تهور إسرائيل وعواقبه!
لولا المُساعَدات المُتَدَفِّقة بسخاء على إسرائيل، عسكرياً واقتصادياً وسياسياً، من قوى عالمية، لكانت لفظت أنفاسَها بسبب عوامل داخلية هدّامة تخصها، كما أنها تزيد إلى هذه العوامل أعداء تشتد مواقفهم ضدها، كنتيجة مباشِرة لسياساتها الشرسة ضدهم، ثم تُصَعِّد عنفَها سريعاً إلى جرائم حرب صار يصعب، مع تطور الزمن، أن تنجح فى إخفائها. وهكذا، فإن أحد أخطر العوامل الداخلية التى تخصها، تتجلَّى فى تبنيها المتهور لأفكار أقربها مَرّ عليه نحو قرن من الزمان، ولكنها، وبدلاً من أن تُقرّ بأن هذا التراث لا يتوافق مع العصر، إذا بها تسعى بكل طاقتها إلى فرضه كسياسة عملية، وتتوقع أن ردود الأفعال الوحيدة هى التى كانت تحدث عند ميلاد هذه الأفكار العتيقة، وأنها يمكن أن تدارى تفاصيل سياساتها وتبعاتها، وكأنها لا تزال تعيش فى ذلك الزمن الماضى!
انظر إلى بعض هذه الأفكار القديمة التى تحضها، أو على الأقل تجيز لها، أن تقتل المدنيين العزل ممن جعلتهم سياساتها أعداء، وتتساهل فى القتل حتى يصير على يدها مجازر، ثم يتفاقم إلى قتل جماعى، تُزِيده استفحالا أسلحتُها المهولة التى يتحفظ العقلاء ممن يملكونها فى استخدامها ضد المدنيين. ثم إنها ترفض بشدة أن يكون لضحاياها أى رد فعل عن تضررهم، فما بالك بمن يفكر فى الانتقام الطبيعى؟! ثم إنها بعد أن أُجْبِرَت على الهدنة الأخيرة، ترفض دخول الصحفيين والإعلاميين الأجانب إلى مسرح الأحداث، لأنها ترفض تسجيل جرائمها وعرضها للعالم، وكأنها لا تعلم أن الموبايل المتاح للجميع يمكن به تصوير وبث جرائمها للعالم أجمع! وكذلك عندما أُجْبِرَت على إطلاق سراح أول دفعة من المعتقلين لديها، أرسلت قواتها إلى أسر المتوقع الإفراج عنهم، وأمرتهم بعدم إبداء أى احتفالات بالإفراج عن ذويهم، مع منع مشاركة الجيران فى استقبال المفرج عنهم. وكذلك، ومع أول دقائق لوقف إطلاق النار، أسرع أبناء غزة جرياً من أماكن نزوحهم إلى أحيائهم، فأطلقت عليهم إسرائيل الرصاص وأسقطت منهم قتلى! ثم تؤكد تصرفاتها، بعد كل هذا، أنها لا تدرك أن أفعالها تزيد من أعدائها ومن شراستهم، وأن لا أحد يمكنه أن يضمن لها أن تبقى ظروف مساعدة الأقوياء لها، دون احتمالات قوية عن تغييرات مُناقِضة تفرض نفسها على العالم وعليها.
نقلا عن الأهرام
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|