تأجيل مجلس التعليم العالي البتّ بقضية AUCE لا يبشّر بالخير
لا تزال قضية الجامعة الأميركية للثقافة والعلوم AUCE عالقة الى اليوم بسبب عدم بتّ السيدة ريما قلعاوي النابلسي - أرملة مؤسس الجامعة الراحل أمجد النابلسي - المعاملات القانونية والادارية اللازمة بعد شرائها أكبر حصة من مالكي أسهم الجامعة وهم في غالبيتهم من أفراد العائلة، وهو شرط أساسي فرضته وزارة التربية والتعليم العالي للسماح لها بالسير قدماً في مسار رؤية جديدة للجامعة تتضمن تسجيل مجلس امناء جديد يعيّن رئيساً جديداً ونواباً له في إدارة الجامعة وفقاً للقوانين المرعية الإجراء.
هذا الجو إنعكس على قرار مجلس التعليم العالي الذي ارتأى قبل نحو اسبوعين تأجيل البتّ في قضية هذه الجامعة الى جلسة لاحقة يُعين موعدها وفقاً لما يتلاءم مع الظرف الحالي.
هذا الملف يراوح مكانه منذ شهرين، إذ رفضت وزارة التربية البتّ بأي مجلس أمناء جديد للجامعة أو رئيس لها قبل أن تنجز قلعاوي، التي تملك اليوم الحصة الكبرى من أسهم الجامعة، المعاملات القانونية والادارية لهذا الانتقال، ما نتج عنه عدم توقيع الرئيس الجديد المعيّن في الولاية الجديدة الدكتور ريمون عقيقي على اي معاملة وأي إفادة أو شهادة وسواها.
طبعاً القلق يخيّم على الطلاب، ولاسيما بعد استقالة الدكتور هاني حيدورة في 7/7/2023، الذي تم تعيينه مفوضاً رسمياً مولجاً التوقيع على المعاملات الادارية ومنها الافادات والشهادات والمعاملات الرسمية وما شابه، ما سهّل على الجميع مسار المعاملات الإدارية بين الجامعة ووزارة التربية، مع العلم أنه كان يشغل منصب نائب رئيس الجامعة في ولاية الرئيس السابق عبد السلام النابلسي (شقيق مؤسس الجامعة أمجد النابلسي)، الذي قال في اتصال مع "النهار" من مكان اقامته في عمّان إنه "لا يوجد اليوم رسمياً في الجامعة أي مجلس أمناء أو حتى رئيس للجامعة، علما أنه سبق تلك المرحلة تعيين الدكتور حيدورة مفوضاً رسمياً مهمته توقيع المعاملات الادارية في الجامعة"، مشيراً الى أنه "يتحمل شخصياً مسؤولية التعيينات الادارية خلال ولايته رئيسا للجامعة 4 أعوام اي من 2018 الى 2022، ولا يعنيني شيء بعد هذه المرحلة".
وشدد على أنه "لا يحق للسيدة ريما قلعاوي ان تدير الجامعة لأن للمؤسسة كيانها الخاص واستقلاليتها المالية والاكاديمية، التي يسهر عليها مجلس الأمناء".
بدوره، قال الدكتور حيدورة لـ"النهار" إنه "قرر الاستقالة من منصبه كمفوض رسمي في الجامعة منوط به توقيع المعاملات الادارية لأنه لم يتفق أو يجد اي قواسم مشتركة لاستمرار العمل" بينه وبين السيدة قلعاوي، ما دفعه الى الاستقالة في 7/7/2023".
ورداً على اتهامه بتقاضي مبلغ من السيدة قلعاوي - 500 ألف دولارالى مليون دولار- لتسوية الخلاف بينهما وتقاضيه 200 ألف دولار دفعة أولى من مجمل المبلغ، قال: "لا أبداً. لقد حصلت على دفعة أولى لبدل مخالصة في تأسيسي فرعيّ الجامعة في كل من النبطية وصور.
وسأتقاضى المبلغ المتبقي تباعاً".
