تقرير لـ"Responsible Statecraft": كيف تستفيد سوريا من الحرب الإسرائيلية على غزة؟
لدى الحكومة التي يقودها الرئيس السوري بشار الأسد مصالح كبيرة في الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ عشرة أسابيع على غزة، والتي امتدت بالفعل إلى سوريا.
وبحسب موقع "Responsible Statecraft" الأميركي، "قصفت إسرائيل مطاري دمشق وحلب، بالإضافة إلى مواقع استيطانية في المناطق الريفية السورية بحجة ردع إيران والمجموعات الإقليمية المدعومة من طهران من استخدام الأراضي والبنية التحتية السورية لمهاجمة إسرائيل وسط مزيد من التصعيد. وفي نهاية المطاف، قد يؤدي الصراع في غزة إلى انتكاسة مصالح دمشق في وقت يحاول فيه نظام الأسد التعافي من أكثر من عقد من الحرب الوحشية داخل سوريا. إذاً، يجب على دمشق أن تتعامل بعناية مع تداعيات القصف الإسرائيلي والغزو البري لغزة".
فرص الأسد
وبحسب الموقع، "ارتكب نظام الأسد جرائم حرب خطيرة وانتهاكات أخرى في جهوده للحفاظ على السلطة منذ الربيع العربي عام 2011. وفي الشهر الماضي فقط، أصدرت محكمة فرنسية مذكرة اعتقال دولية بحق الأسد وآخرين في الحكومة السورية والجيش بسبب الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية. ومع ذلك، تحاول دمشق الاستفادة من حالة الغضب في كل أنحاء العالم الإسلامي وجزء كبير من الجنوب العالمي بسبب الحملة العسكرية الإسرائيلية الدموية في غزة والدعم غير المشروط الذي تلقته من الولايات المتحدة. وقال جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما، في مقابلة مع الموقع: "الفائدة الكبرى التي من المرجح أن تجنيها سوريا من حرب غزة هي الضرر الذي ستلحقه بهيبة أميركا ومكانتها في العالم العربي". وأضاف أن "مساعدة بايدن الثابتة لإسرائيل في جهودها لقتل الفلسطينيين في غزة ستقلل من قدرة واشنطن على حشد الدول العربية والإسلامية ضد سوريا وإيران"."
وتابع الموقع، "لقد أصبح التركيز أقل على انتهاكات النظام السوري لحقوق الإنسان الآن بعد أن أصبح العالم يولي اهتماماً أكبر لأزمة غزة. "بعد أكثر من عقد من الحرب، التي شهدت وحشية وهمجية غير مسبوقة، كانت دمشق مستعدة للقول إن الوحشية والهمجية الإسرائيلية طهرت بعض أفعالها"، وفقاً لجوزيف أ. كشيشيان، زميل بارز في مركز الملك فيصل في الرياض. كما وتشعر دمشق بسعادة غامرة لرؤية توقف توسيع اتفاقات إبراهيم التي توسطت فيها الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية".
وأضاف الموقع، "بالعودة إلى عهد الرئيس حافظ الأسد (1970-2000)، عارضت دمشق بشدة اعتراف الدول العربية رسميا بإسرائيل، بدءا بمصر في عام 1979. وفي هذا السياق، فإن حقيقة أن أزمة غزة تجعل التطبيع السعودي الإسرائيلي غير مرجح للغاية في المستقبل المنظور هو أمر إيجابي من وجهة نظر دمشق. كما وأن حقيقة أن معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل أصبحت اليوم أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى منذ توقيعها في عام 1994 هي أيضًا مصدر ارتياح للنظام".
