تقرير لـ"CNBC" يكشف: هل يمكن فعلاً القضاء على حماس؟
دخلت الحرب التي تشنها إسرائيل ضد حماس، والتي حوّلت قطاع غزة المحاصر إلى أرض قاحلة، الآن شهرها الثالث.
وبحسب شبكة "CNBC" الأميركية، "تقول السلطات الصحية هناك إن الهجوم الذي بدأ في السابع من تشرين الأول أدى إلى مقتل أكثر من 18 ألف فلسطيني في غزة. وتقول الحكومة الإسرائيلية إن الهدف هو القضاء على حماس بشكل كامل، وهي تنفي استهداف المدنيين، على الرغم من أن حتى أقوى حليف لها، الولايات المتحدة، تقول الآن إنها يجب أن تفعل المزيد لحماية حياة المدنيين. وتحكم حماس قطاع غزة منذ عام 2007، ولها هدف معلن وهو تدمير دولة إسرائيل التي تصنفها الأمم المتحدة دولة محتلة للأراضي الفلسطينية منذ عام 1967. وفي السنوات التي تلت استيلاء حماس على السلطة في القطاع الصغير، نمت قدراتها ومواردها المالية وإمدادات الأسلحة بشكل كبير، وذلك بفضل الدعم المالي من دول مثل إيران وقطر. فهل إسرائيل قادرة حقاً على القضاء على حماس؟"
فبحسب حسين إبيش، باحث مقيم أول في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، الذي تحدث إلى الشبكة، "كلا، فحماس ليست مجموعة من الأفراد، أو مجموعة من المعدات والبنية التحتية، إنها علامة تجارية، وطالما أن هناك مجموعة من الفلسطينيين الأحياء الذين يريدون أن يطلقوا على أنفسهم اسم حماس، فإن حماس لا تزال موجودة". وأضاف: "من الغباء الشديد إعلان حرب هدفها لا يمكن تحقيقه. لكن هذا ما فعلته إسرائيل. وما لم تبدأ القيادة الإسرائيلية في التخفيف من لهجتها حول أهداف الحرب، فإن إسرائيل ستفشل بالضرورة لأنها وضعت لنفسها أهدافاً غير قابلة للتحقيق".
وتابعت الشبكة، "أما القائد العام السابق للجيش الأميركي في أوروبا، بن هودجز، فبنظره أنه "من أجل "القضاء" على حماس أو تدميرها، سيتعين على إسرائيل أن تدمر السبب الجذري لحماس، أي سبب وجودها. وهذا يعني أنه سيتعين على إسرائيل قبول التقدم نحو حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية". وأضاف: "لا يمكن لحماس أن يكون لها دور قيادي في حكم غزة، لكن رفض إسرائيل قبول حل الدولتين لن يؤدي إلا إلى ضمان استمرار حماس في جهودها لتدمير إسرائيل. إن إزالة إسرائيل لهذا الدافع، وحل مشكلة الاستيطان غير القانوني، سيجعل من الأسهل بكثير على الدول العربية دعم إسرائيل. كما سيتطلب الأمر من الولايات المتحدة ممارسة المزيد من الضغوط على إيران لوقف دعم حماس". وتابع قائلاً: "في نهاية المطاف، سيقتل جيش الدفاع الإسرائيلي الكثير من عناصر حماس ويدمر الكثير من شبكتهم وبنيتهم التحتية الحالية. ولكن استخدام القوة الحركية المميتة فقط، دون عنصر سياسي غير حركي في الاستراتيجية، من غير المرجح أن يؤدي إلى "القضاء" على حماس".
من جانبه، قال العقيد المتقاعد في قوات الدفاع الإسرائيلية، ومدير عام المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب، ميري آيسين للشبكة، "هل يمكن القضاء على حماس؟ نعم، يمكن القضاء على الجزء العسكري، بمعنى أنه يمكنك تدمير الأسلحة، ومواقع الإنتاج، والمواقع فوق الأرض وتحت الأرض بشكل منهجي. إنه أمر منهجي، إنه بطيء، ولكن يمكن تحقيقه". وبدوره، قال رايان بوهل، كبير محللي شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في راني إن "القضاء التام على حماس يتطلب أن تقوم إسرائيل ليس فقط بتنفيذ حملة عسكرية في قطاع غزة، بل أيضًا في لبنان وسوريا وإيران وربما قطر حيث تتواجد حماس. لكن حتى هذا أمر بعيد الاحتمال بالنظر إلى أن الجيش الإسرائيلي لم ينجح حتى في القضاء على حماس في الضفة الغربية، التي تسيطر عليها إسرائيل بشكل أكثر شمولاً".
وتابعت الشبكة، "أما دانييل بايمان، مدير برنامج الدراسات الأمنية بجامعة جورج تاون، فرأى أنه "من الصعب جداً القضاء على حماس، فهي تحظى بدعم كبير في غزة، على الأقل مقارنة بمنافسيها. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع بعلاقات تعليمية ورعاية اجتماعية ودينية عميقة، فضلاً عن كونها حكومة الأمر الواقع في غزة". وأضاف: "كل هذا يعني أن إسرائيل يمكن أن تقتل العديد من قادة حماس ولكنها لا تزال غير قادرة على القضاء على المنظمة. إن الأمل الأفضل هو محاولة إبقاء حماس ضعيفة وغير متوازنة مع تعزيز المنافسين، مثل السلطة الفلسطينية، ولكن هذا حل طويل الأمد وصعب"."
من جانبه، رأى ناتان ساكس، مدير مركز معهد بروكينغز لسياسة الشرق الأوسط، أنه "لا يمكن القضاء على حماس بشكل كامل كمنظمة أو أيديولوجية، لكن هذا ليس هو الهدف الإسرائيلي على وجه التحديد. فهدف الأخيرة في الواقع أكثر محدودية، وهو يتمثل في تدمير قدرة حماس على حكم قطاع غزة أو تشكيل تهديد عسكري من قطاع غزة للمدنيين الإسرائيليين كما حدث في هجوم 7 تشرين الأول".
وبحسب الشبكة، "قال ديف دي روش، أستاذ مشارك في مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية، في جامعة الدفاع الوطني، إنه "من الممكن القضاء على حماس، ومن الممكن تدمير أي تنظيم عسكري، وستتطلب هزيمة الحركة تدميراً كاملاً لشبكة قيادتها ومعظم منشآت أسلحتها. هذه ليست مهمة سهلة، وربما لن تكون ممكنة دون احتلال الجزء الأكبر من قطاع غزة لفترة من الوقت على الأقل". وأضاف: "لذا، فمن أجل هزيمة حماس حقاً، فإن الجانب الحاسم هنا يتلخص في ضمان أن يكون للفلسطينيين الحرية في رفض حماس، إذا اختاروا ذلك. وهذا يعني أن أتباع حماس لابد أن يخسروا القدرة على فرض إرادتهم على الفلسطينيين الذين اختاروا عدم اتباعهم. وهذا يعني أنه يجب أن يكون هناك كيان سياسي قادر على مراقبة غزة، وليس حماس. وهذا غير محتمل"."
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|