حزب الله مُرتاح: لم نستخدم سوى عشرة في المئة من قدراتنا
مع دخول معركة طوفان الاقصى اسبوعها السادس، يشعر حزب الله بارتياح كبير على الجبهة الجنوبية انطلاقا من فهمه لحقيقة ما يحصل في غزة بعيدا عن ما تبثّه وسائل الاعلام وتواصله الدائم مع الفصائل المسلحة في القطاع التي تؤكد أن الوضع لا زال ممسوكا رغم توغل القوات الاسرائيلية وسيطرتها على مناطق في غزة.
ارتياح الحزب بحسب مصادره، يعود في الدرجة الاولى الى الاحتضان الكبير لبيئته التي تُصر على القتال والبقاء في القرى المحاذية رغم خطورة الوضع هناك، مشيرة الى أن هذا العامل انعكس ايجابا على معنويات المقاتلين المنتشرين على طول الشريط الحدودي والمندفعين للمعركة رغم الصعوبات الكبيرة التي تواجههم، بل عمد بعض الشبان ممن لا تتجاوز اعمارهم الـ 16 سنة الى الانخراط في المواجهة من خلال تكليفهم بأعمال لوجيستية تُراعي أعمارهم، وهنا نلحظ بحسب المصادر تواجد الاب مع اولاده على خط المواجهة والحالة تتكرر في أكثر من موقع عسكري للحزب في منطقة عملياته جنوبا.
المصادر عينها تشدد على قوة حزب الله القتالية الطويلة، كاشفة عن أن ما قام به الحزب منذ الثامن من تشرين الاول الماضي الى اليوم لم يتجاوز العشرة في المئة من قدراته العسكرية التي يمتلكها وهو ينتظر اشارة الميدان ليبنى على الشيء مقتضاه لناحية تفعيل المنظومة الصاروخية او ادخال عناصر جديدة في المعركة كالطائرات المسيّرة التي دخلت الخدمة في الفترة الاخيرة.
ومن العوامل الايجابية كما تصفها مصادر الحزب، هي قدرته على التحكم في الميدان الجنوبي وفق توقيت الكورنيت والمسيرات، وهو ما يُعد تطورا نوعيا في مرحلة المواجهة ضد اسرائيل. فالمعركة اليوم تُديرها غرفة العمليات المشتركة (حماس وحزب الله) لا إسرائيل، وباتت مواقف نصرالله بالنسبة للرأي العام الاسرائيلي أصدق من تلك التي يطلقها نتنياهو وغالانت وبني غانتس..، فهؤلاء بحسب المصادر يتوعدون الحزب ولبنان برد عسكري عنيف ويتحدثون عن خطط جاهزة لبدء معركة الجبهة الشمالية، وعندما تقصف المقاومة موقعا عسكريا وتُردي العناصر العسكرية المتواجدة فيه بين قتيل وجريح تكتفي القيادة الاسرائيلية بقصف بعض المباني والتلال المحيطة بالقرى، ولا تتجرأ على قصف العمق اللبناني لادراكها المسبق أن ما يحضره الحزب من سيناريوهات في حال توسعت رقعة الحرب لتشمل لبنان، سيكون قاسيا على حكومة نتنياهو الغارقة اليوم في وحول غزة، وتذهب المصادر في احاطتها لسير المعركة الى حسم موقف الحزب في حال اتخذت القيادة العسكرية الاسرائيلية قرارها بشن غارات على مناطق لبنانية كبيروت وغيرها، بفرض معادلات ردع جديدة قد تفاجئ الولايات المتحدة قبل اسرائيل التي تُدرك أن قواعد الاشتباك لم تعد كما كانت قبل السابع من تشرين الاول كما انها غير قادرة على اتخاذ اي قرار أو تحديد مواعيد عملياتها العسكرية جنوبا وهي مشغولة اليوم باقناع مستوطنيها الذين فقدوا ثقتهم بقياداتهم بعد أن تمكن الحزب من تفريغ معظمها وعلى مسافة خمسة كيلومترات من الحدود مع لبنان.
واذ تدعو مصادر حزب الله الى استرجاع شريط الاحداث قبل اسابيع وكيف تدرجت عمليات المقاومة جنوبا ووصلت الى ما هي عليه اليوم، تشير الى أن الايام المقبلة قد تحمل الكثير من المفاجآت خصوصا وأن الوضع العسكري ينحو وبسرعة باتجاهات معاكسة وتصعيد وهو ما يخشاه الاسرائيلي الساعي الى حسم معركة غزة الا أنه سيكون مكبلا بانتفاضة الساحات التي ستُربكه وتدفعه نحو طلب هدنة للتفاوض.
شاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|