رئيس وزراء جديد لفرنسا... وتحديات هائلة تواجه حكومة المستقبلية
قمة "كوب 28" تتوصل إلى اتفاق بشأن الوقود الأحفوري...و صوت لبناني من قلب الحدث: مايكل حداد يحقّق بخطواته أهدافاً محقّة
توصل مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28) اليوم الأربعاء، إلى اتفاق يمكن أن يدفع الدول للمرة الأولى إلى التحول بعيدا عن استخدام الوقود الأحفوري لتجنب التأثيرات الأسوأ لتغير المناخ.
وقال سلطان الجابر رئيس مؤتمر كوب28: "يجب أن نتخذ الخطوات اللازمة لتحويل الاتفاق إلى أفعال، موضحا أن الاتفاقية لا تكون جيدة إلا بقدر تنفيذها بحسب "رويترز".
وأضاف: "منحنا العالم خطة للإبقاء على معدل 1.5 درجة مئوية في المتناول". (العربية)
لا مستحيل أمام إرادة وطموح محترف رياضات التحمّل وسفير النوايا الحسنة الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للعمل المناخي، مايكل حداد؛ فبهيكل حديدي خارجي بسيط يتحدّى هذا البطل اللبناني العِلمَ، حاملاً رايتين وصرخة أطلقها هذه المرّة من مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ بنسخته الثامنة عشر (كوب 28)، المنعقد في دبي.
صوت "الأكثر تضرراً" من قلب "كوب 28"
بمسيرة رمزية قصيرة في المنطقة الخضراء ومن خلال الربط بين التغيير المناخي ومعاناة من يعانون من إعاقات جسدية، تمكّن حداد من إيصال صوت ذوي الحاجات الخاصة الى قلب المؤتمر المناخي، مبيّناً أن "التغير المناخي يؤثر بطريقة مختلفة على الأشخاص وهناك من يدفع ثمناً أكثر من سواه ومن هذه الفئة هي الأشخاص ذوي الإعاقة الجسدية". ويقول مستشهداً بأحداث تسبّب بها التغير المناخي، لـ"لبنان 24"، إنه "جرّاء الفيضانات لاقى أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة حتفهم لعدم تمكّنهم من الخروج من سياراتهم، لذلك علينا الاستثمار بالدراسات المتعلقة بهذه الفئة من الأشخاص ووضع خطط تلائم حاجاتهم في ظل تفاقم الأزمات المناخية".
وفي سياق حديثه ، يوضح السفير الأممي أن الهدف من مشاركته في فعاليات "كوب 28" هو تسليط الضوء على تأثير التغير المناخي على ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيراً الى أن "16 في المئة من سكان العالم يعانون من إعاقة معيّنة والتغيير المناخي يؤثّر بطريقة مباشرة وغير مباشرة على هذه الفئة التي تمثّل 1.3 مليار شخص" وداعياً العالم لشمول هذه الفئة من الأشخاص في البرامج التنموية والخطط المناخية.
خطوات تسطّر رسائل عدّة
حدّاد الذي بدأ مسيرته بستين ألف خطوة من "أرز بشري الى أرز تنورين"، متحدّياً الشلل الذي رافقه منذ عمر الستّ سنوات جرّاء حادث بحري، يشير الى أنه "يواجه كل التحديات لسببين، الأول حثّ المجتمع العلمي على انتاج وتطوير ما يساعد من يعاني من الشلل الكلي والثاني التوعية لمخاطر التغير المناخي وشمل ذوي الاحتياجات الخاصة بالخطط المناخية".
ويقول الرياضي الذي يعاني من الشلل الكلي من الخصر إلى أسفل الجسم، لـ"لبنان 24": "من يعاني من الشلل الكلي من الخصر للأسفل لا يمكنه السير، لذا فإن الطريقة التي استخدمتها للوقوف منتصباً والمشي استحوذت على اهتمام المجتمع العلمي وبات السؤال الأبرز كيف تمكّن رجل يعاني من الشلل، من السير بمساعدة العصي، وهكذا تطوّر البحث الذي بدأ في جامعتي الـAUB والـLAU وامتدّ الى كل العالم". وأضاف: "هذا التحدي هو مصدر قوة، فأنا أتحدّى نفسي وأحمل جسدي لخطوات عديدة تدعو المجتمع العلمي لدراسة النشاط الذي أقوم به".
وعن تجربته المحفوفة بالصعاب والإنجازات، يروي حداد: "بدأت مسيرتي عندما قمت بالسير من أرز بشري الى أرز تنورين، تسلقت صخرة الروشة ثم القمة السوداء، ذهبت بعدها الى سفالبارد، قمت بمسيرة في الأهرامات بمصر، مشيت في "الكوب 20" ثمّ في "الاكسبو 20"، مشيراً الى أن "لكلّ تحدي نكهة وصعوبة مختلفة، فأنا أرتدي جهازا تقويميا من الصدر وأحمل جسدي الذي يتخطّى وزنه الـ105 كيلوغرامات، ومع كل خطوة أقوم بها أرفع هذا الوزن. كل متر أمشيه هو بمثابة خطوتين بمعنى أني إذا مشيت كيلومتراً واحداً أكون قد حملت جسدي الـ105 كلغ، ألفين مرة، 5 الاف مرة، 12 ألف مرة.. حسب المسافة التي أسيرها".
أما الرسالة التي ينوي ايصالها من خلال هذه المسيرة الحافلة، فهي أوّلاً فتح المجال أمام المجتمع العلمي كي يطوّر نفسه. فوفقاً لحداد، لم يكن يتوقّع العلماء أن يصل الإنسان لهذا المستوى من الأداء. والرسالة الثانية تختصّ بالمناخ وشمل ذوي الهمم وهذا ما سعينا له في "كوب 28".
قريباً.. التحدّي الأكبر من القطب الشمالي
يستعدّ حدّاد حالياً لأكبر تحدّ يشرع فيه حتى الآن، وهو السير لمسافة 100 كيلومتر في الدائرة القطبية الشمالية للفت الانتباه إلى ذوبان الغطاء الجليدي في القطب الشمالي وتبعاته الخطرة، إضافة الى فتح المجال لمزيد من الدراسات العلمية حول الشلل.
في هذا الشأن يقول لـ"لبنان 24": "لهذه اللحظة لا أزال أتحضّر لتحدي المئة كيلومتر في القطب الشمالي، وهذا أمر صعب وسيعطي العلماء المزيد من الدفع لأنها تجربة فريدة من نوعها. نحن نتحدّى القواعد العلمية، فأن يقف شخص يعاني من حالتي الصحية في القطب الشمالي أمر يتطلّب أدمغة كبيرة". ويكمل: "هذا تحدي للمجتمع العلمي والهدف منه تمكين الكثيرين من التقدّم والسير".
ويلفت حداد الى أن "اختيار سفالبارد، آخر مدينة في القطب الشمالي وفيها أكبر بنك غذائي في العالم، كمرحلة للانطلاق بهذا التحدي يهدف لإيصال رسالة ان التغير المناخي حقيقي، اذا ان هذه المنطقة تعاني من الذوبان وهي دليل على ان مصيرنا بخطر".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|