تحليل شخصيّة جمال عبد الناصر
كتب شادي الياس في موقع mtv:
في هذه المقالة سنتناول صفاتِ شخصيّة الرئيس المصريّ جمال عبد الناصر لإعادة النظر والاختبار في سلوكيّات الرجل، وسنقسم المقالة إلى قسمين، قسمٍ حولَ حسناته وقسمٍ حول سيّئاته.
في حسناته: بدأ في المطالعة والقراءة في أيّامِ شبابهِ وصولاً إلى الكتابة والتحرير، وكم هي خطيرةٌ احياناً الحياة الفكريّة عندما تأخذ اتّجاهاً تطبيقيّاً وخصوصاً في القدرة العسكريّة. الشابّ الطموح جمال عبد الناصر، ابن الأربع والثلاثينَ سنةً ينفّذ مخطّطاته ويقود الجيشَ المِصريّ ويحقّق الثورة الشهيرة. تخطّى طموحُه الحدودَ المِصريّة، وفي كلّ إرادةٍ توسّعيّةٍ تكمن مخاطرُ المستقبل الكفيلة بإنهاء الأحلام والطموحات.
تميّز جمال عبد الناصر بقدرته على الإصغاء والاستماع باهتمامٍ من دون الإفصاح عمّا في داخله من آراء وتعليقات، فقد كان هناك حاجزٌ دائماً بينه وبين المجتمِعين معه لشدّة انطوائه على نفسه. في الوقت نفسه كان إنسانيًّا يتعاطف مع المساكين والفقراء وخصوصًا الأطفال منهم، الذين يعملون خدّاماً في البيوت والأرياف. كان هاجسُه تحفيز المواطنين على العمل الكثيف وتشجيع العائلات على إرسال أولادهم الى المدارس ودعم التعليم. فقد نجح عبد الناصر بالدخول إلى جميع قلوب العرب عموماً والمصريّين خصوصاً. وقد تميّز في هذه الكاريزما القوية التي كانت تحشد ملايينَ المصريّين أثناء خطاباته.
في سيّئاته: كان يفكّر وحدَه، ويخطّط وحده، ولم يسمح لأحدٍ بإعطائه نصائح أو تعليمات. غامضٌ وغير قادر على الانفتاح إلى القريبين منه، ما جعل الكثير من الأصدقاء في بداية حياته يبتعدون عنه، كما واجه الكثير من الناس صعوبةً في التعامل معه. عندما كانت تتمّ معارضته في العديد من المسائل، بدلاً من أن يناقشَ المطالب، مارس القمع والاعتقال. ونذكر من الشواهد على حوادثَ كهذه معارضةَ بعض الضبّاط الأحرار، إذ دعاهم إلى لقاءٍ ثمّ ألقى القبض عليهم، وهذا ما يناقض حرّيّة الرأي بمفهومها الفلسفيّ والعرفيّ، بحسب رأي أنور السادات الذي قال عنه إنّ مزاجه دائماً كان سيّئاً. كانت له قراراتٌ غريبةٌ لم يفهمْها المحلّلون، مثل دعمه لأنور السادات في الذهاب إلى أميركا، وعند وصوله هاجم أميركا في الإعلام، ما سبّب له إحراجاً كبيراً. كان يحفظُ كمّيّةً كبيرةً من الأحقاد مع الأشخاص الذين يتعاملُ معَهم. كان يتأثّر بالكلام المعسول والمجاملات التي يقولها له الذين حولَه لكي يحافظوا على مناصبِهم.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|