زيارة هوكشتاين "جسّ نبض"...واشنطن تستعجل "قطف ثمار" انتصار غير منجز في غزة!
تهويل أميركي على المسؤولين لتطبيق 1701
وكلمة نصرالله السبت تسقط وهم "ردع المقاومة"
هل ثمة من يعتقد حقا ان "قلب" الولايات المتحدة الاميركية على لبنان؟ وانها تعمل ليل نهار كيلا تتوسع العمليات العسكرية "الاسرائيلية" خوفا من تعرضه لدمار هائل؟ فقط بعض السذج، وبعض مَن هو مرتبط على نحو وثيق بواشنطن ويدور في فلكها، ويجاهر بمعاداته لحزب الله، يحاول الترويج لهذه النظرية، بينما الحقيقة في مكان آخر، وتنقسم الى قسمين:
- الاول: عدم رغبة الادارة الاميركية بالغرق في مستنقع حرب غير محسوبة النتائج في الشرق الاوسط قبل نحو عام من الانتخابات الرئاسية، وتشتيت اهتمامها من الصين وروسيا الى هذه المنطقة، التي لم تكن تحتل قبل السابع من الشهر الماضي اولوية لديها.
- الثاني: القلق الجدي من عدم قدرة "اسرائيل" على ادارة الحرب على جبهتين او اكثر، في ظل انعدام اليقين حيال قدرة "المجتمع الاسرائيلي" على تحمل المزيد من الضغط العسكري، في ظل انعدام الثقة بالمؤسسات السياسية والامنية والعسكرية.
واذا كان لا جدال بقدرة "اسرائيل" على احداث تدمير كبير في البنى التحتية اللبنانية، فانه ايضا لا جدال بقدرة حزب الله على إلحاق الاذى بالجبهة الداخلية الاسرائيلية، لكن جولة الحرب اذا وقعت لن تكون مضمونة النتائج، بمعنى ان الاميركيين ومعهم "الاسرائيليين" لا يملكون اجابات حول "اليوم التالي" وما يمكن ان يتم جبايته سياسيا، ولهذا ثمة محاولة اميركية "خبيثة" تقوم على استخدام القوى العسكرية الردعية التي تم حشدها في المنطقة، لقطف "ثمار" انتصار غير منجز في غزة بعد، ومحاولة جبايته من الحدود في الجنوب، من خلال طروحات بدأت تطل برأسها تحت عنوان "تجنيب لبنان الاسوأ والقبول بترتيبات لطمأنة "الاسرائيليين"!
ووفقا لمصادر مطلعة، لم تكن زيارة عاموس هوكشتاين الى بيروت بعيدة عن هذه الاجواء، وهو جاء تعويضا عن زيارة كانت مقررة الاسبوع الماضي لمساعدة وزير الخارجية باربرا ليف، كونه نجح في نسج علاقات "صداقة" مع عدد من المسؤولين اللبنانيين، ابان توليه ملف التفاوض حول الحدود البحرية. وجزء من مهام جولته "جس" نبض المسؤولين اللبنانيين حيال ما اسماه ترتيبات لما بعد وقف النار في غزة او انتهاء "حكم" حركة حماس كما يسوق الاميركيون في ادبياتهم.
وقد سعى هوكشتاين الى استكشاف مدى صحة التقديرات الاميركية و"الاسرائيلية" حيال مستوى ارتداع حزب الله، بعدما لاحظوا تمسكه بقواعد الاشتباك الحالية وعدم رغبته بالتصعيد. ولاحظت تلك الاوساط، وجود تقديرات اميركية خاطئة تتحدث عن حالة "ضعف" يمكن استغلالها حاليا في موقف الحزب، ولهذا سيتم تقييم محادثات هوكشتاين في بيروت "ليبنى على الشيء" مقتضاه في واشنطن، على ان تحصل زيارة جديدة لن تكون بعيدة.
ووفقا للمعلومات، فان السردية الاميركية تقوم على تبني وجهة نظر "اسرائيل" من الاوضاع على الحدود مع لبنان، وهي تفيد بان الاحداث والتطورات وضعت "إسرائيل" امام مشكلة استراتيجية في الشمال، حتى لو نجحت في التخلص من الخطر في غزة، فمع وجود قوة الرضوان التابعة لحزب الله على الحدود، بوعد ان تبين انها حاضرة جنوب الليطاني، خلافاً لقرار مجلس الأمن رقم 1701، يصعب إقناع المستوطنين بالعودة إلى بيوتهم حتى لو انتهت الحرب في غزة بانتصار "إسرائيل"، خصوصا ان الردع لم تعد بضاعة ذات أهمية كبيرة بعد 7 تشرين الأول في غلاف غزة.