وبحسب الموقع، "قال لانديس إن "الحرب في غزة تعيد إحياء أهمية جبهة المقاومة في العالم العربي". وأضاف: "ليس فقط المعارضة السورية، بل العالم العربي بشكل عام، سخر من عجز جبهة المقاومة في السنوات الأخيرة. واليوم، يعود العرب مرة أخرى إلى المقاومة". وأوضح أن اتفاقيات إبراهيم والدبلوماسية الأميركية تبدو مناهضة للعرب ومؤيدة لإسرائيل بشكل كبير. إن أزمة غزة لا تؤدي إلى ترسيخ تحالفات سوريا القائمة منذ عقود من الزمن فحسب، بل إنها تعمل أيضاً على التعجيل بعملية المصالحة بين الأسد وأعدائه السابقين في الشرق الأوسط، مثل المملكة العربية السعودية، وقد تأكد ذلك من خلال مشاركة الأسد في القمة الطارئة المشتركة بين منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية بشأن غزة التي عقدت في الرياض في 11 تشرين الثاني. وقال كريم إميل بيطار، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة القديس يوسف في بيروت، في مقابلة مع الموقع: "يحاول الأسد إعادة تموضعه كعضو في الجامعة بعد أن تم استبعاده ومعاملته كمنبوذ بين عامي 2011 و2022"."
تهديدات لسوريا
وبحسب الموقع، "في حين أن الحرب في غزة تعزز جهود الأسد للهروب من وضعه المنبوذ، وخاصة بين الدول العربية، فإنها تشكل أيضاً تهديدات. ومع تركيز دمشق على التحايل على العقوبات الغربية وجذب الاستثمار الأجنبي لإعادة إعمار سوريا، تشعر حكومة الأسد بالقلق بشكل خاص بشأن التصعيد المحتمل للحرب إلى صراع إقليمي أوسع. ويقول لانديس إن "الأسد في حاجة ماسة إلى الاستثمار الأجنبي وكذلك الاستثمار الداخلي". وأضاف: "السوريون بحاجة ماسة إلى الاستقرار. هذه الحرب تذكر الجميع بأن الاستثمار في الشرق الأوسط أمر محفوف بالمخاطر. لقد أصبحت سوريا ساحة المعركة التي يتم فيها مناقشة النزاعات الإقليمية"."
ورأى الموقع أن "الحرب عززت أهمية "محور المقاومة" الذي تقوده إيران في الشرق الأوسط والدور الرئيسي الذي تلعبه سوريا فيه. ووفقاً لجواد هيران نيا، مدير مجموعة دراسات الخليج الفارسي في مركز البحث العلمي ودراسات الشرق الأوسط الاستراتيجية في إيران، فإن "سوريا تلعب دوراً لوجستياً في هذه الحرب وهي الطريق الرئيسي لإرسال الأسلحة والمعدات إلى حماس وحزب الله". وتابع قائلاً: "كما تتواجد القوات الإيرانية في سوريا، وفي هذه الحرب، نقلت إيران قواتها في سوريا من شمال البلاد ومناطق مثل حلب إلى جنوبه. ولذلك فإن الهجمات على المواقع الأميركية في سوريا تهدف إلى تنفيذ التهديد الإيراني ضد أميركا وإسرائيل لمنع امتداد الحرب إلى مناطق أخرى من ناحية وزيادة تكاليف القوات العسكرية الأميركية في المنطقة من ناحية أخرى"."
وبحسب الموقع، "نظراً لوضع سوريا كدولة مزقتها الحرب وتخضع أجزاء من أراضيها لاحتلال عسكري أجنبي، يجب على دمشق نفسها أن تفهم أنها معرضة بشكل خاص للهجوم. وقال بيطار: "يعرف الأسد أنه يمكن أن يكون الحلقة الأضعف إذا أثبتت إسرائيل عدم قدرتها على توجيه ضربة قاسية لحماس وعدم قدرتها على مهاجمة حزب الله في لبنان. ويعتقد بعض السوريين أن إسرائيل قد تميل إلى محاولة مهاجمة النظام السوري، لحرمان إيران من أحد أهم حلفائها". ومع ذلك، فإن نفس العوامل التي دفعت إسرائيل إلى التخلي عن التحركات الرامية إلى الإطاحة بالحكومة في دمشق خلال الحرب الأهلية السورية، عندما كانت أكثر هشاشة بكثير، تظل ذات صلة".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|