ودعا الى "ضرورة إيجاد حلول لتسهيل توقيع معاملات الطلاب المتوقفة منذ استقالتي الى اليوم لتعود الأمور الى مجراها بعد اتمام المعاملات القانونية المطلوبة من وزارة التربية".
نائب رئيس الجامعة للشؤون الادارية الدكتور رشدي زعيتر (تسلم مهامه في اوائل آب الماضي مع التعيينات الجديدة) نفى في اتصال مع "النهار" أن يكون النظام الالكتروني لتسجيل الطلاب "خارج الخدمة منذ شهرين، كما جاء في شكوى للطلاب على وسائل التواصل الاجتماعي، ما استوجب متابعة المعاملات الادارية بأسلوب كلاسيكي مبني على تعبئة جدول عادي بأسماء الطلاب والمواد الدراسية المدرجة فيه"، مشيراً الى أن "الادارة عملت على نقل الداتا الى نظام الكتروني خاص بها، ونقل المعلومات والبيانات من نظام الى آخر لا يتم بليلة وضحاها بل يحتاج هذا الإجراء الى مدة محددة".
بالنسبة إليه، "ما تناولته بعض الشائعات عن غياب المكننة في تسجيل الطلاب أو عدم توفير ايصال الكتروني عن رسوم دفع الاقساط هو عار من الصحة لأن الطلاب يتسجلون لمتابعة موادهم الدراسية إلكترونياً وينسحب هذا النمط على مجمل معاملاتهم".
ولفت زعيتر الى ان "هذه الشائعات، التي تناقلها البعض، تعود الى ان القيمين على شركة النظام الالكتروني القديم ابدوا بعض التحفظ عن إجراء عملية نقل المعلومات والبيانات الى النظام الجديد الخاص بالجامعة قبل البت بالقرار النهائي لوزارة التربية والتعليم العالي".
وعن أسباب استقالة الدكتورهاني حيدورة قال: "انتهت مهامه مع ولاية الرئيس السابق للجامعة عبد السلام النابلسي".
ماذا عن الرئيس الجديد الدكتور ريمون عقيقي؟ قال: "لم يقبل مجلس التعليم العالي بمجلس أمناء الجامعة الجديد ولا برئيسه الجديد أيضاً، ونحن لا نعرف سبب هذا الرفض في الحقيقة".
وذكر أن "السيدة ريما قلعاوي عمدت الى شراء حصص بعض مالكي الاسهم في الجامعة، ما جعلها تحصل على الحصة الأكبر من هذه الاسهم، وهذا ما يسمح لها بطرح رؤية جديدة للجامعة من خلال جمعية عمومية مخولة تعيين مجلس أمناء مهمته إجراء تعيينات جديدة"، مشيراً الى أن "الوزارة ابدت تحفظها عن هذا الاجراء بحجة ان السيدة قلعاوي لم تنه المعاملات القانونية المطلوبة لهذا الانتقال".
وتمنى "ألا نصل الى حائط مسدود في هذا الملف، مع العلم أننا نتمسك بالمسار القانوني لهذا الموضوع ونبتعد عن اي ضغوط سياسية للبت بالقضية لأننا نتوق الى ان نبقى تحت سقف القانون".
يبقى سؤال واحد: ما هو مصير الطلاب الذين سيتخرجون في هذا الفصل الدراسي ولاسيما من يرغب منهم في الحصول على شهادة رسمية معترف بها من الدولة اللبنانية للعمل في الخارج أو حتى في لبنان، علما أن ثمة شهادات لمتخرجين موقعة من حيدورة قبل استقالته؟
يذكر أيضاً ان قلعاوي ومدير فرع الجامعة في صور الدكتور أحمد دكور إجتمعا أخيراً مع مرجع أمني كبير ونافذ سابق في محاولة لحضّه على إيجاد مخرج مع وزارة التربية والتعليم العالي، مع الاشارة الى أن هذه الشخصية كانت تتردد خلال تولّيها مركزها على فرعَي الجامعة في مناسبات عدة في كل من صور والنبطية من خلال رعاية حفل تخرّج او تكريم طلاب، أو المشاركة في إفطارات في شهر رمضان.
"النهار"- روزيت فاضل
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|