تقرير لـ"The Guardian" يكشف: بايدن يشعر بالندم على دعمه لنتنياهو
يواجه الرئيس الاميركي جو بايدن مشكلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكيفية تعامله معها تصبح أكثر إلحاحاً مع كل يوم وحشي ودموي يمر.
وبحسب صحيفة "The Guardian" البريطانية، "تتعلق حياة آلاف الفلسطينيين بالإجابة على هذا السؤال، وكذلك الأمر بالنسبة للآمال في وقف هذه الحرب المدمرة للغاية والتي تمتد إلى ما هو أبعد من غزة، وللآمال في إحراز تقدم نحو السلام الدائم. إن القرار الذي اتخذه نتنياهو باستئناف عمليات القصف بعد الهدنة والغزو البري لجنوب غزة يبدو أكثر "جهنمية"، على حد تعبير أحد مسؤولي الأمم المتحدة، من الفوضى العشوائية في الشمال التي سبقتها. وفي الواقع، يتمتع الرئيس الأميركي بالنفوذ لكبح جماح نتنياهو في المجالات التي لا يستطيع القادة الأوروبيون والعرب القيام بها. إذاً، يجب على بايدن أن يأخذ زمام المبادرة".
وتابعت الصحيفة، "كان واضحاً قبل فترة طويلة من هجمات حماس في 7 تشرين الأول على جنوب إسرائيل، والتي أسفرت عن مقتل حوالى 1200 شخص، أن نتنياهو وبايدن لم يكونا على اتفاق. وتراجع البيت الأبيض عن الدعوة المعتادة التي يوجهها إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية فور فوزه بالانتخابات. وفي الواقع، جلبت هذه الانتخابات الائتلاف الأكثر يمينية إلى السلطة. وكان السبب الرئيسي وراء ذلك هو انزعاج بايدن من السياسات المتطرفة المناهضة للفلسطينيين التي تبنتها الحكومة الجديدة، ولا سيما في الضفة الغربية المحتلة. ومع ذلك، عندما هاجمت حماس، وضع بايدن الخلافات جانبًا. واقترح الرئيس الأميركي على الفور تقديم مساعدات عسكرية بقيمة 14 مليار دولار، ونشر مجموعات قتالية من حاملات الطائرات وتوجه إلى تل أبيب".
وأضافت الصحيفة، "ومع ذلك، فإن هذا العرض للدعم غير المشروط تقريبًا فسره نتنياهو على الفور على أنه تفويض مطلق للقيام بكل ما يحلو له في ملاحقة حماس في غزة. إن "إنجازه" الرئيسي حتى الآن، نظراً أن حركة حماس لا تزال موجودة، يتلخص في المذبحة غير المسبوقة للمدنيين الفلسطينيين، والتي بلغ مجموعها حسب التقارير ما يقرب من 16 ألف قتيل. وبعد أن شكك بايدن في البداية في الحجم الهائل للمذبحة، قام ببطء بتعديل موقفه، وأصدر دعوات شديدة اللهجة على نحو متزايد من أجل الوصول إلى المساعدات الإنسانية، واحترام القانون الدولي. فهو يستجيب للضغوط العربية والمخاوف من حرب أوسع نطاقاً، كما يستجيب جزئياً إلى الاستياء المتزايد بين الديمقراطيين والناخبين الشباب بشأن تصرفات نتنياهو. لكن يبدو أنه أصيب بصدمة حقيقية، فهذه ليست إسرائيل التي عرفها ودعمها لعقود في الكونغرس".
وبحسب الصحيفة، "مع ذلك، رغم أن نتنياهو وجنرالاته يزعمون أنهم يستمعون إلى بايدن، إلا أنهم في الواقع ليسوا كذلك. إن استهدافهم المرعب بعد الهدنة لخان يونس، أكبر مدينة في جنوب غزة والقاعدة المفترضة لزعيم حماس يحيى السنوار، أدى ولا يزال إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا مرة أخرى. وقال أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي، لنتنياهو الأسبوع الماضي إن صبر واشنطن بدأ ينفد، مضيفاً أن "الخسائر الفادحة في أرواح المدنيين والنزوح بالحجم الذي رأيناه في شمال غزة يجب ألا يتكرر في الجنوب". إن مطالبة بلينكن بأن تتوقف إسرائيل عن انتهاك القانون الدولي، وهو ما تفعله بشكل واضح على أساس يومي، رددتها بقوة نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في دبي. كما وحذر وزير الدفاع لويد أوستن نتنياهو من أنه "يستبدل النصر التكتيكي بهزيمة استراتيجية" من خلال دفع الفلسطينيين إلى أحضان حماس".
وتابعت الصحيفة، "من حق نتنياهو أن يقاوم النصائح الخارجية، حتى من صديق وشريك إسرائيل العسكري والدبلوماسي والمالي الذي لا غنى عنه، لكن هذا لن يكون منطقيا إلا إذا كان يخدم مصلحة إسرائيل، وهذا هو جوهر الموضوع. منذ بداية هذه الأزمة، قدم نتنياهو كعادته مصالحه الشخصية والسياسية على مصالح بلاده. فبعد الإشراف على أسوأ فشل أمني منذ 56 عاماً، يأمل في إنقاذ سمعته ووظيفته من خلال شن حرب ناجحة، ويفضل أن تكون حرباً طويلة. وفي الوقت الحالي يرفض نتنياهو عمداً، بل وبكل فخر، مطالبات الولايات المتحدة بتجنب التكتيكات التي من شأنها أن تتسبب في وقوع خسائر إضافية هائلة في جنوب غزة. كما ويستمر في انتهاك وعوده بعدم عرقلة إمدادات المساعدات من مصر. وفي الوقت نفسه، من الواضح أن نظام الهاتف الذي يستخدم رمز الاستجابة السريعة (QR) التابع للجيش لإجلاء المدنيين إلى المناطق التي يفترض أنها آمنة، غير قابل للتطبيق وسط انقطاع الاتصالات".
وأضافت الصحيفة، "والأمر المثير للجدل، من وجهة نظر الجيران العرب والمجتمع الدولي، هو أن نتنياهو يريد إنشاء منطقة عازلة دائمة في أراضي غزة المكتظة. فهو يفضل الاحتلال العسكري المفتوح، ويرفض رفضًا قاطعًا وجهة نظر بايدن بأن السلطة الفلسطينية هي الأقدر على تولي مسؤولية غزة بعد الحرب ويسخر من الحديث عن إحياء حل الدولتين. وفوق كل ذلك، فهو يتجاهل خطر التصعيد الإقليمي الأوسع، وهو الكابوس الذي تخشاه واشنطن أكثر من أي شيء آخر. ومنذ انتهاء الهدنة في غزة يوم الجمعة، اندلعت أعمال العنف من جديد، كما هو متوقع، من الضفة الغربية وجنوب لبنان إلى البحر الأحمر".
هذا نتيجة تناول الزنجبيل لمدة 30 يوم
HERBEAUTY
وبحسب الصحيفة، "ربما يرى نتنياهو أن هناك ميزة سياسية في قدرته على الادعاء بأنه "تصدى" للأميركيين، ويتعين على بايدن أن يحرره بسرعة من هذه الفكرة، ومن الفكرة الأكبر حجماً المتمثلة في قدرته على الاستمرار في شن حرب تعاقب جماعياً السكان العزل، وتضر على نحو متزايد بالمصالح الأميركية والغربية، وتضر بأمن إسرائيل على المدى الطويل. لا يمكن لبايدن أن يستمر في التراجع أو الاختباء خلف مسؤوليه، بل يجب عليه أن يتدخل شخصيا ويرسم خطا أحمراً. إن ما يحتاجه البيت الأبيض هو قدر أقل من تصرفات العم المتعاطف".
وختمت الصحيفة، "نتنياهو ليس الشخص المناسب لقيادة إسرائيل في هذه الأزمة، فهو لا يهتم بعدد الأشخاص الذين يموتون، طالما أنه على قيد الحياة. ومن خلال استغلال ذكرى ضحايا تشرين الأول كسلاح وتعريض الرهائن الباقين للخطر، فهو يجر الإسرائيليين إلى طريق مسدود مميت فوق جثث أهل غزة المكدسة".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|