عربي ودولي

لأسباب كثيرة.. الهدنة المؤقتة قد تتحول إلى وقف لإطلاق النار

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بطيئاً جداً كان مسار عملية تبادل الأسرى بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي، تقاذفتها رياح باردة حيناً وساخنة حيناً آخر، لتعود وتعمل بقوة دفع أميركية، قطرية مصرية، ولعلّ قوة الدفع الأميركية هي الأكثر فاعلية في ظلّ حاجة الرئيس الأميركي جو بايدن لتحقيق إنجاز، مهما كان بسيطاً، يسعى من خلاله إلى إرضاء جمهور الحزب الديمقراطي المنقسم بشكل عمودي على خلفية تعاطي بايدن مع الحرب على غزة والدعم غير المحدود الذي منحه لصديقه بيبي نتنياهو يوم جاء إلى تل أبيب على عجل ناقلاً الدعم بنفسه مع أكثر من عشرة مليارات دولار سارع والكونغرس إلى إقرارها.

هذا الدعم الذي ظنّ الرئيس الأميركي بأنه سيخدمه انتخابياً في مواجهة الخصم اللدود المرشح الجمهوري الأقوى دونالد ترامب، ارتدّ سلباً عليه، وجعل شعبيته تتراجع بشكل دراماتيكي حتى بات ترامب يتقدم عليه في العديد من الولايات المتأرجحة.

الانتقادات لبايدن أصبحت تشكّل عنواناً لقسم لا يستهان به من القاعدة الديمقراطية والدائرة المحيطة به ومن كبار موظفي البيت الأبيض والإدارة الأميركية بشكل عام، حتى باتت ماكينته الانتخابية تطالب بالالتفاف حوله بحجة أنه الوحيد القادر على إلحاق الهزيمة بترامب.


إذاً، بايدن يحتاج تحقيق إنجاز صغير يعوضه خسائر الدعم الكبير لإسرائيل وتبنّي الرواية الإسرائيلية منذ صبيحة "طوفان الأقصى" حول جثث الأطفال المقطوعة الرأس والنساء اللواتي تمّ اغتصابهن على أيدي عناصر حماس، وعدد القتلى الإسرائيليين، وهي رواية أثبتت زيفها التحقيقات وتصاريح المفرج عنهم، وقد أصدر نتنياهو قراراً يجرم كل محرر إسرائيلي في حال تحدّث إلى الإعلام عن حسن معاملة حماس للأسرى. هذا من دون أن نغفل الشارع الأميركي الذي أظهر انقلاباً على قياداته السياسية وخرج بمئات الآلاف مطالباً بوقف فوري لإطلاق النار وبدولة فلسطينية، من هنا الحاجة إلى تمديد الهدنة وهو ما تسعى إليه إدارة بايدن وحركة حماس على حد سواء لماذا للأسباب التالية:

-حماس تريد إدخال المزيد من المساعدات والمحروقات إلى القطاع وإلى إعادة تجميع قواها العسكرية.


-إسرائيل لم تتمكن بالحرب من تحقيق ما حققته بالتفاوض، وهي قد تسلك هذا المنحى لا سيما في ظل تبدل الموقف الدولي بسبب العدد المرتفع من الضحايا المدنيين في صفوف الفلسطينيين والدمار الشامل الذي ألحقته آلتها العسكرية بقطاع غزة وبنيته التحتية والاستشفائية، من هنا قد تلجأ تل أبيب إلى استخدام الهدنة المؤقتة للذهاب إلى وقف لإطلاق النار يسهّل التفاوض على إطلاق ما تبقى من أسرى.



-الولايات المتحدة تريد تحرير مواطنيها من قبضة حماس وهي عملية لم تحقق الكثير في الأيام الثلاثة الأولى من الهدنة، كما أنها بدأت ترى في نتنياهو عبئاً عليها، لأن كل ما يهمه هو إطالة عمر الحرب لحسابات شخصية أولها بقاؤه في السلطة، وإنقاذ نفسه من المحاسبة التي تنتظره ما إن تصمت المدافع ويخرس أزيز الطائرات، بالإضافة إلى التأثير السلبي لوزيري الأمن الداخلي والمالية على المستوطنين وهجماتهم على القرى والبلدات في الضفة الغربية وتأجيج الصراع في مناطق السلطة الفلسطينية وهو آخر ما تريده الإدارة الأميركية.

إذا، لكل هذه الأسباب قد نرى الهدنة المؤقتة تتمدد من دون أن نغفل أن حماس لا تزال تحتفظ بنحو مئتي أسير.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا