عن صفقات تحرير باقي الأسرى… هذا ما كشفه قياديون في حماس!
لم يستطع بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الإحتلال الجمع بين وحدة حكومته والحاجة بعد زلزال السابع من تشرين الأول لصورة التفوق العسكري من جهة، وقبول شروط المقاومة لمواصلة عمليّات تبادل الأسرى، وفق معادلة الإنتقال إلى صفقة شاملة أو صفقات مجزأة، تحت عنوان الكل مقابل الكل، وكما كان متوقعاً عاد الى جولة ثانية من الحرب، دون أن يمتلك وصفة تحقيق إنجاز في هذه الجولة، وظروف الحرب زادت سوءًا بالقياس للجولة الأولى. فمرّة يرفع شعار إقامة حزام أمني يعلم باستحالة بقائه ويعرف أنّه بلا جدوى، كما يعلم أنه سوف يعود مجدداً إلى هدنة جديدة وصيغة للتبادل وفق شروط المقاومة، كما حدث في الجولة الأولى، عندما كان يتحدّث عن استعادة المحتجزين والأسرى بالقوة، ثم قبل بالتبادل.
التصعيد يغلب على التهدئة سواء في غزة أو في جنوب لبنان، فالتصعيد ومساعي تبادل الأسرى، خطان لا يلتقيان، كل المؤشرات تدل على أن التصعيد يأتي أولاً، من دون أن يعرف ماذا سيكون عليه، فهل قررت إسرائيل إعطاء الأولوية لإستمرار الحرب أكثر من مضاعفة الجهود لتبادل الأسرى؟ ما مصير الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين؟ وماذا حققت حماس من إنجازات من خلال الهدنة؟
في قراءة لما حدث ولما سيحدث، أكدّ القيادي في حركة حماس أسامة حمدان لموقع "الكلمة أونلاين" أنّه "لا شكّ بأنّ طبيعة الكيان الصهيوني هي أسر المزيد من الفلسطينيين في كل الأوقات، لأنّ عدد الفلسطينيين الذين مرّوا على سجون الإحتلال تجاوز المليون فلسطيني خلال عمر الإحتلال الصهيوني، لذلك ليس مستغربًا أن ترتفع أعداد المحتجزين".
ومن هذا المنطلق، رأى حمدان أنّ "العدو الصهيوني يحاول أن يرفع أعداد المعتقلين ليمارس ضغطًا على المقاومة وعلى الشعب الفلسطيني، لعلّ ذلك في ظنّه يؤدي إلى كسر إرادة المقاومة وربما إضعاف إرادة الشعب الفلسطيني في هذه المواجهة، وبالتأكيد لسببٍ وهو عندما يصبح هناك تفاوضًا حول صفقة شاملة يكون بين يديه أوراق يلعب عليها في المناورة، لكن وبطبيعة الأحوال حماس لديها قرار نهائي أنّه مهما بلغ عدد الأسرى يجب أن يتم تفريغهم من سجون الإحتلال، في لحظة سيخضع فيها العدو لشروط المقاومة".
وقال: "نحن لا ننظر إلى هؤلاء المحتجزين غير العسكريين على أنّهم أسرى، نفرّق تمامًا بين وضعهم ووضع أسرى الحرب الذين جرى أسرهم من مواقع القتال في غلاف غزة وجوار غزة من قِبل جنود الإحتلال، لذلك لهؤلاء معايير تعامل مختلفة عن التعامل مع الجنود الأسرى في ساحة المعركة"، مضيفًا أنّه "في كل الأحوال، الجميع يعلم أن المقاومة وَعَدَت بأنّها ستحرر أسراها، أي جميع من اعتقلهم الإحتلال من أسرى جُدَد، وسيكونوا ضمن الدائرة التي تسعى المقاومة لتحريرهم، إلّأ أنّ المسألة تبقى مسألة وقت قبل أن يصبح هذا الوعد أمرًا واقعًا".
وفي سياق موازٍ، شدّد حمدان على أنّ "الجميع يعلم أنّنا كنا نُدير تفاوضًا من أجل الوصول إلى تمديد للهدنة المؤقتة وأيضًا بشأن وقف العدوان على قطاع غزة بشكلٍ كاملٍ، وجهود الوسطاء من الواضح كما تلقينا وعودًا ستستمر وتتواصل، أبدينا استعدادنا الكامل للتجاوب مع أي جهود في هذا الإتّجاه، دون أن يعني أنّنا سنتوقف عن الرد على الإفتراءات حتّى تؤول هذه الجهود إلى نتائج حقيقية وعملية".
من جهته، أكدّ عضو قيادة حركة "حماس" في الخارج علي بركة لموقعنا أنّه "طبعًا الهدنة لم تكن لتحصل لولا أربعة عوامل، العامل الأول هو صمود وصبر الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على الرغم من كل المجازر والمدابح التي حصلت وأدت إلى ارتقاء أكثر من 16 ألف شهيد من أبناء الشعب الفلسطيني من بينهم 6 آلاف طفل و4 آلاف إمرأة، والعامل الثاني، هو شجاعة المقاومة الفلسطينية وقتالها بكل اقتدار وتصديها لهذا العدوان الصهيوني، وأمّا العامل الثالث، فهو نهضة الرأي العام العالمي وتحركه ضد العدوان الصهيوني الأميركي على قطاع غزة واتّضاح الصورة بعد أن كذب نتنياهو على العالم وصدقه الرئيس الأميركي جو بايدن بأنّهم يقاتلون حماس بينما تبيّن أنهم يقاتلون المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني، ويقصفون المستشفيات والمدارس والجامعات والكنائس والمساجد والمخابز وخزنات المياه ويقطعون الكهرباء والمياه والوقود والطعام والغذاء عن أكثر من مليونين و200 ألف فلسطيني محاصر في قطاع غزة منذ عام 2006".
وأضاف: "أمّا العامل الرابع، الذي جعل العدو يرضخ لشروط الهدنة هو تحرك أكثر من جبهة خارج فلسطين، منها جبهة جنوب لبنان وجبهة العراق واليمن، فخشيت الإدارة الأميركية من أن تتوّسع هذه الجبهات الثلاث فضغطت على نتنياهو من أجل القبول بهدنة إنسانية لعدّة أيّام".
فبحسب بركة أنّ "هذه الهدنة حققت أربعة أمور للشعب الفلسطيني، فالعدوان توقف على قطاع غزة والقتل توقف والحصار توقف، والمسألة الثانية تم فتح معبر رفح وإدخال مواد غذائية وطبية ووقود إلى القطاع، المسألة الثالثة، استطاعت القسام أن تطلق سراح 240 أسير واسيرة من أبناء الشعب الفلسطيني، وكذلك تفوّقت من الجانب الإعلامي والأخلاقي الذي ظهر للعيان وللجميع أن كتائب القسام تعامل الأسرى معاملة حسنة وظهر ذلك من خلال تسليم الأسرى للصليب الأحمر الدولي بينما شاهدنا في المقابل أن الأسرى الفلسطينيين تلقوا عذابًا شديدًا من قبل العدو".
وأوضح أنّ "نتنياهو لم يكن يريد الهدنة الأولى، لذلك تملص من تمديدها وكذلك من إجراء هدنة ثانية، واستغل الوجود الأميركي في تل أبيب من خلال وزير الخارجية الأميركي الذي شارك في اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي ورفض تمديد الهدنة ورفض كل العروض التي قدمتها حركة حماس لتمديد الهدنة والإفراج عن المزيد من الأسرى من الجانبيين، لذا مصلحة نتنياهو أن تكون الحرب، لأنّها إذا انتهت سيُحاكم في الكيان الصهيوني بسبب فشله في إدارة هذه المعركة".
وأضاف: "طبعًا نتنياهو عاد مجددًا ليطرح أهداف العدو على الشعب الفلسطيني، يريد القضاء على حركة حماس ويريد أن يستعيد الأسرى بالقوة، ونحن نقول أنّه فشل على مدار 50 يومًا قبل الهدنة الأولى ولم يستطع أن يقضي على حماس أو أن يستعيد الأسرى الإسرائيليين ورضخ لشروط المقاومة، لذلك نحن نقول له وفّر قتلى من جنودك وادخل في مفاوضات دون قتال، نحن مع المفاوضات غير المباشرة ولكن ليس تحت النار، والألوية للعودة إلى الهدنة أو وقف إطلاق النار، ثم تجري مباحثات عن ما تبقى من أسرى إسرائيليين لدى المقاومة الذين معظمهم من ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي، وطبعًا هؤلاء لديهم معايير أخرى ولن نقبل بمعايير الصفقة الأولى، فجميع الأسرى لدى المقاومة اليوم نريد أن نبادلهم بكل الأسرى الفلسطينيين لدى العدو الصهيوني".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|