"مياه بيروت وجبل لبنان": برنامج تقنين قاسٍ بسبب ضآلة المتساقطات
التكيُّف مع حياة برمائية جديدة في لبنان... الوصول الى كوكب زُحَل أسهل!
الى جانب أسلوب الإثارة الذي يتّبعه بعض المُتعاطين بالشأن المناخي، والتهويل الذي يجنحون إليه في حديثهم عن التوقّعات الجوية. وبمعزل عن الرغبة بالشهرة لدى البعض، نتلمّس تأثير التغيُّر المناخي على بلداننا وحياتنا تدريجياً، لا سيّما بكميات الأمطار التي تتساقط خلال نصف ساعة مثلاً، وتكون بمقدار هطولات أشهر.
كوكب آخر
فهذه الظواهر باتت متكرّرة، وهو ما نشهده في بلدان أخرى أيضاً، وبطُرُق أشدّ عنفاً ممّا هي عليه الأحوال في لبنان حتى الساعة. فليس مألوفاً أن تكون "شتوات" الخريف عنيفة بتكرار. وليس عادياً أن تتحوّل الطُّرُق الى مسابح حقيقية عند كل "شتوة"، وخلال فصل انتقالي، بشكل عام.
وبالنّظر الى النّقاشات التي تُثيرها التغيُّرات المناخية في عدد من الدول، لا سيّما المتقدّمة منها، على صعيد الحديث عن وجوب الدفع باتّجاه حصول تغييرات هندسية في العمران، وفي البنى التحتية بهدف جعلها أكثر "صداقة" للتكيُّف مع حياة برمائية، نجد نحن في لبنان أننا نعيش في كوكب آخر، وفي بلد لا يفكّر بأبْعَد من اليوم. ولكن الغد هو للغد في بلدنا، ليس حباً بالعيش "عالبركة"، بل لأن سلطاتنا بائسة يائسة، وفاقدة لأي قدرة ورغبة بفعل شيء، أكثر من توفير مصالح خاصة.
فماذا عن إمكانية تكييف الحياة في لبنان مع وقائع مناخية جديدة، ومع ضرورات تجعلها برمائية، بشكل يجعل المنازل أكثر استعداداً وتكيُّفاً مع احتمالات تسرُّب مياه الأمطار إليها، وبطريقة تحوّل فيضان الطُّرُق الى وسيلة جديدة للمواصلات ربما، بدلاً من أن تكون خطراً على الحياة، وكارثة.
بعيدون جدّاً
أشار النائب سجيع عطية الى "عدم القدرة على الدخول في تلك الأمور لدينا، إذ إنها أقرب الى زواريب بالنّسبة الى الدولة اللبنانية. فنحن بعيدون جدّاً من أي شيء يمرّ الى جانب تلك النّقاط، أو يجعل الحياة مُنسجمة مع التغييرات المناخية التي ستزداد مع مرور الوقت".
وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "القضية لا تتعلّق بمشاريع، ولا بخطط. فهذه يمكن وضعها بالتعاون مع خبراء، كما هو الحال في أي بلد. ولكن ما الجدوى من تلك الأمور في بلد مثل لبنان، حيث لا مجال للاهتمام إلا بالخبز، والأمن، ومشاكل النزوح السوري، واللّجوء الفلسطيني، وحيث لا مجال لملاحقة ملف قطع الأشجار الذي يبدو أن لا حلّ له".
حياة جديدة
ولفت عطية الى أن "الاهتمام بالمواضيع البيئية والمناخية في هذا النوع من البلدان، وفي مثل تلك الظروف، يُشبه من يتعاطى بأمور تتعلّق بالفضاء، أي مجهولة وغامضة. فلا مجال لترف الخطط والمشاريع لدى من لا يبحثون إلا عن لقمة العيش، وكيفية البقاء في البلد. ففي تلك الأوضاع، تُصبح الملفات المناخية وتطوير البنى التحتية أقرب الى ترف".
وختم:"إذا كانت الدولة عاجزة عن حماية شجرة مُعمّرة عمرها مئات أو آلاف السنوات من القطع، ومن تحويلها الى مادة للبَيْع أو للتهريب أو التدفئة، فكيف ستنجح في خطة لبنى تحتية مُواكِبَة لتغييرات مناخية؟ هذا مستحيل، والحلّ يبدأ بنوعية حياة سياسية واجتماعية جديدة في البلد، لا تصوّر ممكناً لها حالياً".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|