محمد علي الحسيني: "وجود قوات قسد ومستقبلها مرهون بالوجود الأميركي ومصالحه في سورية"
زكي: ليس هناك خطوط حمراء "أفظع وأكبر" من الذي حدث
أوضح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، أنّه "لم يكن مخطّطاً للقمة العربية الإسلامية ان تكون بهذا الشكل، فكان مقرّراً انعقاد قمة عربية بهذا اليوم، وبعد ذلك دُعي الى قمة إسلامية طارئة كان مخططاً لها اليوم التالي، وبما أنّ الموقف السياسي فيه تقارب كبير، فاتُفق على حصول اجتماع مشترك بين القمتين على أنّ ما صدر عنها موقف سياسي موحّد، لعلّه يكون رسالةً واضحة للعالم، وهذا ما حصل".
وأشار في حديث لـ"الجمهورية" الى، أنّ "لدول عندما طُرحت عليها الفكرة وافقت، وبالتالي ليلة الاجتماع بدأ التحضير بشكل مختلف لقمّة مشتركة".
من حيث مضمون القمّة، رأى زكي، أنّ "القرار الصادر بُني بشكل أساسي على القرار الذي كان معدّاً للقمة العربية، وطبعاً طُعّم بمواقف من الدول الاسلامية".
وقال: انّه "بشكل أساسي يتعامل مع الموقف السياسي الذي نواجهه الآن، وربما لا يحتوي على إجراءات كثيرة ولكنه موقف سياسي واضح وحاسم وقاطع، ويشكّل القاسم المشترك الأدنى بين جميع الدول العربية. وهذا أمر مطلوب".
وعن الانتقادات التي طالت قرارات القمّة، اعتبر زكي، أنّ "هذا الامر طبيعي، ونحن نفهم أنّ لكل رأيه وتقييمه لمثل هذه القمم. الاخوة الفلسطينيون يشعرون أنّ أي نتيجة مثل هذه ستكون غير ملائمة لتوقعاتهم وغير مناسبة لما ينتظرون، فهم موضوعون تحت ضغط هائل. لكن الدول الموجودة في هذه القمّة هي كل الدول العربية والاسلامية، فلا أحد يستطيع أن يزايد على موقف الآخر ويقول له أنا أكثر تأييداً لفلسطين منك. الجميع لديه فهم واحد للوضع ويريد أن يقرّ هذا الموقف السياسي المهمّ".
وحول الإجراءات، قال: "كان مأمولاً من جانب البعض أن يتضمن القرار بعض الإجراءات لكن لم يحصل ذلك".
ولفت الى، أنّ "السبب لا يعود الى وجود ضغوطات بل بسبب اعتبارات كل دولة. فكل دولة لها حقّها السيادي في أن تأخذ خطواتها كما ترى".
وذكر، أنّه "عندما يكون الاجتماع على هذا المستوى فالجميع يبحث عن نقاط الاتفاق وليس نقاط الاختلاف التي نعلم بوجودها. فهناك دول لديها سقف أعلى من دول أخرى، ولكن عندما يجلس الجميع ويحاولون اصدار وثيقة واحدة، هذا هو المشترك في ما بينهم".
وعن الخط الأحمر أو النقطة الفاصلة بين الموقف السياسي وبين الإجراءات العملية، اشار الى أنّ "الخط الاحمر لا يتحدث الناس بشأنه باعتباره أمراً واضحاً، ولكن الجميع يفهم أنّه ليس هناك خطوط حمراء أفظع وأكبر من الذي حدث، أي قتل 11 ألف شخص نصفهم من الأطفال والنساء، وتدمير المنازل والممتلكات، فهذا بحدّ ذاته خط أحمر كبير. والسؤال في ذهن الدول، ما الفعل الذي نقوم به لكي نوقف هذه المأساة، المطروح بكل تأكيد هو ضرورة الوقف الفوري لأطلاق النار".
وفي هذا السياق، لفت زكي الى، "دور الدول العربية التي لديها وزن كبير واتصالات ذات مستويات عالية، مثل مصر والسعودية والأردن".
أما بالنسبة الى كسر الحصار، فنوّه زكي بالإجماع على هذه النقطة، مشيراً الى أنّ "مصر لم تعترض عليها بل العكس".
وقال: "استشعرت من حديث الوفد المصري أنّه يتفاعل ايجاباً مع هذه النقطة وكيف سيتمّ تفيعل ذلك ميدانياً سنرى مع الايام القادمة".
وتطرّق زكي في حديثه الى ملف المفاوضات، قائلاً: "نعلم أنّ قطر لديها اتصالات متطورة في هذا الامر ومصر لديها دور أيضاً». وشدّد على أنّ «الدول العربية وبالذات مصر وقطر، تسعى بشكل حثيث لإنهاء هذا الملف الصعب بخاصة أنّه مرتبط بوقف اطلاق النار".
واعتبر، أنّ "هذا الامر لن يكون سهلاً، فالجانب الفلسطيني لديه اهداف معينة يريد تحقيقها، واسرائيل أيضاً تسعى تحت ضغوط الرأي العام الداخلي لتنهي هذا الملف، فمن الطبيعي أن تأخذ المسألة وقتاً طويلاً وجهداً واتصالات".
وبعيداً من المفاوضات والقمّة، علّق زكي على الدور التركي والايراني. فوصف الدور التركي بـ"الجيد والبنّاء في هذه الأزمة". مضيفًا "هناك تنسيق مع الدول العربية وبالذات مصر، في الماضي كان هناك توتر في العلاقة والآن أصبحت الأمور أفضل بكثير".
أما عن الدور الايراني، فقال: "استمعت الى خطاب الرئيس الايراني في القمة وكان خطاباً حماسياً وقوياً، وايران هي داعمة للمنظمات في غزة وتسعى لنصرتها بعدة أشكال، بالنهاية الجغرافيا تفرض نفسها. فمصر جارة غزة ولديها اتصالات مع اسرائيل ولديها اتصالات مع «حماس» وتعاني من تداعيات هذه الحرب، ويمكن أن تعاني بشكل أكبر في المستقبل، ولا بدّ أن يكون هناك دعم لمصر".
وفي ظلّ الحديث عن مصير غزة بعد الحرب، رأى أنّه "لا بدّ من التمييز ما بين الأفكار التي تطرحها اسرائيل وتريد أن تشغل المجتمع الدولي بها والعرب، وبين ما تفعله اسرائيل".
وأكّد، أنّ "تركيزنا هو على وقف اطلاق نار فوري، الانشغالات التي تلقي بها اسرائيل كل بضعة ايام حول مصير غزة ومن يحكمها، لا نلتفت اليها. كل هذه الانشغالات لا يجب أن تلهينا عن الهدف اي وقف اطلاق النار".
وعندما يتحقق هذا الهدف ويصبح هناك حديث سياسي وليس أمنياً عن الوضع في الأراضي الفلسطينية بما في ذلك غزة، عندها سنرى سياسيين وديبلوماسيين عرب يعلّقون على هذا الامر".
وأضاف، "هذه الامور تحتاج الى بصيرة واضحة حول ما الذي يجب أن نركّز عليه في هذا الموضوع، وبدا واضحاً أنّ فصل غزة عن الضفة ليس أمراً مطروحاً على الاطلاق".
وأكّد زكي في ختام حديثه، أنّ "الجامعة العربية ترفض التهجير وكل الأفكار المطروحة في هذا الشكل هي مخالفة للقانون الدولي، ولن يتجاوب أي طرف عربي مع هذه الطروحات".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|