ولهذا بدأ الاميركيين يبحثون عن ضمانات "لاسرائيل"، ويلمّحون الى ان ثمن منع "عملية هجومية اسرائيلية" ضد لبنان يمكن ان يتم تعويضه بترتيبات جدية تبعد مقاتلي الحزب عند الحدود، تزامنا مع تعزيز حضور الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" هناك، بما يمنع التوتر مستقبلا. هذه المعادلة بدأ بالترويج لها حلفاء واشنطن اللبنانيين وخصوم حزب الله، وستكون حاضرة بقوة على "الطاولة" في المستقبل القريب، اذا تطورت الامور على نحو "دراماتيكي" في قطاع غزة في غير صالح المقاومة هناك، ويقول الاميركيون انهم يريدون افعالا لا اقوالا حيال هذا الامر! وسأل احد الديبلوماسيين صراحة "كيف يعود "الاسرائيليون" الى مدنهم والرضوان على بعد امتار؟
في المقابل، اشارت مصادر مقربة من حزب الله الى ان الرهان الاميركي على ما تحرزه "القوات الاسرائيلية" ميدانياً كمقدمة للقضاء على حركة حماس، والحصول على اثمان من حزب الله، امر مبالغ فيه. ففي الحرب الدائرة في غزة الكثير من المراقبين "الإسرائيليين" يشكّكون اصلا بقدرة "إسرائيل" على الحسم، ويحذرون من أن صورة الواقع الميداني مغايرة عن تلك التي تحاول القيادات السياسية والعسكرية رسمها، ويقولون ان الساعة الديبلوماسية الرملية تنفد، ولن يسعف الوقت "الجيش الاسرائيلي" لتحقيق المهمة.
كما يجزمون أن النجاحات العسكرية المزعومة بعد ضرب غزة بـ 30 ألف طن متفجرات غير مرئية حتى الآن، وعلى سبيل المثال لا الحصر، اوضح المحلل السياسي البارز في القناة 13 العبرية رافيف دروكر، أنه تحدث في الأيام الأخيرة مع مصادر عسكرية "إسرائيلية" اقرّت بعدم وجود مشاهد تصدّع لقوات حماس، وهو يشكك بقدرات الجيش وبإمكانية تحقيق الأهداف المعلنة للحرب، وبرأيه يبقى السؤال الى متى؟ وهل تحتمل "إسرائيل" الأثمان والخسائر البشرية والاقتصادية، في ظل اقتصاد نازف ووجود أكثر من 200 ألف "إسرائيلي" لاجئ نزحوا من جنوب وشمال البلاد؟
اما صحيفة "يديعوت احرنوت" فقد اختصرت المشهد بالقول "انه بعد شهر على الحرب لا أحد في "إسرائيل" يستطيع الاحتفال بانتصار، وأحياناً يكون الانتصار بالإدراك أنه لا يوجد انتصار".
اما لبنانيا، فتحذر تلك الاوساط، من اي ضعف في الموقف اللبناني الرسمي ازاء السقوف الاميركية المرتفعة، لان الامر دونه مخاطر كبيرة ستنعكس على الداخل اللبناني، وتنقل المشكلة من مواجهة مع العدو الى ازمة داخلية لا تخدم مصلحة أحد. ولهذا لا يجب الانسياق وراء الضغوط الاميركية لانها "فارغة" من اي مضمون حقيقي ومبنية على وقائع خاطئة. المقاومة في لبنان لن تقدم اي تنازل، ولن تساوم على اي من نقاط القوة لديها، وهي في الميدان تثبت انها جاهزة لكل الاحتمالات، وبات "الاسرائيليون" يدركون عمليا من خلال الاشتباك الدائرعلى طول الجبهة حجم التطور النوعي في قدراتها بالمقارنة مع مواجهة 2006، طبعا لن تخضع للتهويل، وسيتولى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته يوم السبت ازالة اي التباس حيال وهم البعض بان المقاومة "مردوعة"، كي لا تبني واشنطن ومعها "اسرائيل" الحسابات على نحو خاطىء.
ابراهيم ناصر الدين - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|