“بعث” سوريا علّق نفسه… ماذا عن “دكانته” في لبنان؟
سقط نظام الأسد، بعد أكثر من 50 عاماً من توارث السلطة بين حافظ وبشار الأسد، وسقطت معه كل رموزه، وتاهت أذرعه وضاعت، واختفت عن السمع والنظر، الا أن بعضهم “كوّع”، وسلك طريقاً جدياً، حاول من خلاله التماهي والتماشي مع الحالة السورية الجديدة، أي المعارضة.
وبما أن حزب “البعث العربي الاشتراكي” كان الحزب الحاكم في سوريا، لمدة تجاوزت الـ 60 عاماً، وانتهى مع فرار بشار من الحكم، كان لافتاً البيان الذي خرج به “البعث” في سوريا وأعلن فيه تعليق عمله ونشاطه الحزبي “حتى إشعار آخر”، البيان جاء باسم الأمين العام المساعد للحزب إبراهيم الحديد الذي أشار الى أنه تقرر “تعليق العمل والنشاط الحزبي بأشكاله ومحاوره كافة حتى إشعار آخر”.
والأمر لم يقف عند تعليق النشاط الحزبي وحسب، بل بحسب البيان أيضاً، سيسلم الحزب كل الآليات والمركبات والأسلحة التابعة له الى وزارة الداخلية السورية، وستكون أملاكه وأمواله تحت إشراف وزارة المالية، على أن يعود ريعها الى مصرف سوريا المركزي. وكأنه يقال إن “البعث” السوري، انتهى.
على صعيد لبنان، و”البعث” فيه، ابن “بعث” سوريا وتلميذه، لم يظهر أمينه العام علي حجازي علناً منذ سقوط الأسد، أي منذ الأحد الماضي، والأمر نفسه بالنسبة الى قيادييه.
وفي محاولة لمعرفة مصير الحزب في لبنان بعد السقوط المدوي لبشار، كانت الاشارة سلبية، اذ ان الجميع يتحفظ عن الاجابة.
مصادر مطلعة على شؤون “البعث” تؤكد في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن لا أحد سيدلي بأي تصريح عن وضع الحزب في الفترة الحالية، الا عن طريق أمينه العام أو مجلسه القيادي.
وترى أنه “لا يمكن إقصاء الحزب عن المشهد الآن، وإن كان الحزب الأم في سوريا قد علّق نشاطه، أو اعتزل، ففي لبنان الحزب وجوده شرعي ومكفول بالقانون”.
وتعتبر مصادر متابعة لأجواء ما يسمى بالمحور السوري، أن كل شيء سيتغير بعد سقوط الأسد، والسياسة لن تبقى نفسها، وفي حال استمر الحزب بالسياسة اللبنانية، بالتأكيد سنشهد تغييراً في قياداته ووجوهه، فبشكل أو بآخر، سيتأثر بما حصل في سوريا، خصوصاً بعد المواقف الصارمة التي كان يتبناها وكلها سقطت.
تجدر الاشارة إلى أن حزب “البعث” تأسس في سوريا بعد الاستقلال، عام 1947، وكان يدعم إقامة دولة عربية اشتراكية واحدة في الشرق الأوسط. الا أنه في الخمسينيات إندمج مع “الحزب العربي الاشتراكي” ليصبح اسمه حزب “البعث العربي الاشتراكي”، وحكم سوريا عام 1963، بعد انقلاب عسكري، ثم نفذ حافظ الأسد عام 1970 انقلاباً داخلياً في الحزب، وتسلم السلطة، وأورثها لإبنه حتى تاريخ سقوطه يوم الأحد الماضي.
لبنان الكبير
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|