنّ إسرائيل التي تتخبّط في خطط عسكرية وضعتها للقضاء على حركة حماس، دمّرت غزّة وقتلت أكثر من عشرة آلاف فلسطيني من الأطفال والنساء والعائلات ولم تنجح في استهداف قادة حماس ولم تنجح في تدمير الأنفاق في القطاع المحاصَر. وعليه، تزدحم الإدارة الأميركية بالمعارضين الذين يطالبون بأن تعود بلادهم لتلعب دورها في قيادة الحلول وليس في أن تكون جزءاً من حرب تخوضها إسرائيل من دون أيّ رؤية واضحة لمسارها أو نهايتها. وتكشف المصادر عن أنّ وصول بايدن إلى إسرائيل لم يكن إلا لـ"إمساك الثور من قرنيه"، أي ضبط رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو مع إفساح المجال له لاستعادة "اعتباره" في غزّة.


هكذا وصلت البوارج الأميركية، وأخيراً وصلت الغواصة النووية إلى المتوسط ليس إلا لردع أيّ تصعيد يمكن أن يؤدّي إلى حرب شاملة. هو شبه تفاهم غير معلن بين الأميركيين والإيرانيين الذين التقطوا الإشارة الأميركية جيّداً في الدعوة إلى عدم الانجرار إلى حرب.

والآن، بعد مرور ثلاثين يوماً على ذلك الحدث التاريخي، تتحدّث المصادر عن أنّ الولايات المتحدة دعت إلى تغيير الخطة في غزّة لأنّ دخولها شبه مستحيل كما سبق أن أثبت التاريخ في محطات سابقة. وبالتالي سيقوم الإسرائيلي بحصارها من البحر وتطويقها قبل أن يصبح عالقاً في مكانه معرّضاً جنوده لمخاطر هجمات حماس المستمرّة.


هناك مجموعة اقتراحات تُدرَس حالياً لوقف إطلاق النار، أحدها الذهاب تدريجياً إلى ذلك من دون إعلان الهدنة، وبالتالي ترك الأمور مفتوحة بانتظار مصير المفاوضات القريبة المدى.

خلاصة القول أنّ نتانياهو مأزوم وما يزال يبحث عن انتصار لم يحقّقه بعد على حماس، بل حقّقه على المدنيين في غزّة فقط. والولايات المتّحدة تعبّر عن قلقها بشكل علني من عدم وجود أيّ خطة خروج وضعها الإسرائيلي من حربه على غزة.

قطر... ولاءات العرب

أمّا المفاوضات فتُخاضُ بالنار والحديد، وعبر وساطة قطرية بين المتقاتلين، على أرض الدوحة. مجموعة لاءات وضعها العرب، لا سيما مصر والأردن، أولاها رفض طلب إسرائيل ترحيل الفلسطينيين من غزة إلى سيناء ومن الضفة الغربية إلى الأردن، خصوصاً أنّ المستوطنين في الضفة يعتدون ويقتلون ويسرقون وينهبون أهل الضفة من دون محاسبة. بموازاة ذلك يمكن اختصار الخطوات التي تحكم المفاوضات بثلاث:

- أوّلاً: مطالبة إسرائيل بتحييد الأسرى عن القتال في حين تطلب حماس وقف إطلاق النار قبل تبادل الأسرى.



- ثانياً: التفاوض حول آلية تبادل الرهائن بمعنى أيّ عدد مقابل أيّ عدد.

- ثالثاً: من سيحكم غزّة في المستقبل وسط تصميم من إسرائيل بالاستمرار في العمل على اغتيال قادة حماس لتصفيتهم؟


حتى هذه اللحظة بدأ النقاش في النقطتين الأولى والثانية من دون الوصول إلى نتيجة ملموسة، وتُرك البند الثالث إلى وقت لاحق.

اللافت في هذا النقاش موقف حماس على لسان رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية من الدوحة عن رغبته في بدء مفاوضات قد تصل إلى حلّ الدولتين، على الرغم من أنّ وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنتوني بلينكن همس لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بضرورة انتقال السلطة الشرعية الفلسطينية لتحكم قطاع غزّة.

لم يكن همس بلينكن من فراغ. في النقاش البعيد المدى أسئلة عمّن سيحكم بعد حركة حماس وعن إعادة تكوين السلطة مع الجناح السياسي فيها. وتكشف مصادر مواكبة للموقف الإسرائيلي أنّ الكيان "يرفض تماماً أيّ مشاركة لحماس في السلطة المقبلة وأيّ أفكار تُطرح حول ذلك ستُقابل بالرفض".

كلّ القوى مأزومة



بعد حرب غزّة أُعيدت القضية الفلسطينية إلى الواجهة من بوّابة ضرورة التوصّل إلى حلّ الدولتين لإتمام سلام عادل وشامل. غير أنّ ذلك أيضاً صعب جداً مع احتلال إسرائيل لأراضي 1967 أوّلاً، وبسبب عدم وجود ضغط دولي وعربي كافٍ لتحقيق ذلك ثانياً.

في الحادي عشر من هذا الشهر يُعقد اجتماع عربي طارئ في الرياض بناء على طلب فلسطين والمملكة العربية السعودية، وستُطرح على طاولته سبل الضغط الممكنة للتوصّل إلى حلّ وسط.

في هذه الأثناء كلّ القوى مأزومة وتبحث عن مخرج. لكنّ أيّ مخرج سيحفظ ماء وجه نتانياهو المأزوم في الداخل؟ وأيّ مخرج سيبقي قادة حماس في غزّة وسط مساعٍ لإخراجهم من القطاع إلى "المنفى"؟

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا