حربٌ مشتعلة… بعيداً عن الميدان
كتبت لارا أبي رافع في موقع mtv:
الحرب في غزّة لا تقتصر على الميدان. حروبٌ عدّة مندلعة في الوقت عينه، بين الأرض والعالم الموازي. والأكيد أنّ حرب العالم الافتراضي لا تقلّ عنفاً عن تلك التي في الميدان. إذ تنتشر آلاف الصور والفيديوهات يوميًّا وتجول العالم.
بات النشر على هذه المواقع الشغل الشاغل للبعض، فهم يعملون ليلاً نهاراً على إظهار صورة وحقيقة ما يحصل، حتّى أنّ عدداً منهم تحوّل إلى مصدر الخبر والمعلومة. في هذا السياق، تؤكّد مايا، الشابة العشرينيّة التي تعيش في الولايات المتحدة، أنّها تنشر عشرات الـstories على صفحتها يوميًّا لتوعية أصدقائها ومتابعيها حول حقيقة ما يحصل.
وتقول لموقع mtv: أمضي وقتاً لا يُستهان به من يومي أنشر صوراً وأرقاماً وفيديوهات لما يحدث اليوم في غزّة لأنّ معظم معارفي هنا غير مطلعين على القضيّة الفلسطينيّة ويجهلون حقيقة ما يحصل. حتى أنّني أخوض نقاشات تاريخية مع أصدقاء لي وأشرح لهم ما حصل ويحصل. وتُضيف: "ما يُفرحني ويُشجّعني على الاستمرار أنّ البعض غيّر رأيه بعد معرفة الحقائق، وأنا واثقة من أنّ آخرين سيغيّرون آراءهم أيضاً إذا استمرّينا بالنشر".
الأكيد أنّ مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دوراً كبيراً اليوم في خلق رأي عام، والدليل كلّ ما يحصل على هذه المواقع من محاولات لإظهار الرأي الآخر مجرم ومُخطئ. فالصورة التي نشرها الجيش الإسرائيلي زاعماً أنها تتضمّن أسماء مقاتلين من حماس، وهي في الحقيقة تتضمن جدولاً بأيّام الأسبوع، خير دليل. كذلك فيديوهات باسم يوسف مثلاً التي جابت العالم، بالإضافة إلى فيديوهات لشباب فلسطينيين كالشاب حمزة المعروف بـAbsorber الذي يُظهر في كلّ فيديو ينشره كراهية الإسرائيليين للعرب وتطرّفهم. وانتشار فيديوهاته جعله معروفاً وبات يعرّضه لمضايقات منهم.
هنا يلفت الخبير في التكنولوجيا والتحول الرقمي بول سمعان عبر موقع mtv إلى أنّ "السوشال ميديا أداة أساسية لنشر الأخبار والمعلومات في ما يتعلّق بما يحصل في غزّة وحول العالم. فالمنظمات يمكن أن تقوم بنشر الأخبار التي تريدها ما يُساعد الأشخاص أينما كانوا في العالم في الحصول على المعلومات ومعرفة ما يحدث بأدقّ التفاصيل وهو أمرٌ إيجابي". أمّا الأمر السلبي في الموضوع، فهو انتشار الأخبار المزيّفة، "إذ هناك صور وفيديوهات مصنوعة من الذكاء الإصطناعي تنتشر ويستخدمها الطرفان لمصلحتهما وللإضرار بالطرف الآخر".
ويُشدّد على أنّ ما يحصل على مواقع التواصل الاجتماعي يمكن وضعه في خانة الحرب النفسيّة فكلّ طرف يُحاول أن يُظهر أنّه الرابح كما يُحاول التقليل من قوّة العدو وإظهار مخطّطاته، خاتماً: "دور السوشال ميديا كبير اليوم ولكن في الوقت نفسه يمكن استخدامها بشكل مؤذٍ لنشر المعلومات المضللة والقيام بحرب نفسيّة، لذا علينا كأشخاص أن ننتبه إلى الأخبار أو الصور والفيديوهات التي تصلنا وعدم نشرها قبل التحقّق منها".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|